شارع الحكايات.. درب الملوخية: سر التسمية وأشهر الأماكن الأثرية

الشوارع تشبه ساكنيها، يتطبّعون بطباعها، فالشارع المزدحم متوتر الحركة، يخلق العجلة في نفوس سكانه، يهرولون دائما لقضاء مصالحهم، على عكس الشوارع الهادئة التي تشيع في نفوس سكانها شعور الطمأنينة، ووراء كل اسم لشوارع مصر قصة قد لا يعرفها الكثيرون، رغم أن أسماء تلك الشوارع قد تتردد على مسامع الكثيرين نظراً لشهرتها ووجودها في أماكن حيوية.

من ضمن تلك الشوارع حارة «قائد القادة»، التي تُنسب إلى حسين بن جوهر الملقب بقائد القادة في العصر الفاطمي، ثم عرفت في مرحلة لاحقة باسم «حارة الملوخية»، نسبة إلى ملوخية أحد العاملين بالقصر.

سبب التسمية

عرفت مصر «الملوخية»، في العصر الفاطمي وبالتحديد في القرن العاشر الميلادي، ويعود هذا الاسم إلى الطبيب والباحث «ملوخية»، وزير الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، أول الخلفاء الفاطميين في مصر، ويحكى أنّ الخليفة المعز كان يعانى من آلام شديدة في المعدة، فقام طبيبه ووزيره «ملوخية» باكتشاف نبات عُشبي خفف آلامه فكافأه الخليفة بإطلاق اسمه على هذا النبات، فأصبح نبات الملوخية الذي عشقه المصريين بعد ذلك.

وبعد تلك الواقعة اشتهر الوزير «ملوخية»، بين أبناء الشعب المصري، وأطلقوا اسمه على الدرب الذي كان يعيش فيه بـ«درب ملوخية»، في القاهرة الفاطمية، حي الجمالية حاليًا، وظل اسم الدرب هكذا حتى عمل سكانه في تربية دود القز لاستخراج الحرير الذي كان يُصنع منه كسوة الكعبة، فسُمي بدرب القزازين وظل هكذا حتى الآن.

أشهر المعالم في «درب الملوخية»

عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، أوضح لـ«الوطن»، أن مدينة القاهرة جرى تأسيسها وفق تخطيطا مميزا، حيث أنشئت لكي تكون مدينة ملكية مُحصنة، مؤكدا أن الحارات والأزقة والعطوف بالقاهرة التاريخية لم يتم تصميمها بعشوائية بل تعد جزءا أصيلا من تراثها.

ورغم تغير معالم «درب الملوخية»، إلا أنه مازال يحتفظ ببعض الأماكن الأثرية، بينها: «سبيل بازدار الأثري الذي أنشاه محمد أفندي البازدار، وسبيل إسماعيل مغلوي الذي أنشأه الأمير إسماعيل بن أحمد، ومقام سيدى عبد الرحمن الحسيني الشهير بـ(بالأربعين)، ومسجد القزاز، وبيت حسن، ومقام السيدة فاطمة والشهير بأم الغلام كما يضم الدرب بعض أطلال مبانيه القديمة».

• شارع
• درب الملوخية
• العصر الفاطمي
• شوارع مصر
• شهر رمضان
• شارع
• درب الملوخية
• العصر الفاطمي
• شوارع مصر
• شهر رمضان