وزير التعليم الأسبق: التطوير الحالى يرسخ الاعتماد على مشاركة الطلاب فى البحث والاستنتاج والفهم

كتب: كريم روماني

وزير التعليم الأسبق: التطوير الحالى يرسخ الاعتماد على مشاركة الطلاب فى البحث والاستنتاج والفهم

وزير التعليم الأسبق: التطوير الحالى يرسخ الاعتماد على مشاركة الطلاب فى البحث والاستنتاج والفهم

أكد الدكتور جمال العربى، وزير التربية والتعليم الأسبق، أن تطوير المناهج يحتاج إلى بيئة تعليمية مناسبة تعمل على تحقيق أهدافه، وكذلك معلم «فاهم» و«واع» لهذه الأهداف، موضحاً أن المناهج الحالية تعمل على ترسيخ الاعتماد على مشاركة الطالب فى البحث والاستنتاج والفهم. وأضاف «العربى» فى حواره لـ«الوطن»، أن العوامل التى تعيق تطوير التعليم يأتى على رأسها عدم توافر البيئة المناسبة، وغياب فلسفة التطوير عن الفاعلين الأصليين، وهم المعلمون وقياداتهم، وعدم مناقشة الكوادر المختلفة من التربويين والمفكرين والمعلمين فى ماهية التطوير.

كيف ترى تطوير التعليم فى الوقت الحالى؟

- لا يختلف اثنان ممن يهتمون بقضايا التعليم، سواء من التربويين أو من غيرهم، على أهمية إحداث نقلة نوعية فى التعليم المصرى قد تتسم بالتحفظ وقد تتسم بالجرأة الشديدة، وهو ما نادى به الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عدة سنوات، لكنى أعتقد أن هناك خطة ما فى وزارة التربية ولكن للأسف الشديد لم يشارك المجتمع فى بناء هذه الخطة أو مناقشتها أو الاطلاع عليها، وبالتالى ظلت فلسفتها حبيسة فى صدور أو أدراج القائمين عليها، فلم تعلم ملامحها إلا من خلال التطبيق الذى أحياناً ما يصيب المتابع بصدمة لعدم إدراكه فلسفة هذه الخطة ولا طرق تنفيذها.

ما أكثر المراحل التى تحتاج لتطوير؟

- بوجه عام لا بد أن تكون خطة التطوير شاملة ومحددة، لها رؤية جلية ورسالة واضحة، لكن عندما نبدأ التطوير فإنه من الأولويات تطبيقه على المراحل الأولى للتعليم، حتى يتسنى للطالب والمعلم ومن ثم الأسرة التدرج فى الانخراط فى أسلوب وفكر التطوير، مع الأخذ فى الاعتبار أن أى عملية تطوير حقيقية تحتاج إلى جهد كبير لإعداد المنهج والمعلم والقائمين عليها وتجهيز البيئة التعليمية المناسبة لهذا الفكر التطويرى، وأن الإخفاق فى إعداد أى عنصر من هذه العناصر سيؤدى إلى الفشل فى التطبيق وسيكون مردوده أسوأ من عدم التطوير.

صف لنا باختصار فلسفة التطوير الحالية؟

- للأسف لم يعلن منها شىء، ولكن من خلال التطبيق أعتقد أن أهم محاورها هو الاعتماد على التكنولوجيا كعنصر هام ومساعد للعملية التعليمية وبديل قد تدعو إليه الضرورة كما حدث فى جائحة كورونا، وذلك فى إطار منهج يحث الطالب على ذلك ويدفعه إليه، والمحور الثانى هو الاعتماد على مشاركة الطالب فى البحث والاستنتاج والفهم والمقارنة من خلال بنوك المعلومات، والثالث هو قياس مدى الفهم والاستنتاج والقدرة على التحليل، وذلك من خلال عملية تقويم وتقييم مميزة ومحددة لقياس هذه المهارات.

الثانوية العامة جزء من التطوير الشامل

ما تصوركم لتطوير الثانوية العامة؟

- الثانوية العامة لا بد أن تكون جزءاً من التطوير الشامل، ولا يستطيع أحد أن يتحدث عن تطوير للثانوية دون أن يتحدث عن تطوير التعليم بوجه عام، فالطالب الذى اعتاد على الحفظ والاسترجاع من الصعب عليه أن يقوم بعمليات الفهم والتطبيق والمقارنة والاستنتاج، بعد أن أمضى تسع سنوات على الأقل فى نظام يحثه على الحفظ، لذلك فإن أى تطوير للثانوية العامة يجب أن يكون بخطى حثيثة «تنقيطاً لا غمراً»، لتوظيف الخبرات السابقة للطالب فى خدمة نموذج تطوير يتناسب مع تلك القدرات ويسهل تأقلم الطالب معه.

د. جمال العربى: «التابلت» أداة تكنولوجية جيدة.. ونجاح التعليم الإلكترونى مرهون بوجود معلم «فاهم»

كيف ترى دور التابلت فى التعليم وتأثيره؟

- المفترض أن التابلت أداة تكنولوجية به العديد من التطبيقات التى تخدم العملية التعليمية وفكر التطوير فيها، لكنى أعتقد أن استخدامه لأداء الامتحان صعب جداً على الأقل الآن، لأن البنية الأساسية بوجه عام ليست بالمستوى الذى يسمح بانسياب البيانات عبر التابلت من مصدر واحد لهذا العدد من الممتحنين رفعاً أو تنزيلاً للبيانات، لكن من المؤكد يمكن استخدامه بديلاً للكتاب المدرسى، فيوفر على الطالب عناء حمل الكتب وعلى الدولة عناء طباعة الكتب، كما أن به من التطبيقات ما يسمح للطالب بالاستفادة منها وتحقيق المتعة فى العملية التعليمية والتواصل مع مصادر المعرفة المختلفة، وأعتقد أن الطلاب يحملون الآن أجهزة خاصة ذات طابع وإمكانيات أكبر من المتاحة على التابلت المدرسى.

كيف ترى تدخل أولياء الأمور فى العملية التعليمية خاصة تطوير المناهج؟

- تدخل أولياء الأمور هو أمر محتم وضرورى، لأنهم مسئولون عن مستقبل أبنائهم، وليس من المنطق أن يتركوهم فى مهب الريح لخطط ومناهج لا يفهمون فلسفتها، وهو ما أشرنا إليه فى المعوقات من عدم تهيئة المجتمع لتلقى التطوير.

وماذا عن دور المعلم فى الوقت الحالى؟

- المعلم حالياً أصبح أكثر أهمية من ذى قبل، ذلك أن المناهج من قبل كانت بسيطة الأهداف والوسائل، أما الآن فإن الأهداف والمعايير أصبحت أكثر تعقيداً من ذى قبل وتحتاج إلى معلم ذى خبرات تربوية واسعة لصياغة الأهداف الجزئية التى تخدم الأهداف العامة وخبرات سيكولوجية وخبرات تكنولوجية وخبرات ناعمة تمكنه من إدارة الصف والوقت والتقويم المبنى على أسس.

يجب أن تكون هناك برامج توعية لأولياء الأمور لاستيعاب استخدام التكنولوجيا فى التعليم

كيف ترى فوائد التعليم الإلكترونى فى الوقت الحالى؟

- التعليم الإلكترونى أو الرقمى أو التعليم عن بعد كلها وسائل لا تستطيع أن تنجح من خلال مبرمج فقط، ولكن نجاحها الحقيقى يكون بإدارة معلم فاهم وواع للأهداف التعليمية والتربوية والأساليب الخاصة بالتدريس وتسلسل عناصر الدرس وطرق التقويم، فإذا اجتمعت التكنولوجيا مع تلك المهارات تحقق العائد الجيد من هذه الآلية، ما يؤكد أنه لا غنى عن المعلم فى أى خطة للتطوير، وبالطبع لا بد من أن تكون هناك برامج توعية لأولياء الأمور لاستيعاب تلك التكنولوجيا.

عوامل تعيق عملية التطوير

أبرزها عدم الإعداد الجيد لتنفيذ أى مشروع تطبيقى، وعدم توافر البيئة المناسبة له سيكون أحد العوامل التى تعيق العملية التعليمية وغياب فلسفة التطوير عن الفاعلين الأصليين لعملية التطوير، وهم المعلمون وقياداتهم، وعدم وجود رؤية شاملة محددة المعالم لبرنامج التطوير، وعدم تهيئة المجتمع ومناقشة الكوادر من التربويين والمعلمين فى ماهية التطوير يسبب مقاومة التغيير الهادف للتطوير، وأحياناً ضعف الموارد سواء المادية أو اللوجيستية أو البشرية اللازمة لعملية التطوير.

 


مواضيع متعلقة