رمضان داخل دور المسنين.. «العودة للمة زمان ودفا العيلة»

كتب: سحر عزازى

رمضان داخل دور المسنين.. «العودة للمة زمان ودفا العيلة»

رمضان داخل دور المسنين.. «العودة للمة زمان ودفا العيلة»

أجواء رمضانية تُعيدهم لسنوات عمرهم الأولى، يلتفون حول مائدة طعام واحدة مُزينة بأشهى الأطعمة التي يحبونها وصوت القرآن الكريم في الخلفية تمهيدًا لإطلاق مدفع الإفطار، هكذا يقضي نزلاء بعض دور المسنين شهر رمضان، يعوضون ما حُرِموا منه من لمة الأهل ولقاء الأبناء، وسط أناس يعملون على راحتهم ويسهرون لخدمتهم، بل ويجعلونهم يشاركونهم في إعداد الإفطار، كما كانوا يفعلون في بيوتهم.

رمضان داخل دور المسنين

من بين تلك الدور، دار ست الحبايب، التي تستضيف 6 سيدات من أعمار مختلفة، تُتيح لهن الفرصة لإعداد أصنافهن المفضلة بأنفسهن كما كن يفعلن في بيوتهن، من خلال توزيع المهام عليهن، فمنهن من تجلس لتنقّي الأرز وأخرى تفصص البازلاء وتقطع الخضار وثالثة تنظف الدجاج استعدادًا لطهيه: «بنخليهم يدخلوا المطبخ ويشاركوا في كل حاجة زي ما كانوا بيعملوا في بيوتهم، وده بيفرحهم أكتر»، بحسب مديحة إبراهيم، مديرة الدار.

تحكي «مديحة» أن الدار لا تقتصر فقط على استضافة المسنات بل تنظم وجبات إفطار لتوزيعها على المحتاجين: «الستات اللي موجودين في الدار بيشاركوا برضه في تعبئة الوجبات والثواب، منهم اللي بتقف تطبخ ومنهم اللي بتعبّي الأكل وتجهز الأرز والسمنة والزيت وهكذا بيكونوا في حالة سعادة محدش يتخيلها».

«ماما عيشة» أكبر المسنات داخل الدار

سعادة في الداخل وفرحة في الخارج تقدمها الدار للنزلاء وللمحتاجين، من خلال إعداد وجبات عبارة عن أرز ولحمة ورغيفين خبز أو مكرونة وورك وصدر أو كفتة: «ممكن لو الظروف حلوة نوزع تمر وعصير وفاكهة وخضار»، مشيرة إلى أن نزيلات الدار يشعرن بأنهن أصحاب البيت وأن كل ما يخرج منه تحت إدارتهن وهذا مقصود كي يهون عليهن ذلك ترك حياتهن الأولى: «معظمهم محدش بيسأل عليهم، وبنحاول نحسّسهم إنهم في بيتهم بالظبط».

تعيش داخل الدار 6 مسنات بشقة بها ثلاث غرف وصالة واسعة، وأكبرهن «ماما عيشة» التي تبلغ من العمر 93 عامًا، ولكنها لا تزال مهتمة بصحتها وقادرة على التحرك بكل خفة ونشاط والمشاركة في تنقية الأرز وتنظيف الخضار استعدادًا لطهيه للإفطار: «دي بقى فاكهة الدار والكل بيحبها وعملنالها عيد ميلادها 20 مارس اللي فات مع عيد الأم».

فيما يقول سعيد عبدالغنى، مدير دار مسنين «بداية حياة»، إن الدار تضم كبار سن من الجنسين، معظمهم لا يقدر على الصيام بسبب ظروفه الصحية، ولكنهم محافظون على مائدة الإفطار والأجواء الرمضانية لاستعادة ذكرياتهم مع الشهر الكريم: «قبل رمضان بيومين علّقنا الزينة وجهزنا التليفزيون عشان يتابعوا المسلسلات اللي بيحبوها وبنتجمع زي أي أسرة في رمضان».

يقدم لهم «سعيد»، المشروبات الرمضانية المفضلة بالنسبة لهم من قمر الدين وتمر هندي وسوبيا وغيرها، بالإضافة إلى تنظيم حفلات إفطار جماعي: «بديل العزومات اللي كانوا متعودين عليها وفيه منهم ليهم ولاد بيسألوا عليهم وفاتحين الزيارات، عكس السنة اللي فاتت وبنحاول نلبي كل احتياجاتهم عشان نرضيهم ونسعدهم زي أهالينا بالظبط».


مواضيع متعلقة