خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف: احذروا الكسل والخمول في شهر رمضان

كتب: إسراء سليمان

خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف: احذروا الكسل والخمول في شهر رمضان

خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف: احذروا الكسل والخمول في شهر رمضان

 نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة تحت عنوان: «كيف نستقبل الشهر الكريم»، وجاء نص خطبة. الجمعة القادمة: «الحمد الله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».

شهر رمضان المبارك حافل بالنفحات الربانية

وأضاف نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف: «من ريح المسك، ويقول فإن شهر رمضان المبارك حافل بالنفحات الربانية والمنح الإلهية، فهو خير الشهور، وفيه خير الليالي، ونزل فيه خير كتاب من رب العالمين، والمسلمون في شتى بقاع الدنيا في شرف استقبال ذلك الضيف الكريم باغتنام أيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وثوابه غير المحدود؛ حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله (عز وجل): إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله: من النار، وذلك كل ليلةعتقاء شهر رمضان هو موسم للمسارعة إلى الخيرات، والتسامح، والإصلاح بين الناس، وحري أن نستقبله بالتراحم والتكافل والتوادد، والتوسعة على الفقراء والمساكين، فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فمن حسن استقبال شهر البر والجود والكرم استقباله بإكرام المحتاجين؛ لنيسر عليهم قدوم الشهر الكريم، والكريم لا يضام، وأجره جد عظيم، حيث يقول الحق سبحانه: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السّلام، وصلى بالليل والناس نيام). وينبغي أن يحرص المسلم فيه على أداء العبادات والإكثار من الطاعات، كقراءة القرآن وتدبر معانيه، وصلاة القيام، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

عدم الإسراف في الطعام والشراب

وتابع نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف: «كما ينبغي عليه – أيضا – أن يحسن الاقتداء برسولنا (صلى الله عليه وسلم) فيما كان يفعله في هذا الشهر الكريم ؛ كتعجيل الفطر، وتأخير السحور، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور )، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (تسحروا فإن في السحور بركة)، كما ينبغي عدم الإسراف في الطعام والشراب، قال الله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ؛ فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه).

 

واستكمل: «لا شك أن رمضان فرصة عظيمة لصلة الأرحام وإيصال الخير لهم بكل صوره المادية والمعنوية، وأمر الله (عز وجل) بصلة الرحم، ووعد عليها الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، حيث يقول الحق سبحانه: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، ويقول سبحانه: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الصدقة على المسكين صدقة، وإنها على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه).

ختام الخطبة

واختتم: «إن رمضان شهر الجد والاجتهاد والعمل، وليس شهر الخمول والكسل، وتعطيل مصالح الناس، فلا تعارض بين الاجتهاد في العبادة في شهر رمضان، وبين الاجتهاد في العمل وعمارة الدنيا وإصلاحها، حيث يقول سبحانه في شأن صلاة الجمعة: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع خير لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، وكان سفيان الثوري (رحمه الله) يمر ببعض الناس وهم جلوس بالمسجد الحرام، فيقول: ما يجلسكم؟ قالوا: فما نصنع؟! قال: اطلبوا من فضل الله، ولا تكونوا عيالا على المسلمين. فما أحوجنا إلى حسن استقبال شهر رمضان المبارك، واغتنام أوقاته بما يرضي الله من يوم سبحانه من الأعمال النافعة


مواضيع متعلقة