أبوالغيط: كورونا رفع عدد الفقراء في المنطقة العربية 2020 لـ14 مليون نسمة

أبوالغيط: كورونا رفع عدد الفقراء في المنطقة العربية 2020 لـ14 مليون نسمة
- أبو الغيط
- جامعة الدول العربية
- المنتدى العربي
- التنمية المستدامة
- التعاون الدولي
- وزير التخطيط
- التنمية الدولية
- أبو الغيط
- جامعة الدول العربية
- المنتدى العربي
- التنمية المستدامة
- التعاون الدولي
- وزير التخطيط
- التنمية الدولية
ألقى السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم، كلمة في افتتاح أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2022، حيث وجّه في بداية كلمته التحية لنائب الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا -الإسكوا- الدكتورة رولا دشتي، وزير التخطيط والتعاون الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، ناصر الشريدة، رئيس الدورة الثامنة للمنتدى العربي للتنمية المستدامة.
التعافي والمنعة لإعادة بعث مسار التنمية
وقال أبوالغيط: «يطيب لي أن أكون بينكم اليوم لإطلاق أعمال النسخة الثامنة من المنتدى العربي للتنمية المستدامة، هنا في مقر الإسكوا الذي تحتضنه مدينة بيروت، بيروت التي يعلمنا تاريخها العريق كيف نهضت في كل مرة وتجددت باستمرار، لنستكمل نقاشنا حول موضوع (التعافي والمنعة) لإعادة بعث مسار التنمية».
وتابع الأمين العام للجامعة العربية: «اسمحوا لي في مستهل حديثي بأن أتوجه بالشكر إلى الدكتورة رولا دشتي، لحرصها الدائم على تعزيز التعاون مع الجامعة، ولجهودها المقدرة لجمعنا في هذا المحفل الكريم، والشكر موصول لكل من ساهم في الإعداد الجيد لأعمال هذه الدورة، وكما تعلمون، فنحن في جامعة الدول العربية نولي اهتماما خاصا لتنظيم الحدث والمشاركة في إثراء محاوره، ترسيخًا لروح التعاون والعمل المشترك التي تجمع الجامعة العربية بالإسكوا».
وأضاف أبوالغيط أنّه استكمالًا لمسار التنمية الدولية، التزم قادة العالم في عام 2015 بتنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وها نحن اليوم بحلول عام 2022، نكون قد اقتربنا من منتصف الطريق، وربما يكون هذا هو الوقت المناسب لكي نقف وقفة تأمل لننظر في التقدم المحرز في تحقيق هذه الأهداف، وأيضا في العقبات التي تواجهنا.
ولفت أمين الجامعة العربية، إلى أنّ الدول العربية انخرطت بجدية في تنفيذ هذه الأجندة، وبذلت جهودا ملموسة لتنفيذها رغم الأزمات التي حلت ببعضها خلال العقد الماضي، وهي أزمات أطال أمدها تنافس القوى الكبرى، وتكالب دول الجوار لتحقيق مغانم على حساب الحقوق العربية.
وأوضح أنّ الآثار الوخيمة لهذه الاضطرابات على جهود التنمية المستدامة في دولنا كانت واضحة حتى قبل وباء كورونا، وزادتها الجائحة حدة وتعقيدا، والمؤسف أن يرافق هذا التدهور في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالأساس، احتدام أزمة سياسية عالمية، هي الحرب في أوكرانيا، ربما تشغل العالم لسنوات مقبلة، وتسحب من رصيد الاهتمام والعمل من أجل التنمية المستدامة، وخير شاهد على ما أقول ما يجري اليوم في دول الجوار السوري هنا في لبنان وفي الأردن أيضا، إذ لا تزال هذه البلدان تحتضن ملايين اللاجئين السوريين في ظروف نعلم ونقدّر جميعًا صعوبتها واستثنائيتها، رغم ما أصابها بسبب الجائحة.
وأكمل: «أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أنّ اللاجئين جميعًا سواء، ولا فارق بين لاجئ وآخر من حيث المعاناة والألم، ويتعين على العالم أن يتعامل مع مشكلات اللاجئين القائمة والمستجدة، بذات القدر من الاهتمام والاستعداد للعون والمساعدة».
تأثيرات كورونا على معدلات الفقر بالمنطقة العربية
وقال أبوالغيط: «قوّضت جائحة فيروس كورونا المستجد جهود الدول العربية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، وتسببت في فقدان العديد من المكاسب، إذ شكّلت عقبة إضافية أمام تحقيق هذه الأهداف، لاسيما فيما يتعلق بتأثيراتها على معدلات الفقر، إذ ارتفع عدد الفقراء في المنطقة العربية في سنة 2020 وحدها، وأقول وحدها، بمعدل 14 مليونا، ليبلغ 115 مليون نسمة، أي ما يمثل ربع سكان العالم العربي، دون أن ننسى أنّ بعض الدول العربية تعاني ارتفاع معدلات الفقر الشديد كما في الصومال واليمن، ومن المتوقع أيضًا أن تزيد الجائحة نسب عدم المساواة ومظاهر عدم تكافؤ الفرص بسبب تراجع المداخيل وارتفاع معدلات التضخم».
ملف الجوع والأمن الغذائي
وأضاف أنّ الحديث عن الفقر يقودنا حتمًا إلى تناول ملف الجوع والأمن الغذائي، فهما أمران متلازمان، فالجوع أشد مظاهر الفقر، وهو بذلك أكثر مساسًا بالكرامة الإنسانية، وكلاهما يهددان استقرار المجتمعات، ونظرًا لخطورة الظاهرتين، تناولتهما أجندة التنمية المستدامة 2030 في مطلع اهتماماتها، من خلال الهدفين الأول والثاني المخصصين على التوالي للقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع.
الحرب الروسية الأوكرانية وأثرها على المنطقة العربية
وأوضح: «كما أشرت آنفًا، فإنّ كل المعطيات تفيد بما لا يدع مجالًا للشك بأن هذه الأوضاع الضاغطة قد تسببت في تدهور العديد من مؤشرات التنمية لا سيما في مجال الأمن الغذائي، ليس فقط بسبب الجائحة، ولكن أيضًا بسبب تصاعد حدة مظاهر التغير المناخي، والمقلق فوق كل هذا في نظري، أنّه باندلاع الحرب في أوكرانيا، فإننا مقبلون على مرحلة تنطوي على العديد من المخاطر، التي سيمسّ بعضها المنطقة العربية، وأعني هنا ارتفاع أسعار الحبوب والسلع، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي العربي».
وبخصوص موضوع الأمن الغذائي العربي، أكد أبوالغيط أنّ مجلس الجامعة على المستوى الوزاري المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، أصدر قرارًا بناء على مقترح من دولة الكويت، بإعداد دراسة استراتيجية شاملة وتكاملية حوله، تمهيدًا لرفعها إلى القمة العربية المقبلة في الجزائر، أو عرضها ضمن ملفات القمة التنموية الخامسة الاقتصادية والاجتماعية التي ستحتضنها موريتانيا مطلع العام المقبل.
المبادرة العربية للقضاء على الجوع
وفي ذات السياق أيضًا، أشار الأمين العام للجامعة العربية، إلى إطلاق المبادرة العربية للقضاء على الجوع مؤخرًا، حيث وقّعت الأمانة العامة للجامعة مذكرة تعاون مع شبكة بنوك الطعام، التي تضم في عضويتها 19 دولة عربية، من أجل تعزيز جهود القضاء على الجوع في المنطقة العربية.
وقال أبوالغيط: «ثمة أسئلة ملحة يتعين علينا الإجابة عنها عند إعداد سياسات التعافي من آثار الجائحة، تتعلق بتشخيص أوجه اللامساواة بشكل دقيق، والنظر في السبل المثلى لبناء قدرات المؤسسات، وتشجيع الخيارات الاقتصادية المستدامة، وزيادة الاستثمار في الرأسمال البشري، والتغيير الذكي لأوجه الإنفاق».
وأضاف أمين جامعة الدول العربية: «أغتنم هذه الفرصة لأتطرق بإيجاز شديد لبعض مستجدات جهود جامعة الدول العربية في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أطلقنا مؤخرًا تقرير تمويل التنمية المستدامة في مصر، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وهو أول تقرير وطني يتناول موضوع التمويل المستدام، وذلك ضمن أعمال الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، ونتطلع في هذا الشأن إلى مساعدة بقية الدول العربية لإعداد تقاريرها الوطنية، كما أطلقنا الشبكة العربية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة، وهي منصة رقمية توفر قواعد بيانات للخبراء والباحثين، وتسهم في بناء قدرات الكفاءات العربية وتسهيل نقل وتبادل الخبرات، وأثني من هذا المقام على الدعم الذي قدمته الإسكوا لإقامة هذا المشروع».
وعن مستقبل التعاون بين المنظمتين، أكد أبوالغيط تطلعه إلى تنفيذ الأنشطة والمشاريع المشتركة ومنها فعالية «أسبوع المناخ 2022» المقرر إقامته نهاية هذا الشهر في اكسبو 2020 دبي، بالتعاون مع عدد من الشركاء، وأتمنى أن نستكمل مسارنا التعاوني بالتركيز على موضوعات المناخ والتمويل والمياه بصفتها مواضيع ذات أولوية للمنطقة، كما أجدد التزام الجامعة بالقيام بكل ما من شأنه أن يرتقي بهذا التعاون إلى مستويات أفضل خدمة لأهدافنا المشتركة.
وأتمّ أبوالغيط كلمته، قائلا: «أتمنى لأعمال هذا المنتدى كل النجاح والتوفيق، وأن يخرج بأفكار ومبادرات تخدم جهودنا لتسريع مسار التعافي وتساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في الآجال المحددة... وأجدد شكري لكل من أسهم في إقامة هذا المنتدى».