«فاطمة» تطعم كلاب الشوارع يوميا منذ 3 سنوات: «بحوش من مصروفي»

كتب: تامر نادر

«فاطمة» تطعم كلاب الشوارع يوميا منذ 3 سنوات: «بحوش من مصروفي»

«فاطمة» تطعم كلاب الشوارع يوميا منذ 3 سنوات: «بحوش من مصروفي»

بدافع من مشاعر الحب والإحساس بالمسؤولية نحو كلاب الشارع، اعتادت فاطمة أدهم، النزول من منزلها مساء كل يوم وهي تحمل وجبات الطعام التي تقدمها كعشاء لها، وبالرغم من كونها لا تزال طالبة بالمرحلة الثانوية، إلا أنها تقتطع جزءًا من مصروفها لتنفقه على تلك الحيوانات التي كانت مصدرا للخوف لها سابقا بينما الآن أصبحت أصدقائها المقربين.

مشهد جميل ومشاعر دافئة تتجسد يوميا في أحد شوارع الدقي بمحافظة الجيزة، على يد «فاطمة» مع أكثر من 10 كلاب، بمجرد سماع صوت دراجتها النارية والإحساس بوجودها، لتدور حولها الكلاب وتتقافز وتهزُ ذيلها وكأنها تعلن اشتياقها قبل جوعها، لتداعبها جميعًا طالبة الثانوية العامة كل على حده، ومن ثَم تبدأ في تقديم الطعام لها.

بداية حب «فاطمة» لكلاب الشارع

«زمان كنت بخاف من كلاب الشارع جدًا»، رغم تلك العادة القديمة لـ«فاطمة»، وفقا لحديثها لـ«الوطن»، إلا أنه قبل 3 سنوات تبدل ذلك تماما، وذلك أثناء خروجها من المنزل، تفاجأت بكلبين يسرعان إليها ويقفان بجوارها، لتدرك شدة جوعهما، فذهبت بسرعة وأحضرت لهما الطعام: «لقيتهم بييجوا ليا كل يوم تحت البيت وأول ما يشوفوني يجروا عليا»، ليشهد ذلك اليوم تبدل مشاعر الخوف للحب داخلها، فأصبحت تحرص يوميا على تقديم الطعام لهم.

وجبات عديدة تحضرها طالبة الثانوية العامة لحوالي 10 من كلاب الشوارع، إذ تحضر لهم: «بعملهم فراخ أو كبدة وساعات لما مبكونش فاضية أحضر أكل في البيت بشتريلهم تونة»، إذ تحافظ على تلك العادة يوميا مهما كانت حالة الطقس، فلا تستطيع النوم قبل تقديم الطعام والاطمئنان على الكلاب.

ورغم تلك اللافتة المميزة، تتعرض في أحيانٍ كثيرة للوم من المحيطين بها أو المارة، لكنها لا تعبأ بذلك: «ناس كتير بتشوف اللي أنا بعمله غلط أو قرف، لكن أنا مش شايفة كده.. أنا بحب الكلاب جدًا وهفضل أجيب لهم أكل كل يوم».

«فاطمة»: لو مش معايا فلوس أكل بديهم أكلي

نتيجة لمشاعر «فاطمة» الصادقة، ووفاء تلك الكائنات بطبيعة الحال، تسعد بشدة لفرحتها: «أنا بفرح لما أشوفهم فرحانين.. من وجهة نظري كلاب الشارع أحسن من باقي الكلاب، تحس أنهم متمرمطين فبيقدروا أي نعمة تجيلهم أو أي حاجة تقدمهالهم»، لذا أصبحت الآن تفهم لغتها الجسدية وتستطيع معرفة احتياجاتها: «لو مكانش معايا فلوس أشتريلهم أكل، هديلهم أكلي»، لذا تأمل في أن تتمكن يوما من إنشاء مزرعة فيما بعد.


مواضيع متعلقة