على قديمه.. الرئيس السادات يحكي مع همت مصطفى عن 10 أعوام عالجت الأخطاء

كتب: شريف سليمان

على قديمه.. الرئيس السادات يحكي مع همت مصطفى عن 10 أعوام عالجت الأخطاء

على قديمه.. الرئيس السادات يحكي مع همت مصطفى عن 10 أعوام عالجت الأخطاء

«عيد ميلادي فرصة للعودة إلى الماضي، للبحث في حياتي كلها، لأن الإنسان يستخلص أشياء كثيرة، وأعتقد، أن كل إنسان لا بد أن تكون لديه اللحظة التي يستطيع فيها العودة إلى الخلف، ومراجعة ما مضى من حياته لاستخلاص بعض الأمور لما سيأتي بعد ذلك».

تلك المقدمة كانت الكلمات الافتتاحية، التي استهلّ بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات حواره مع الإعلامية همت مصطفى، التي تعتبر واحدة من أبرز إعلاميات جيل الرواد، عام 1980م، بمناسبة عيد ميلاده، الذي صادف مرور 10 سنوات على بداية حكمه لمصر.

المقابلة في قرية الرئيس الراحل

الإعلامية همت مصطفى، انفردت بمقابلة الرئيس السادات من بلدته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، في مناسبات مختلفة، كان أشهرها تلك المقابلة، وفي هذا الصدد نقدم لكم في موقع «الوطن»، سلسلة من نوادر الإعلام المصري في شهر رمضان.

تفاصيل لقائه مع وزير الخارجية الياباني

الرئيس الراحل تحدث عن لقائه بوزير خارجية اليابان، بعد الافتتاح الثالث لقناة السويس، حيث اصطحبه في احتفالية تدشين كراكتين عملاقتين، فقال له المسؤول الياباني، إن بلاده بدأت عصر النهضة بالتزامن مع مصر، وتحديدا عام 1879م، وهو ما علق عليه رئيس الجمهورية الأسبق بقوله: «لاحظوا التناقض، اليابان بدأت معنا واستطاعت في عام 1941م أن تقف على قدميها أمام أكبر قوة صناعية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، يقصد في أحداث الحرب العالمية الثانية، وصنعت حاملات الطائرات، والطائرات القوية .. لكن إحنا جرى لنا إيه؟! هناك أخطاء كثيرة وظروف مررنا بها حدثت منذ أن حصلنا على استقلالنا».

وأجزم الرئيس الراحل، أنه لا يمكن أي شخص أو دولة أن تتطلع إلى المستقبل دون التعلم من أخطاء الماضي، حيث يرى أن السنوات العشر التي حكم فيها مصر صححت أخطاء 101 سنة، بدأت عام 1879م، يوم أن حصلت مصر على دستور كامل وحياة نيابية كاملة، لكن هذا الاستقلال تعثر بالاحتلال البريطاني وألغي الدستور، وبدأنا مرحلة من التقهقر بدلا من البناء، حتى محمد علي باشا، أساء أبناؤه إلى البلد، فألغوا كل شيء: «جاء إسماعيل، فجاب لنا الديون والنفوذ الأجنبي وصندوق الدين، الذي انتهى بعزله وجاء توفيق مكانه وطين الدنيا أكتر، لأنه جاب الإنجليز اللي منسيوش حلمهم في احتلال مصر، والخديوي توفيق كان عميلا لهم».

وتضمن اللقاء أيضا، دفاع الرئيس الراحل عن القائد العسكري أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية، حيث يرى أن جوهرها هو  جوهر ثورتي 19 مارس، و23 يوليو، وثورة التصحيح.

10 سنوات من حكم السادات عوضت مصر عن أخطاء 100 عام

ويرى السادات، أن 10 سنوات من حكمه عوضت مصر عن كل ما فقدته خلال 181 سنة، مشيرًا إلى أن كل سنة من سنوات حكمه العشرة شهدت قرارا خطيرا، لإصلاح أخطاء السنوات الماضية، التي كان أولها القرار الذي اتخذه عام 1970م لتحرير الشعب المصري وإرادة الإنسان المصري من الخوف. وقال: «رغم إني بدأت حياتي أؤمن بالديكتاتورية، إلا إني النهاردة بقول، دهر كامل من أخطاء الديموقراطية لا يوازي أخطاء ساعة واحدة من الديكتاتورية، يكفي فيها الخوف، وقهر الإنسان من داخله».

وأكد، أن الخوف ليس سببه ثورة يوليو فقط، وحكام مصر من أبنائها الذين اعتقدوا أنهم نوعا من المخلوقات أرقى من الشعب المصري، بعد أن حصلوا على رتب مثل الباشوية، لذلك فكان أول قرار اتخذه لتصحيح المسار ، تصفية مراكز القوى، مفسرا ذلك بأنها لا جذور لها في مصر، ولكن لدى السوفييت، يقصد اتصالهم بالاتحاد السوفيتي المنحل، وكان من بين القرارات الجريئة التي اتخذها أيضا، إعلانه إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل بشروط، منها رحيلها عن القناة، وكان القرار الثالث، هو بث الطمأنينة في نفوس المصريين، والقضاء على الأشرطة المسجلة وكاميرات المراقبة التي أرهقت المصريين، وللقضاء على الخوف نهائيا، قرر غلق المعتقلات.


مواضيع متعلقة