أصل الصنعة.. سامي «صنايعي عود»: 40 سنة في مهنة تراث الطرب
أصل الصنعة.. سامي «صنايعي عود»: 40 سنة في مهنة تراث الطرب
عندما تطأ قدماك منطقة «العتبة» لتتجول فيها قاصدًا شوارعها المزدحمة طيلة الوقت، تجد من بينها شارع محمد علي، أحد أهم الشوارع الموجودة هناك، في أحد جنبات هذا الشارع يظهر للمارة حانوت صغير واجهته متهالكة، يجلس بداخله «صنايعي» فوق عينيه نظارته الطبية، وبين يديه «مبرد» و«شاكوش»، ومن أمامه المسامير والأخشاب بأشكالها المختلفة، وإلى جواره «بابور» يستخدمه في تسخين الغراء من أجل لصق الخشب في بعضه البعض، كل هذه كانت أدوات من أجل صناعة ذلك «العود» في صورة متناغمة يظهر معها عشق هذه «الصنايعي» لهذه المهنة القديمة.
سامي عفيفي، خمسيني يعمل في مهنة صناعة آلة العود، أحد أبرز الآلات الشرقية التراثية، منذ نعومة أظافره، وقت أن كان في التاسعة من عمره، يحكي خلال حديثه مع «الوطن»، بأن صناعة هذه الآلة تحتاج إلى 40 صنايعي مختلف، لكل منهم دور يقوم به: «اللي بيصنع القصعة غير اللي بيعمل الوش وغير اللي بيعمل الطقم وهكذا»، موضحًا أن آخر مراحل صناعة آلة العود هي الصنفرة والدهان والتلميع.
طريقة صناعة «القصعة»
أما عن طريقة عمل «القصعة»، وهي الجزء الخلفي من «العود»، فأوضح «عفيفي» بأنها تأتي على هيئة شرائح خشبية ويتم كيها بالنار بعد ذلك من أجل تشكيلها بصورة دائرية، أما عن صناعة وجه آلة العود، فهي تتكون، بحسب «عفيفي»، من قطع خشبية يتم عمل بها ما يسمى بـ«خزنة الصوت» التي تعد من أهم أساسيات «العود» لخروج الصوت منه عند العزف عليه.
العود عبارة عن أصناف خشب
جودة آلة العود تتوقف على عامل مهم ورئيسي وهي جودة الأصناف الخشبية المصنوعة منها، وذلك بحسب «عفيفي» الذي أضاف قائلا: «أنواع الخشب كتير من أحسنهم خشب الموغنة وخشب الورد والصندر والأبانوس وكل ما كان جودة الخشب عالية كل ما كان الصوت المسيقي للعود أفضل»، مشيرًا إلى أن الركيزة الأساسية أولًا وأبدًا هي جودة خزنة الصوت.
طلبات الزبائن
كل زبون له طلبه الخاص، وفق قول «عفيفي»، فهناك زبائن تطلب العود التعليمي، الذي يتعلمون عليه في البداية كيفية العزف: «ده بيكون سعره في حدود 400 جنيه، وأنا بنصح اللي عايز عود علشان يتعلم عليه، يجيب عود مصنوع من الخشب التركي»، مشيرًا إلى أن كافة طلاب كلية التربية النوعية والتربية الموسيقية يكون لهم عود خاص: «بنعملهم عود صغير يتعلموا عليه في الكلية بكل سهولة».
