امتحانات الثانوية العامة 2022 «تابلت ولّا ورقى؟»

09:43 م | الثلاثاء 08 مارس 2022

«امتحانات الثانوية العامة» لم تسِر على وتيرة واحدة خلال الأعوام الأخيرة فهناك من يسعى للتطوير من ناحية ومن يخطط للتفوق من ناحية أخرى.. وكل الأهداف تأتى فى سياق عام وموحد هو التعلم أولاً ثم التأهيل للمرحلة التالية ثانياً، وانطلق قطار التطوير بوضع أسئلة فى امتحانات الثانوية العامة تركز على الفهم وليس الحفظ والتلقين وآخرها «ثانوية 2021» وتصحيحها إلكترونياً من خلال أجهزة الماسح الضوئى.

وزارة التربية والتعليم تسعى لعقد الامتحانات وفق فلسفة التعليم الجديدة التى تركز على الفهم، لكن لا تزال هناك الكثير من الفنيات غير واضحة للطلاب وأولياء الأمور، وهو ما يثير القلق لدى الطرفين، لأن أداء الطالب لامتحان لا يعرف وسيلته أو نوعية أسئلته أمر غير محبذ بالنسبة له والمدة المتبقية التى لا تزيد على 3 شهور.

المديريات التعليمية لم تقف مكتوفة الأيدى، وحاولت «قدر استطاعتها» توفير تدريبات على كلا النوعين من الأسئلة الورقى والإلكترونى، فى بادرة منها لتهيئة الطالب، لكن الأزمة تتمثل فى عدم رغبة الطلاب وأولياء الأمور فى عقد الامتحانات إلكترونياً على التابلت، لأن المشكلات التقنية لا تزال قائمة، خاصة فى القرى النائية، ويفضلون عقدها ورقياً بعيداً عن فكرة «تشابه الإجابات فى كل سؤال»، كما حدث العام الماضى.

أساتذة التربية والمناهج وطرق التدريس، من جانبهم يرون أن الشهور الثلاثة المتبقية هى فرصة جيدة أمام الطلاب لحل نماذج بقدر المستطاع للاطلاع على أفكار جديدة تمكنهم من التغلب على «التشابه».

استعدادات فى المديريات.. وخطة لتمكين الطلاب من تجاوز «بعبع الثانوى»

وضعت مديريات التربية والتعليم خطة محكمة لتمكين طلاب الصف الثالث الثانوى من اجتياز المرحلة الفيصلية، التى دائماً ما يطلقون عليها «بعبع التعليم الثانوى»، كل بنود هذه الخطة تقوم على إنشاء «أكونتات» على المنصات التعليمية التى وفرتها وزارة التربية والتعليم وأبرزها «بنك المعرفة المصرى» للاطلاع على كم هائل من المعلومات والفيديوهات التعليمية التى تدرب الطالب على نمط الأسئلة الموضوعية التى تركز على الفهم، بجانب فهم مخرجات التعلم لكل مقرر دراسى.

تم وضع الخطة بالتزامن مع قرب إعلان تفاصيل امتحانات الثانوية العامة، وأكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، فى بيان له، أن الوزارة ستحسم مصير عقد امتحانات الثانوية العامة خلال أيام، سواء إلكترونياً على أجهزة التابلت بنمط الأسئلة الموضوعية التى تركز على الفهم بجانب ورقة بها أسئلة مقالية، أو عقدها ورقياً بنمط الأسئلة الموضوعية والمقالية، مع إمكانية السماح للطلاب بدخول الامتحانات بالكتاب المدرسى، موضحاً أن كل هذه الأمور ستعلن تفاصيلها الوزارة رسمياً فى مؤتمر صحفى، ويجرى حالياً الاستعداد الجيد للامتحانات بالتنسيق مع المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، والمديريات والإدارات التعليمية، وعلى الطلاب الاستعداد الجيد.

شوقي: على الطلاب الاستعداد الجيد

وأصدر أشرف سلومة، مدير مديرية التربية والتعليم فى محافظة الجيزة، توجيهات مهمة لجميع مدارس المرحلة الثانوية التى تضم 77 ألف طالب وطالبة فى الثانوية العامة، مفادها استغلال الفترة المتبقية قبل انطلاق الامتحانات النهائية فى الدخول على جميع المنصات التعليمية التى وفرتها الوزارة وإنشاء حساب رسمى لكل طالب حتى يتسنى له الوصول إلى التدريبات المكثفة التى تغطى كل أجزاء المقررات الدراسية فى كل مادة.

وقال «سلومة» لـ«الوطن»، إن المديرية تتابع مع جميع المدارس عدد الحسابات الرسمية التى أنشأها طلاب الصف الثالث الثانوى على بنك المعرفة وغيره من المنصات التعليمية، مؤكداً أن المحتوى العلمى المتوفر على هذه المنصات مفيد أكثر من الدروس الخصوصية التى تمثل عبئاً على كاهل أولياء الأمور وتضيع الوقت، مشدداً على الطلاب بضرورة الالتزام بمواعيد المدارس وعدم الغياب، واتخاذ الإجراءات القانونية مع أى طالب يغيب دون عذر قهرى ويتم إنذاره لأول مرة بعد 15 يوماً.

«الجيزة»: مجموعات تقوية لمواجهة الدروس الخصوصية

مدارس التعليم الثانوى فى محافظة الجيزة، وضعت وسائل جذب مختلفة لتشجيع الطلاب على الحضور بصفة مستمرة، أبرزها تفعيل محاضرات توعوية وتوفير تدريبات ومراجعات على أجزاء المنهج وفق فلسفة التعليم الجديدة بجانب تفعيل مجموعات التقوية فى مختلف المواد بشكل اختيارى حتى يتسنى للطلاب المراجعة وطرح الأسئلة حول المفاهيم والمصطلحات المعقدة لتبسيطها قبل دخول الامتحانات.

وفعلت مديرية التربية والتعليم فى محافظة القاهرة، ورشاً تدريبية مكثفة لمعلمى المرحلة الثانوية لتصحيح المفاهيم لديهم فى المواد خاصة الأساسية كاللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء والجيولوجيا والتاريخ وعلم النفس والجغرافيا والفلسفة.

وقال ياسر أنس، مدير التعليم العام والتجريبيات بالقاهرة، إن المديرية كثفت من توفير ورش تدريب مختلفة للمعلمين وعلى رأسهم معلمو الثانوية، مضيفاً أن هذه التدريبات تتم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وموجهى المواد ويتمثل الهدف الأساسى منها فى ابتكار حلول واقعية لكل المعوقات التى دائماً ما تواجه طلاب الثانوية العامة.

وأوضح أن المعلم الذى يتم تدريبه جيداً يساعد الطالب فى الإجابة عن الأسئلة خاصة المعقدة، متابعاً: «السنة اللى فاتت الناس كانت بتقول إن المعلمين بيختلفوا فى الإجابة عشان كدا إحنا بننسق بشكل كامل مع الوزارة من ناحية ومع قطاع التعليم الثانوى من ناحية أخرى حتى يكون لدى المعلم خلفية كاملة ومعرفة بفلسفة التعليم الجديدة التى تركز على الفهم وليس الدرجات».

وأضاف ياسر أنس أن عدد طلاب الصف الثالث الثانوى بالمديرية يقترب من 250 ألف طالب وطالبة، لافتاً إلى أن السبب الرئيسى فى انخفاض نسبة الحضور فى المدارس يعود إلى ثقافة الأسرة والطالب فى الدروس الخصوصية، وأضاف: «ولى الأمر بيسمح لابنه بالدرس الخصوصى قبل المدرسة فبالتالى الطالب مش عايز يروح المدرسة عشان وقته»، لافتاً إلى أن المدارس حريصة على توفير مراجعات وتدريبات تكفى احتياجات الطلاب مقارنة بالدروس الخصوصية، وكل هذه الأمور تأتى فى إطار عقد الامتحانات بأى وسيلة سواء ورقياً أو إلكترونياً.

من جانبه وجّه محمد عبدالتواب، مدير مديرية التربية والتعليم فى بنى سويف، جميع المدارس الثانوية بعقد لقاءات مع الطلاب وأولياء الأمور لتوضيح أهمية المنصات التعليمية بالنسبة للطالب لإبعاده عن ظاهرة الدروس الخصوصية، مؤكداً أن المنصات لها دور بارز عندما كانت المدارس فى عزلة مستمرة بسبب وباء كورونا وحلت محل المدارس وأثرت الطالب بالمعلومات لذلك ركزت مدارس المديرية على الاستراتيجيات الحديثة واستخدام المنصات جنباً إلى جنب معلم الفصل.

ويرى «عبدالتواب» أن الدروس الخصوصية فى مرحلة الثانوية على وجه التحديد أصبحت لولى الأمر وجهه الاجتماعى لكن لو ركز ولى الأمر مع المدرسة من خلال مجلس الأمناء لانتهت الدروس الخصوصية واهتم الطلاب بالمنصات ومجموعات التقوية التى دائماً ما تنفذها المدارس لتدريب الطلاب على نمط الأسئلة التى تعتمد على الفهم لأن الامتحانات تقيس الجوانب المعرفية والفهم والتركيب والتحليل.

وبدأ معلمو محافظة بنى سويف منح الطلاب نماذج للأسئلة لتدريبهم على امتحانات آخر العام، وأضاف: «كل درس يشرحه المعلم بيكون عليه أسئلة للتأكد من تحقيق نواتج التعلم عند الطالب»، مشيراً إلى أن حضور الطلاب للمدارس والاستفادة من التدريبات التى يتم توفيرها مهم جداً، والمدارس تتخذ الإجراءات القانونية فى حالة غياب الطالب بصفة متكررة.