بروفايل| آمال فهمى.. صوت بلدنا

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل| آمال فهمى.. صوت بلدنا

بروفايل| آمال فهمى.. صوت بلدنا

صوت هادئ رقيق ينساب عبر أثير «الراديو» إلى آذان المستمعين بسهولة، لأنه يحمل فى طياته ثقافة واسعة ونبرة واثقة لم تتأثر بالسنين الطويلة والأحداث الجسيمة فى مصر والعالم، لكن الإذاعية الشهيرة آمال فهمى قررت بشكل مفاجئ اعتزال العمل الإذاعى مرة أخرى لعدم تقديرها من رئيس شبكة البرنامج العام، رغم عدولها عن الاعتزال بعد الإصابة التى لحقت بها العام الماضى وعادت للعمل لمدة 6 أشهر، بعد تدخل الرئيس السابق عدلى منصور. تحدثت آمال فهمى المولودة فى عام 1926 بمرارة عن قرارها قائلة: «لقد اكتشفت أننى خسارة فى الإعلام المصرى، الذى لا يقدر اسم ومكانة الإعلامى الذى أفنى عمره، ليقدم إعلاماً ناجحاً وأفكاراً مبتكرة وأسلوباً جديداً، ثم فى النهاية أعامل بشكل مهين لا يليق باسمى وتاريخى الذى كافحت لسنوات طويلة حتى أصنعهما». وكانت «فهمى» قد طلبت من رئيس شبكة البرنامج العام الاستعانة بمعد للبرنامج ليعد الفقرات ويجرى الاتصالات ولكنها فوجئت بصمته وعدم الرد عليها، وهو ما تسبب فى اعتزالها للعمل الإذاعى بعد دخولها موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بعد تقديمها «على الناصية» لمدة خمسين عاماً متواصلة. فى عام 1931 لم تكن تعلم «آمال» الطفلة الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها 5 سنوات أن شغفها بميكروفون الإذاعة قد بدأ للتو عندما شاركت فى برنامج الأطفال «أبلة زوزو»، وقدمت أغنية «قطتى صغيرة واسمها نميرة»، ليظل حلم الميكروفون يراودها حتى بعد تخرجها فى كلية الآداب، وعملها بالصحافة لمدة لم تتعد ستة أشهر، فتقرر أن تلتحق بالإذاعة وتجرى الاختبارات الخاصة بها فى نفس الأستوديو، الذى شهد مولد حلمها وبعد اجتياز الاختبارات حمل برنامج «حول العالم» صوتها الراقى الدافئ إلى المستمعين لأول مرة عام 1951. وتوالت بعدها البرامج المهمة والمتنوعة التى قدمتها خلال فترة قصيرة، منها البرنامج الاجتماعى «فى خدمتك»، و«فنجان شاى» و«هذه ليلتى»، واستضافت الكثير من الشخصيات العامة ونجوم الفن والغناء والصحافة بجانب رؤساء الدول، مثل الملك حسين، وبن بيلا، وهوارى بو مدين، حتى تمت ترقيتها إلى مديرة إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، لتكون أول امرأة تُعين فى هذا المنصب. حازت آمال فهمى على جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة بعد أن جمعت شغفها الصحفى بالإذاعى عندما حولت تحقيقاتها الصحفية إلى تحقيقات إذاعية، الأمر الذى حاز إعجاب الجمهور. وكان موعدها مع برنامجها الأشهر «على الناصية» عام 1958 الذى كان له تأثير كبير فى الحياة الاجتماعية والثقافية فى مصر وظهرت الإذاعية الشهيرة بشخصيتها الحقيقية فى فيلم «حكاية حب» مع الفنان عبدالحليم حافظ، لتطبع صورتها بجانب صوتها المميز فى قلوب محبيها من مختلف الأعمار.