طبيب مصري مقيم في ألمانيا يحول عيادته لمركز تدريب للأطباء العرب

كتب: محمد علي حسن

طبيب مصري مقيم في ألمانيا يحول عيادته لمركز تدريب للأطباء العرب

طبيب مصري مقيم في ألمانيا يحول عيادته لمركز تدريب للأطباء العرب

ذكر الموقع الإلكتروني لقناة "دويتش فيلة" الألمانية أن المستشفيات الألمانية تحاول سد العجز في عدد أطبائها من خلال فتح المجال للأطباء الأجانب من كافة مناطق العالم، بشرط إتقان اللغة الألمانية والوفاء بالشروط المعتمدة لممارسة المهنة. وقامت "دويتش فيلة" بنقل تجربة الطبيب المصري الأصل خالد واصف، والمقيم في مدينة ميونخ الألمانية، منذ ثلاثين عامًا، حينما أدرك نقاط الضعف التي تحول دون التحاق الأطباء العرب بسوق العمل في المانيا، فحول عيادته في ميونيخ إلى مركز لتدريب الأطباء الراغبين في العمل، عن طريق تنظيم دورات مكثفة لهم، تمكنهم من اجتياز الحاجز اللغوي وإتقان المصطلحات الطبية المستخدمة باللغة الألمانية، حيث إن مثل تلك الصعوبات تشكل عائقًا كبيرًا في التواصل بين الأطباء الأجانب والمرضى. وقال واصف إن فكرة إنشاء المركز قد انطلقت بعد أن تلقى عدة اتصالات تليفونية من أطباء عرب حديثي العهد بالعمل في ألمانيا، أعربوا فيها عن الصعوبات التي تواجههم في عملهم بسبب عدم إتقانهم للغة الألمانية، ومن هنا جاءت ترجمة فكرة مشروع المركز على أرض الواقع. وأضاف أن كل دورة تضم 10 أطباء عرب، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، ويشترط فيها أن يكون الطبيب حديث االتخرج ويمارس الطب العام أو أن يكون متخصصاً في الأمراض الباطنية. وتابع "يتدرب الأطباء يوميًا تحت إشراف الدكتور واصف ومساعدين عرب وألمان على كل ما قد يحتاجون إليه من معرفة في العيادات والمستشفيات الألمانية، خاصة الاستخدامات اللغوية الطبية. ويعتمد التدريب علي أمثلة من خلال مقاطع الفيديو التي تشمل حوارات بشأن أنواع الأمراض، وكيفية شكوى المريض منها وطرق تشخيصها والحديث عنها مع المريض باللغة الألمانية. وأشار الدكتور واصف إلى أن الأطباء يتدربون أيضا على كيفية كتابة التقارير الطبية باللغة الألمانية. وأوضح أنه بعد انتهاء الدورة، يتم اختبار الأطباء من قبل جهات ألمانية رسمية، ويكون الاختبار شفويًا في مجالات الجراحة والأمراض الداخلية وفي طب الطوارئ إلى غير ذلك، وعلى أساس ذلك يحصل الطبيب على تصريح بمزاولة المهنة، وعندئذ يقوم المركز بمساعدته في الاتصال بالمستشفيات الألمانية التي ترغب في تعين أطباء جدد. يذكر أن هناك نقص كبير في عدد الأطباء بالمستشفيات الألمانية ويهاجر عدد كبير من الأطباء الألمان إلى دول أوروبية أخرى، حيث مستوى الرواتب أعلى كما إن عدد الأماكن المخصصة لدراسة الطب بالجامعات الألمانية محدود. وفي هذا السياق تحدثت إحصائيات عن آلاف الأطباء الذين يهاجرون سنويا للعمل في دول أوروبية، بسبب عدم رضاهم عن الرواتب المتدنية، خصوصا بالنظر إلى فترات عملهم الطويلة حتى ساعات متأخرة من الليل أو في أيام العطل الأسبوعية. وقد قامت الدولة الألمانية مؤخرًا برفع مستوى أجورهم بمستوى 500 يورو معفاة من الضرائب. وحسبما يفيد تقرير لنقابة الأطباء الألمانية، فإن كليات الطب لا تمنح لطلاب شعبة الطب أكثر من 10 آلاف مكان دراسة في العام، يتخرج منهم حوالي 9 آلاف طبيب سنويا، وقد يصل العجز في هذا القطاع حتى عام 2019 إلى 37 ألف طبيب.