غادة عادل: أحلام سعيدة يناقش قضايا المرأة عن قرب بطريقة إنسانية دون الغرق فى «الميلودراما»

غادة عادل: أحلام سعيدة يناقش قضايا المرأة عن قرب بطريقة إنسانية دون الغرق فى «الميلودراما»
عرفها الجمهور للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً عندما طلت عليهم بـ«وجه القمر»، وعلى مدار سنوات طويلة وقفت أمام عمالقة الفن، استقت منهم الخبرة وصقلت موهبتها الخام وأتقنت الأداء بحرفية شديدة، لتصبح الفتاة الصغيرة نجمة تعلن عن نفسها بقوة وتخوض غمار التمثيل بجرأة غير معتادة تتمرد فيها على القوالب السابقة، وتطل الفنانة غادة عادل على الجمهور فى سباق الدراما الرمضانية 2022، بتجربة مختلفة فى مسلسل «أحلام سعيدة». سيدة أربعينية ترفض الزواج وتقف وحيدة أمام ضغط العائلة والمجتمع، وتنضم إلى مجموعة دعم نفسى لمواجهة مشكلات الأرق وعدم القدرة على النوم التى تواجهها، ببراعة شديدة نجحت غادة عادل فى رسم تفاصيل شخصية «شيرين» التى تفاعل معها الجمهور بعد عرض الحلقات الأولى من «أحلام سعيدة» الذى يعبر عن مشكلات السيدات بطريقة إنسانية خفيفة. وفى خلال حوارها لـ«الوطن»، تكشف الفنانة غادة عادل تفاصيل مشاركتها فى المسلسل أمام النجمة يسرا، وعلاقتها الفنية بالمخرج عمرو عرفة، بالإضافة إلى تجاربها السينمائية المقبلة، كما تتطرق إلى تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة وعلاقتها بزوجها السابق مجدى الهوارى.
لا أحب إخراج تفاصيل حياتى الشخصية إلى العلن
بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل.. كيف استقبلت ردود فعل الجمهور؟
- ردود الفعل الأولية للجمهور مبشرة للغاية، وأعتقد أن الجمهور سوف يتفاعل مع الشخصية بصورة أكبر فى الحلقات المقبلة مع تطور الأحداث، وهناك كثير من المفاجآت على مدار الأيام المقبلة، وعلى الجانب الشخصى كنت سعيدة بمكالمات عدد من المقربين الذين حرصوا على تهنئتى بالمسلسل فور عرضه.
«شيرين» تعتبر من الشخصيات المختلفة التى قدمتِها خلال «أحلام سعيد»، ما الذى جذبك إليها؟
- أسباب كثيرة شجعتنى على الموافقة على المشاركة فى المسلسل، بداية من فريق العمل الرائع سواء بالنسبة للممثلين أو على مستوى التأليف والإخراج والإنتاج، وذلك بخلاف أن الشخصية التى أقدمها «شيرين» شخصية مليئة بالتفاصيل الدرامية، فهى سيدة أربعينية ترفض فكرة الزواج، وتواجه ضغطاً كبيراً من أسرتها والمحيطين بها لإقناعها بالفكرة وهو ما يسبب لها أزمة كبيرة فى حياتها، ولكنها تتعرض لحادث يسبب لها مشكلات مع الأرق وقلة النوم تدفعها للانضمام إلى مجموعة دعم نفسى، تضم مجموعة من السيدات يتحدثن عن مشكلاتهن بطريقة كوميدية خفيفة، فكان هذا التناول المختلف لمشكلات السيدات تجربة مختلفة كنت أرغب أن أكون جزءًا منها.
بعد غيابك الفترة الأخيرة عن الأعمال الكوميدية، هل كنتِ قلقة من المشاركة فى المسلسل؟
- على الإطلاق، أنا أحب الأعمال الكوميدية بشكل كبير، وهى ليست المرة الأولى التى أقدم فيها عملاً كوميدياً ولكن سبق وشاركت فى أعمال حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور، ولذلك فأنا سعيدة بأن أعود مجدداً لهذه المنطقة وخاصة مع المخرج الكبير عمرو عرفة.
هل صادفتِ شخصية «شيرين» فى حياتك الشخصية؟
- «شيرين» بها تفاصيل عديدة تشبه شخصيات عديدة قابلتها طوال الوقت، فمَن من الشخصيات لا يشعر بتأنيب الضمير ويسبب له الأمر أرقاً ومشكلات نفسية، ويسعى طوال الوقت لأن يتطهر من هذا الإحساس القاتل، ولكن هناك تفصيلة معينة فى أداء «شيرين» تعلمتها من شخصية قريبة لى.
ما التفصيلة التى تقصدينها؟
- تتعرض «شيرين» خلال الأحداث لنوبات هلع أو كما يطلق عليها «بانيك أتاك»، وعلى المستوى الشخصى أعرف أحداً يتعرض لتلك النوبات بصورة مستمرة، وأكون موجودة برفقتها أثناء حدوثها، وبالفعل استعنت بتفاصيل كثيرة فى تجسيد نفس هذه الحالة ضمن أحداث المسلسل، ولكن لا أستطيع الكشف عن هويتها حتى لا تغضب.
أرفض ضغط العائلات على بناتهن لتزويجهن
تناولت من خلال «شيرين» فكرة ضغط المجتمع على السيدات للزواج..
- العمل ليس كوميدياً فقط ولكنه يحمل رسائل مهمة ويناقش مشكلات السيدات عن قرب بطريقة إنسانية دون الغرق فى الميلودراما، وأرى أن ضغط الأسر والعائلات على الفتيات من أجل الزواج هو أمر خاطئ للغاية ويؤثر نفسياً بالسلب وليس حلاً، الزواج قسمة ونصيب، ولذلك لا ينبغى أبداً أن يفرض الأهالى سيطرتهم على الأبناء وجعلهم يقبلون على خطوة من أجل التخلص من الضغوطات فحسب، وهو ما يكتب على المشروع الفشل قبل بدايته.
خلال الأحداث نجد «كيميا» واضحة على الشاشة بينكِ وبين الفنانة يسرا.. كيف كان التعاون بينكما؟
- سعيدة للغاية بمشاركتى فى سباق الدراما الرمضانية من خلال مسلسل النجمة الجميلة يسرا، فمن وجهة نظرى هى أفضل الفنانات على الساحة الفنية، وأنا أحبها على المستوى الشخصى وأقدرها للغاية على المستوى المهنى، ولا يعتبر مسلسل «أحلام سعيدة» هى التجربة الدرامية الأولى التى تجمعنا معاً، حيث سبق وعملنا معاً فى مسلسل «سرايا عابدين» فى رمضان 2014، وسعدت بالتعاون معها، فكان تجربة مميزة للغاية، وجمعتنا مواقف وتفاصيل عديدة فى كواليس العمل.
سعيدة بالعودة للكوميديا مع المخرج عمرو عرفة
وتعاونك مع المخرج عمرو عرفة من خلال المسلسل ليس الأول..
- أغلب أعمالى الفنية كانت مع المخرج عمرو عرفة حتى إنى قلت له «خايفة نتحسد من كتر ما بنشتغل مع بعض»، فقدمت معه مجموعة من أفضل الأعمال على مدار مشوارى الفنى، وأحب العمل معه لأنه مخرج متميز وسلس فى التعامل ويساعدك فى الدخول فى الشخصية باحترافية شديدة، فأنا عملت معه فى آخر عمل درامى قدمه مسلسل «سرايا عابدين»، وسعيدة بعودته مرة أخرى إلى الدراما التليفزيونية بعد فترة من الغياب، وأنى موجودة فى العمل الذى يعود به مرة أخرى.
ضمن الأحداث لماذا تصر «شيرين» على التقرب من «ديدى هانم» بالرغم من رفض الأخيرة للمساعدة؟
- «شيرين» تحاول طول الوقت التقرب من «ديدى» لتكون صديقة مقربة لها وتقف بجانبها وتساعدها بعد تعرضها لحادث أدى إلى فقدان بصرها، وهذا لسبب معين ستكشف عنه الأحداث خلال الحلقات المقبلة، ولكن الجمهور سيتفاجأ من الأحداث والتفاصيل التى ستكون بينهما.
ما رأيك فى أداء الفنانة يسرا لدور فاقدة البصر ضمن أحداث المسلسل؟
- يسرا فنانة كبيرة جسدت كل الشخصيات التى يمكن أن يفكر الفنان فى تجسيدها، وبالفعل فقد أبدعت فى أداء شخصية «ديدى» هانم، خاصة فى التفاصيل المتعلقة بفقدانها البصر، واتسم أداؤها بالسهولة والسلاسة بعيداً تماماً عن التراجيديا والمأساويات، وأحييها على ذلك.
عدوى فيروسية كادت تصيبنى بتسمم فى الدم بلندن.. ومجدى الهوارى وأبنائى «اتخضوا علىّ» بعد إصابتى
فى الفترة الأخيرة تابعنا أخبار تعرضك لوعكة صحية، حدثينا عن تفاصيل حالتك الصحية..
- حصلت على إجازة قصيرة من تصوير مسلسل «أحلام سعيدة»، وسافرت إلى لندن لقضاء عطلة قصيرة للخروج من الروتين والتسوق، ولكنى تعرضت لعدوى فيروسية بمجرد وصولى إلى هناك فى أول يوم، وكادت أن تتسبب فى إصابتى بتسمم فى الدم ولكن تم حل الأزمة سريعاً، خضعت للملاحظة والعلاج على مدار 5 أيام متتالية، ولكن لأنها المرة الأولى التى أتعرض فيها لمثل هذا الموقف «اتخضيت» أنا وأسرتى، خاصة أنى لست من الأشخاص الذين يحبون أن تخرج حياتهم الخاصة إلى العلن، والحمد الله أنا الآن فى حالة صحية جيدة.
وهل غضبت من كشف أبنائك تفاصيل حالتك الصحية فى ذلك الوقت؟
- لم أغضب، وأتفهم الأمر تماماً حيث كانوا فى موقف صعب للغاية، و«مخضوضين» عليّا فهم يرون والدتهم فى موقف صحى حرج لم يشاهدونى فيه من قبل، وهذا أصابهم بكثير من القلق والخوف ودفعهم إلى الكشف عن ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعى لكى يدعو الجمهور لى، لعل الله يرد القضاء وتمر هذه الأزمة على خير، وخاصة أن ابنى كان معى وشاهد ما حدث لى وابنتى جاءت لى فى اليوم الثانى.
هل أثرت أزمتك الصحية على تصوير مشاهدك فى مسلسل «أحلام سعيدة»؟
- على الإطلاق، أزمتى الصحية كانت خلال إجازتى من التصوير وبالرغم من صعوبة الموقف إلا أنى عدت للتصوير مجدداً بعد انتهاء تلك الأزمة، وكنت حريصة على استكمال باقى مشاهدى سريعاً لأن الوقت ضيق وكنا على مشارف شهر رمضان الكريم، وعلى الجانب الآخر كان فريق العمل بالكامل يطمئنون على حالتى الصحية طوال الوقت.
ماذا تعلمتِ من تجربة مرضك؟
- اكتشفت أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحبوننى بصدق، حيث تلقيت كم اتصالات غير عادية من عدد كبير من الأصدقاء والمقربين والفنانين للاطمئنان على حالتى الصحية، وكان من بينهم المخرج مجدى الهوارى والد أبنائى، وأيقنت أيضاً بأن الصحة هى أهم شىء فى الحياة، أدعو الله أن يديمها على الجميع.
وهل ما زالت علاقتك بالمخرج مجدى الهوارى جيدة حتى بعد الانفصال؟
- نعم، فهو خلال الأزمة الأخيرة لم يسأل عنى فحسب ولكنه «قلب الدنيا» من أجلى، فعلاقتنا طيبة للغاية وبالفعل وقف بجانبى وساعدنى حتى مررت من هذه الأزمة الصحية على خير.
بعد نهاية موسم الدراما الرمضانية ستعودين لاستكمال تصوير مشاهدك فى فيلم «أهل الكهف» مع المخرج عمرو عرفة..
- بالفعل، أنا محظوظة بالتعاون مع المخرج عمرو عرفة فى أكثر من تجربة فنية، و«أهل الكهف» فيلم مهم للغاية بدأنا تصويره منذ عامين ولكن توقف مؤخراً بسبب تفشى فيروس كورونا حيث كان التصوير يتم فى عدد من الدول خارج مصر، ومن المقرر أن نستأنف التصوير بعد انتهاء شهر رمضان، وأنا متحمسة له جداً، فهو عمل فنى مميز يستحق أن يخرج للنور.
حدثينا عن دورك فى فيلم «أهل الكهف»؟
- الفيلم يحكى قصة أهل الكهف المعروفة، خلال الأحداث أجسد شخصيتين الأولى هى شخصية الأميرة التى توجد معهم أثناء نومهم فى الكهف، أما الشخصية الثانية فهى شبيهة الأميرة التى تظهر بعد حوالى 300 عام من نوم الأميرة داخل الكهف، وفقاً لما تقوله النبوءة، وتقديم شخصيتين فى عمل مهم مثل الفيلم يتطلب مجهوداً كبيراً، ولكن العمل يستحق.
بعيداً عن فيلم «أهل الكهف».. تستعدين أيضاً للمشاركة فى فيلم «جروب الماميز»؟
- «جروب الماميز» عمل سينمائى مختلف أشارك فى بطولته مع روبى وريم مصطفى، يتطرق الفيلم إلى موضوع حيوى داخل المجتمع تعيشه كل الأمهات من خلال الـ «جروب» الخاص بأبنائها فى المدارس، فهى حالة عاشتها كل السيدات تقريباً، ويتم عرض الأمر بطريقة خفيفة سيحبها الجمهور، ومن المقرر أن أستكمل تصويره خلال الفترة المقبلة.
لاحظنا فى الفترة الأخيرة اختلافاً كبيراً فى نوعية الأدوار التى تقدمينها، هل اختلفت آلية الاختيار لديك فى الفترة الأخيرة؟
- بالفعل، أرى أن الفن لا بد وأن يكون مفيداً ويقدم رسالة ويناقش قضية اجتماعية مهمة، وهو ما انعكس على اختياراتى فى الفترة الأخيرة، حيث أفضل الأدوار المهمة والتى ستؤثر فى المجتمع، وأرفض أى أدوار لن تضيف شيئاً جديداً.
كان مسلسل «منورة بأهلها» آخر أعمالك الدرامية، كيف كانت التجربة بالنسبة لك؟
- «منورة بأهلها» من المسلسلات المهمة التى أرى أنها من الأعمال المميزة التى رزقنى بها الله هذا العام، وتعتبر التجربة الثالثة مع الكاتب محمد أمين راضى الذى يجيد رسم الشخصيات بطريقة مختلفة، وأحب الأدوار التى أقدمها معه، وقدمت خلال هذا العمل شخصية تركيبتها غريبة تجعلك تشعرين بكل الأحاسيس معها من التعاطف حتى الغضب، كما أننى سعيدة بالتعاون مع المخرج الكبير يسرى نصرالله فيها، ورغم أنه كان من التجارب المرهقة بالنسبة لى لكنى سعيدة بالمشاركة بها، وبالنتيجة التى رأيتها على الشاشة وبردود فعل الجمهور.
ما رأيك فى اتجاه عرض المسلسلات القصيرة على المنصات الإلكترونية؟
- أنا معجبة بتلك النوعية من المسلسلات، فهى تجعل العمل دسماً ويقدم وجبة فنية دون تطويل أو ملل، والجمهور يكون قادراً على التركيز خاصة أن العمل يكون مكثفاً بشكل كبير، ونجح فى جذب قطاع كبير من المشاهدين، أتمنى أن يستمر خلال الفترة المقبلة.
ما الدور الذى تحلم غادة عادل بتقديمه؟
- لا يوجد دور معين أحلم بتقديمه، ولكنى سعيدة للغاية بأننى خلال هذه الفترة حققت ما كنت أحلم به فى تقديم عدد كبير من الأدوار التى لا تشبهنى إطلاقاً، وغير المتوقعة من قبل الجمهور، وبالفعل حققت نجاحاً فى ذلك بعد أن خرجت من القوالب المعتادة وبدأ المشاهدون يروننى بشكل مختلف عن السابق، وسأستمر فى تقديم أدوار بعيدة عنى.
أهل الكهف
فيلم مهم ومميز جداً وتجربة مختلفة تماماً على السينما المصرية، وسيكون من الأفلام الضخمة على مستوى الإنتاج، تحمست للمشاركة فى الفيلم بداية من السيناريو الذى قام المؤلف أيمن بهجت قمر بكتابته، وأنا أحب العمل معه، ومعظم الأعمال التى شاركت بها كانت من تأليفه، بخلاف مشاركة كوكبة كبيرة من النجوم الموهوبين فى البطولة سواء محمود حميدة أو خالد النبوى أو محمد ممدوح وأيضاً محمد فراج تحت قيادة المخرج عمرو عرفة، وأنا سعيدة للغاية بالعمل معهم لأن كل هذه الأسماء ستعطى ثقلاً للعمل وتجعله يظهر بأفضل صورة، وأثق أن هذا العمل سيحظى بإعجاب الجمهور.