أصل الصنعة.. «عم سلمان» يُصلح «بوابير الجاز»: «الشغلانة راحت عليها»

كتب: محمد سامي الكميلي

أصل الصنعة.. «عم سلمان» يُصلح «بوابير الجاز»: «الشغلانة راحت عليها»

أصل الصنعة.. «عم سلمان» يُصلح «بوابير الجاز»: «الشغلانة راحت عليها»

وسط أدواته البسيطة التي يستخدمها في إصلاح «بابور الجاز»، الذي تربع على مكونات جهاز العروس، قديما، يقبض بيده على «كاوية»، تعلو موقدًا صغيرا يخرج منه اللهب، ليستخدمها في لحام «البابور»، مستمتعا بممارسة مهنته المفضلة.

«عم سلمان»، 73 عامًا، من محافظة قنا بصعيد مصر، اعتاد الجلوس على كرسيه وسط السوق من شروق الشمس حتى غروبها، يعمل في إصلاح «أقماع الصفيح وبوابير الجاز»، التي باتت من التراث، معتزًا ومتمسكًا بمهنته التي لم يقرر الابتعاد عنها يوما من الأيام، ورغم معاناة المهنة من الانقراض، إلا أنه لازال مولعًا بممارستها. 

عدد الزبائن يوميًا

يجلس «سلمان»، أمام أدواته «القصدير ومياه النار» والنشادر والكاوية، وشعلة من النار: «الشغلانة مبقتش زي زمان خلاص وفي اليوم كله مش بيجيلي زبون ولا اثنين»، قالها الرجل المسن معبرا عن امتعاضه من تراجع المهنة وتردي أحوالها. 

تطور الحياة سبب اختفاء «البابور»

نظرًا لتطور الحياة في شتى المجالات، اختفى الاعتماد على «البابور»، فأيام الأجداد كان «بابور الجاز» أحد أهم مكونات الأجهزة المنزلية، وكان على رأس جهاز العرائس لتستخدمه في أعمال الطهي: «الآن تعاني المهنة بشكل كبير من الانقراض، بعد ظهور أدوات الطهي الحديثة والبوتاجازات المختلفة وغيرها من الأجهزة المتنوعة.. العرايس بتاع اليومين دول عاوزين الحاجات الجديدة مين اللي هتجيب بابور في جهازها يعني؟»، وفقا لـ«سلمان».

وأضاف أن «بابور الجاز»، لا يستخدمه حاليًا سوى كبار السن، وفي أغراض محددة منها عمل الشاي واستخدامه في موسم الشتاء للتدفئة، متمنيًا عدم اندثار المهنة واختفائها نهائيًا خاصةً أنها يعيش على دخلها الضئيل، موضحًا أن تلك المهنة كانت في السابق من أبرز المهن، ولكن حاليًا لا يقبل عليها أحد.


مواضيع متعلقة