سوق النحاسين.. آخر معاقل الحرف اليدوية في القاهرة التاريخية

كتب: محمد سامي الكميلي

سوق النحاسين.. آخر معاقل الحرف اليدوية في القاهرة التاريخية

سوق النحاسين.. آخر معاقل الحرف اليدوية في القاهرة التاريخية

أصوات طرق عالية مزعجة، وزحام في كافة أنحاء المنطقة التي تحولت إلى وجهة للزوار والباحثين عن منتجات الحرف اليدوية، عُرفت بحي النحاسين، صاحب التاريخ العريق الذي يعكس عظمة القاهرة القديمة، ويعد أخر ما تبقى من الأسواق المخصصة للحرف اليدوية.

سوق «النحاسين» في القاهرة التاريخية، يقع بأحد الشوارع المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي من جهة، ويتفرع من شارع أمير الجيوش من الجهة الأخرى.

«الوطن»، تجولت داخل تلك المنطقة لمعرفة أصل صنعة «الدق» على النحاس، ورصد ورشها التي تنتج الأواني النحاسية، وقدر الفول وحمص الشام، و«فاترينات» الكبدة، وماكينات فرم اللحوم.

سبب تسميته بأمير الجيوش سابقًا

تم تسمية الشارع باسم أمير الجيوش، النحاسين سابقًا، لأنه كان نقطة انطلاق الجيوش خلال الحرب، واعتادت الجيوش الدخول للشارع عبر بوابات النصر، كما جرى تسمية الشارع باسم النحاسين في سابق الزمان، نظرًا لكونه مركزا للعاملين في مجال النحاس منذ عصر الدولة الفاطمية. 

حالة من الكساد يشهدها الشارع منذ سنوات، وفقا لحديث العاملين مع «الوطن»، مؤكدين أن المهنة على وشك الاندثار والانقراض «حياتنا ماشية ببركة ربنا والشغلانة مش ثابتة على رتم معين»، وخاصةً أن النحاس من الموارد النادرة ويتم استيرادها.

تطورات استبدال النحاس بالألمونيوم

وقال «فتحي»، إنه يرث تلك المهنة عن أبيه وجده، فمنذ نعومة أظافره وهو يعمل في تشكيل النحاس، ولكن أغلب ما يصنعه هو ومعظم العاملين في الشارع يكون بحسب الطلب: «بشتغلها من وأنا عيل صغير وكله بيكون على حسب طلب الزبون».

مع مرور الزمن وصعوبة الحصول على المادة الخام من النحاس، حرص «الصنايعية» على استبداله بالألمونيوم: «الأول كنا بنصنع قدر الفول وكل حاجة من النحاس الأحمر لكن علشان صعوبة إننا نجيبه بقينا بنصنع أي حاجة من الألمونيوم عادي».

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه مهنة «النحاسين»، وأبرزها الاندثار، إلا أن أغلب العاملين بالمهنة يرفضون التخلي عنها في يوم ما، موضحين: «هنشتغل إيه يعني دي شغلانتنا اللي بنحبها ومبنعرفش نشتغل غيرها».


مواضيع متعلقة