حكم قراءة القرآن بدون تجويد في رمضان.. حالتين هيحددوا موقفك

كتب: أحمد البهنساوى

حكم قراءة القرآن بدون تجويد في رمضان.. حالتين هيحددوا موقفك

حكم قراءة القرآن بدون تجويد في رمضان.. حالتين هيحددوا موقفك

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً عن حكم قراءة القرآن بدون تجويد، موضحة خلال فيديو عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب»، كل التفاصيل المحيطة بالاستفسار، بالتأكيد على أن الإنسان يكون بين حالتين، الأولى: أنه يتعلم ويقرأ بالأحكام، فهذا لا بد له أن يقرأ بالأحكام، والعلماء قالوا إنه يمكن ألا يقرأ بالأحكام في حالة المراجعة، كطالب يخوض امتحان في كلية الشريعة، فلن يستطيع أن يقرأ القرآن بالأحكام في يوم.

حكم قراءة القرآن بدون تجويد

أشارت دار الإفتاء، خلال حديثها عن حكم قراءة القران بدون تجويد، في الفيديو، إلى الحالة الثانية: إذا كانت القراءة للتعبد ونية أخذ الثواب، فنقرأ بالأحكام لو نعرفها، ولو لم يعرف القارئ الأحكام، فيقرأ قدر استطاعته، فـ«الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران»، كما ورد في الحديث.

ما معنى التجويد؟

أفردت دار الإفتاء المصرية شرحًا عبر موقعها الرسمي بخصوص حكم قراءة القرآن بدون تجويد، إذ قالت في معنى التجويد «في الاصطلاح: هو إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف»، ينظر: «التمهيد في علم التجويد» لابن الجزري (ص: 47، ط. مكتبة المعارف، الرياض).

وأكدت الدار أن جوهر هذه المسألة يكمن في: أحكام التجويد الزائدة عن أصل الكلمة العربية -كالمد والغن- ولا يخرج الكلمة عن معناها الذي وُضعت له في اللغة.. هل هي واجبة أم لا؟ متابعة: «الراجح عندنا أن مثل هذا غير واجب، وإنما الواجب هو النطق بالكلمة كما ينطقها العربي، ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلًا».

والدليل على ذلك أن الله ذكر أن الوحي عربي، أي نزل بلغة العرب، فالأصل في ألفاظه أنها عربية تفهمها العرب، والعربي لم يكن يستخدم في لغته هذه الأحكام؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل: 103]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2]، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ [الشورى: 7].

خلاف العلماء حول وجوب التجويد

واصلت دار الإفتاء، بالإشارة إلى أن هناك من أهل العلم، من ذهب إلى خلاف ذلك، والأشهر في هذا المجال قول ابن الجزري في «المقدمة»: «الأخذ بالتجويد حتم لازم.. من لم يجود القرآن آثم».

وفي «قواعد التجويد» لعبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ (ص: 40، ط. مؤسسة الرسالة) في شرح هذا البيت: [فجعله واجبًا شرعيًّا يأثم الإنسان بتركه، وبه قال أكثر العلماء الفقهاء، لأن القرآن نزل مجودًا، وقرأه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على جبريل كذلك، وأقرأه الصحابة، فهو سنة نبوية.

ومن أدلتهم على الوجوب قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف] اهـ.

وعقبت الإفتاء، على هذا الرأي بقولها: لكن ما استدلوا به على الوجوب غير قوي، والترتيل معناه الترسل في الأداء كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: 32]، فلما تمنى المشركون نزول القرآن جملة واحدة، كان الرد عليهم ببيان الحكمة وبيان إنزاله منجمًا.

الرأي النهائي لدار الإفتاء

اختتمت الإفتاء شرحها عن حكم قراءة القرآن بدون تجويد، قائلة: «مما تقدم يتبين أن التزام قارئ القرآن بأحكام التجويد الزائدة عن أصول نطق الكلمات العربية - والتي تركها لا يُخرج الكلمات عن معناها الذي وُضعت له في اللغة - غير واجب على أرجح الأقوال، وإنما هو أمر مندوب إليه، والواجب هو النطق بالكلمة، كما ينطقها العربي ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلًا، والله سبحانه وتعالى أعلم».

 


مواضيع متعلقة