بسبب الغزو الروسي.. الحياة تحت الأرض في خاركيف مع القطط والقوارض

بسبب الغزو الروسي.. الحياة تحت الأرض في خاركيف مع القطط والقوارض
علقت تيتيانا كابوستينسكا البالونات في عيد ميلادها الرابع والعشرين على العمود الذي تنام خلفه، في محطة مترو مدينة خاركيف الأوكرانية، وقالت: «في اليوم السابق بكيت لأنني لم أكن أعرف كيف سيكون الأمر، لكن في النهاية اجتمع الناس واحتفلوا معي».
وأضافت مبتسمة وهي تصنع أكوابًا من القهوة سريعة التحضير للزوار مع الماء في قارورة: «المشكلة الأكبر كانت الشمبانيا، لم أجد زجاجة في أي مكان»، «الكيك لم يكن يمثل مشكلة كبيرة، لا يزال بإمكانك الحصول عليها في المحلات».
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، حولت كابوستينسكا، وهي مدرسة للرياضيات والفيزياء، غرفة عمليات محطة المترو إلى مرفق لرعاية الأطفال ومدرسة للأطفال الذين يعيشون في الغرفة تحت الأرض، وفي عيد ميلادها ، قاموا بعمل الزينة وتنظيم الزهور.
الحياة تنتقل إلى تحت الأرض بسبب الحرب
قبل شهر تقريبًا، كانت كابوستينسكا تحاول اختيار مطعم للاحتفال، لكن منذ بدء الحرب، دمرت القذائف والصواريخ وسط مدينة خاركيف والمناطق السكنية، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، ربما في أعنف هجمات الحرب بخلاف مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، ورداً على ذلك، انتقلت الحياة إلى حد كبير في الداخل وتحت الأرض، حيث لجأ الآلاف من الناس إلى محطات المترو التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وقد تم تصميمها في حقبة الحرب الباردة لإيواء سكان المدينة من هجوم غربي، ولكن الآن تحمي المخابئ المدنيين من الروس، كما تحمي بعض الحيوانات والقطط والقوارض.
محطة المترو.. الملاذ الآمن
وقال دينيس كابوستينسكي، وهو شقيق تيتيانا الذي يبلغ من العمر 19 عاما: «أنا لا أخرج من هنا كثيرًا إنه أمر مخيف»، ويقول إنه عاش مع والدته في سالتيفكا، وهي ضاحية شمالية تحولت إلى أرض قاحلة محترقة بسبب بعض أعنف قصف في الحرب، وهو لا يعرف حتى ما إذا كان لديهم منزل بعد الآن، بعد أن فروا ولم يأخذوا شيئا بما يزيد قليلاً عن الملابس، في بداية الحرب، ويحكي عن ذلك قائلا: «في اليوم الأول من الحرب، كانت أصوات الانفجارات عالية جدًا، وكانوا بالفعل يقصفون المباني السكنية، لقد ارتدينا ملابسنا والتقطنا وثائقنا وغادرنا».
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه لا يزال البعض يخاطر بالخروج في النهار من أجل الضوء والهواء النقي والتسوق، وتذهب تيتيانا لتتغذى وتلعب مع كلبها، على الرغم من أن كل مرة تخرج فيها فوق الأرض من المحتمل أن تكون مميتة.