قصص حقيقية من داخل محكمة الأسرة على طريقة سيف الدندراوي وفاتن أمل حربي

كتب: إسراء عبد العزيز

قصص حقيقية من داخل محكمة الأسرة على طريقة سيف الدندراوي وفاتن أمل حربي

قصص حقيقية من داخل محكمة الأسرة على طريقة سيف الدندراوي وفاتن أمل حربي

وسط الزحام الذي يجتاح جميع أركان محكمة الأسرة، ستجد العديد من النساء المعنفات، قد لا يظهر عليهن أي أثر لعنف جسدي، لكن عندما تقترب منهن ستتأكد أن العنف النفسي الذي تعرضن له تأثيره أقوى، و«بعد الطلاق بيلووا درعنا بالعيال، وفي ملايين الرجاله زي سيف الدندراوي اللي في المسلسل»، هذه الكلمات رددتها أكثر من سيدة لجأت للمحكمة على أمل أن يعيد لها القضاء أطفالها.

«الأطفال سلاح على رقبة الأمهات بعد الطلاق»

أطفال حاسبوا على فاتورة الكبار وتعرضوا للخطف على يد والدهم، وعلى غرار الحلقة الـ6 من مسلسل فاتن أمل حربي، سنرصد ملخص بسيط لعدد كبير من القصص الحقيقية التي روتها لـ«الوطن» سيدات يواجهن نفس المشكلة، من خلال الدعاوى المنظورة داخل محاكم الأسرة، اتهمن فيها أزواجهن السابقين، بخطف أطفالهن بعد الطلاق، لكسر قلوبهن وتأديبهن.

«نوال» خطف البنات بعد التمرين

بصوت يكسوه نبرة اليأس، حكت «نوال. س» 36 سنة، لـ«الوطن» سبب وجودها في المحكمة وإقامتها العديد من القضايا ضد طليقها، موضحة: «أنا قضيت نص عمري في عذاب معاه، لا وأنا متجوزاه متهنيه، ولا لما طلقني شايفه راحة»، مشيرًة إلى أنها تطلقت منه بسبب إدمانه على الأقراص المخدرة، وتركه لأكثر من وظيفة، ومعرفتها مؤخرًا بخيانته لها، وأنها عانت معه لمدة 16 عامًا، تحملت فيهم المر حتى تحافظ على المنزل من أجل بناتها.

«نوال» لم تتوقع أنه سيأخذ طفلتيه كبش فداء، ما جعلها تعاني داخل المحاكم حتى تعود طفلتيها لحضنها، مؤكدة أنها فوجئت من فعلته المشينة، وأنه راقب خطواتها لمدة أسبوع حتى يستطيع استدراج بناته ويأخذهم بعد تمرينهم من النادي، وأوهمهن أنه سيتناول الطعام معهن، ثم يعيدهن، لكنه فر هاربًا بهن إلى المحافظة التي تقيم فيها عائلته، ولم يجب على اتصالاتها لمدة أسبوع، حتى أخبرها أنهن برفقته وأنه لن يعيدهن لها مرة أخرى.

وأضافت «نوال» باكية: «رفعت عليه قضايا كتير، منها حضانة وإدارة تعليمية ومنع من السفر، ودعوى ضم حضانة الطفلتين في محكمة الأسرة بالعجوزة رقم 3692 لسنة 2021، وفي كل القضايا أتحكم فيها لصالحي، لكنه يرفض إعادة بناتي»، موكدهً أنه شوه سمعتها أمام العائلتين ليكسب تعاطفهم وليأخذ بناته منها.

«علا»: طليقي أخد مني ابني عشان يجبله لعب ومرجعش بيه

«أنا عمري ما منعته يشوفه ابنه، بالعكس كنت بتحايل عليه عشان يجي يعقد معاه، وياخده يعيش معاه من وقت للتاني، وهو كان دايمًا بيهددني بإني أرجعله عشان بيهتم بالولد»، كلمات يغلب عليها نبرة الاستغراب والبكاء قالتها «علا. م» 29 سنة، خلال حديثها مع «الوطن»، وهي تشرح معاناتها التي تعيش فيها منذ 4 سنوات، وحالتها النفسية سيئة منذ أن اختطف طليقها ابنهم «أحمد. و» بعد حصولها على حكم خلع، وتطلقت منه، ليجعلها تدفع ثمن فعلتها غاليًا، كما هددها سابقًا.

وحكت الأم عن سبب اختيارها للخلع، وقالت: إنها لم تنكر أنها تزوجت منه بعد قصة حب طويلة، وعاشت معه أكثر من 5 سنوات، رأت فيهم العذاب ألوانًا، وكان يخونها دون استحياء، وكلما نظرت لعين أبنها ضحت بسعادتها حتى يعيش هو وسط أسرة مستقرة، وعندما كانت تطلب منه أن يراعي شعورها أمام الآخرين، كان يضربها حتى تنزف الدماء من جسدها، وبعد فترة وصلوا لحل وسط وهو الانفصال.

«بعد الانفصال عشت مع أهلي، وكنت بتحايل عليه عشان يجي يعقد معاه، وياخده يعيش معاه من وقت للتاني، وهو كان دايمًا بيهددني بإني أرجعله عشان بيهتم بالولد»، وبعد الطلاق مباشرًة ذهب لزيارة ابنه، وطلب منها أنه يأخذه ليشتري له ألعاب، ومنذ هذا اليوم لم يعد لها به، وحررت أكثر من محضر إثبات حالة باختطاف الولد، ودعوى ضم بحضانة الطفل لها، برقم 5532، بمحكمة الأسرة بأكتوبر، ومنعه من السفر.

«هاجر»: عشت خدامه ليه ولأهله

وبحرقة قلب حكت «هاجر. ي» 30 سنة، لـ«الوطن» تفاصيل عامين مرا عليها من دون أطفالها الـ3، بعد أن خطفهم والدهم، ولا تعلم مكانهم حتى اليوم، موضحة: «عجزت من كتر الحزن عليهم ونظري ضعف من العياط، وجالي القلب، نفسي أشوف ولادي مره وحداة، فبعد 12 عامًا عشت فيهم خادمة له ولعائلته، تزوج علي، ولم اتحمل الأمر وبعد مراوغات عديدة حدث الطلاق واتفقنا على رؤية الأطفال والعيش معه، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتهم».

«روحت أخدهم من المدرسة، المشرفة قالتلي باباهم أخدهم فروحت واتصلت عليه عشان أنبهه على امتحاناتهم، بس هو مردش عليا، وحاولت اتصل بحد من أهله لكنهم قالولي ميعرفوش هو فين، واستنيته يرد عليا، ومن سنتين معرفش حاجه عن ولادي، عملت محاضر خطف كتير، وتوسلت لأهله يقولولي مكانه، بس موصلتش لأي حاجه»، فلجأت الأم لمحكمة الأسرة بإمبابة وأقمت دعوى لضم حضانتهم، برقم 34.


مواضيع متعلقة