«الإنتاج الحربى» تستعد لتصنيع إحدى أحدث منظومات «مدفعية الهاوتزر» فى العالم مطلع 2024

كتب: محمد مجدى

«الإنتاج الحربى» تستعد لتصنيع إحدى أحدث منظومات «مدفعية الهاوتزر» فى العالم مطلع 2024

«الإنتاج الحربى» تستعد لتصنيع إحدى أحدث منظومات «مدفعية الهاوتزر» فى العالم مطلع 2024

أجرت «الوطن» جولة داخل أضخم مُجمع للصناعات الحربية فى الشرق الأوسط، الواقع فى أبوزعبل، والشهيرة بعدد من المُجمعات الكبرى للصناعات الدفاعية المختلفة، وشملت الجولة مصنع إنتاج وإصلاح المُدرعات «مصنع 200 الحربى»، الذى يمتلك مُخططات كبرى للعمل على تطوير المصنع، ورفع إمكانياته التكنولوجية، التى تُعتبر فى الأساس من أكبر الإمكانيات التصنيعية على مستوى البلاد.

«مصنع 200 الحربى» أنشئ فى أواخر ثمانينات القرن الماضى، وبدأ الإنتاج الفعلى له عام 1992، عبر إنتاج دبابة القتال الرئيسية من طراز «إبرامز M1A1»، وعملت وزارة الإنتاج الحربى على تطويرها، وامتلاك القدرة على تصنيع المُدرعات والدبابات المتنوعة بداخله، لاستغلال مساحته الشاسعة، التى تبلغ نحو 2.5 مليون متر مربع.

وبرز اسم «مصنع المُدرعات» مؤخراً، بعد إعلان الدولة المصرية عن إبرام تعاقد مع الجانب الكورى لتصنيع منظومة «الهاوتزر» الكورى «K9 A1 EGY»، التى تُعتبر من أحدث منظومات المدفعية على مستوى العالم، ومن المُقرر إنتاج أول منظوماته فى مصر مطلع عام 2024، حسبما ذكر المهندس رفيق رزق عبده، رئيس مجلس إدارة «المصنع»، لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن الاتفاق على تصنيع هذا المدفع، سيكون بمثابة «فاتحة خير» لمصر، ضمن جهود توطين الصناعات الحربية المتطورة.

رئيس «200 الحربى»: تعاون كبير مع كوريا الجنوبية لـ«التطوير التكنولوجى»

وقال رئيس مصنع «200 الحربى» لـ«الوطن»، على هامش الجولة التفقدية لـ«المصنع»، إن أهم شىء سيرافق عملية تصنيع مدفع الـK9 الكورى الشهير بمصر، هو التطوير التكنولوجى الذى سيحدث داخل مصنع إنتاج وإصلاح المُدرعات، بهدف تصنيع هذا النوع من الأسلحة، مشيراً إلى أنه سيتم تصنيع هذه المنظومة بالتعاون مع شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية، مصنع «100 الحربى»، التى ستنتج «المدفع» الخاص بالمنظومة.

ويعتبر «رزق» سلاح الـ«K9»، أحد الأسلحة المهمة التى يجرى تصنيعها وتوطينها بمصر، وتُصنع محلياً ضمن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمهندس محمد أحمد مرسى، وزير الدولة للإنتاج الحربى، بالعمل على توطين الصناعات الدفاعية المتطورة، والارتقاء وتعميق نسب التصنيع المحلى.

وأشاد رئيس مصنع «200 الحربى» بالتعاون الذى أبداه الجانب الكورى الجنوبى مع الوزارة فى الاتفاق على تصنيع منظومة الـK9، مشيراً إلى امتلاك مصنعه خبرة كبيرة فى تصنيع الدبابات، التى ستساعد فى إنتاج تلك المنظومة، وتعمل بمدفع 155 مللى، و55 عيار. وعمل مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، منذ بداية إنتاجه فى تسعينات القرن الماضى على تصنيع دبابة القتال الرئيسية الشهيرة «إبرامز M1A1»، التى تُصنف ضمن أفضل 3 دبابات قتال فى العالم، إضافة لدبابة الإصلاح والنجدة من طراز «هركليز»، فضلاً عن تصنيع مقطورات نقل الدبابات حمولة 70 طناً، وإنتاج عدة أنواع من المُدرعات، مثل «سينا 200»، و«ST100»، و«ST500».

بدء الإنتاج الكمى للمدرعة المصرية «ST500».. ونتفاوض لبدء تصنيع «سينا 200»

وأوضح رئيس «200 الحربى» أن الإنتاج داخل المصنع استمر فى مجال الدبابات M1A1، حتى أُنتج كل ما تحتاجه مصر منها، وكذلك دبابة هركليز، وحالياً يعمل المصنع على إنتاج الهاوتزر «K9»، فضلاً عن المدرعات من طراز «سينا 200»، و«ST100»، و«ST500»، لافتاً إلى أنه يتم استغلال فائض القدرات الإنتاجية فى مشروعات لخدمة المجتمع المدنى، مثل مشروع تصنيع الأوتوبيسات الكهربائية، والمطاعم المتنقلة، والفصول التعليمية المتنقلة.

«رزق»: توجيهات من الرئيس السيسى ووزير الدولة للإنتاج الحربى بتوطين الصناعات الدفاعية المتطورة

وأشار «رزق» إلى أنه يتم حالياً العمل على تصنيع وإنتاج الأوتوبيس الكهربى «SETIBUS»، نسبة إلى الملك سيتى الأول، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص، ليستخدم فى المدن السياحية والجديدة فى مراحل عمله الأولى، فضلاً عن العمل على تحويل 2300 أوتوبيس من التشغيل بالديزل، إلى الغاز الطبيعى، لافتاً إلى وجود 32 أوتوبيساً جاهزة للعمل حالياً، ويتم تحويل باقى الأوتوبيسات، بما يُقلل حجم التلوث فى القاهرة والإسكندرية. وكشف رئيس مصنع المدرعات، عن بدء المصنع فى العمل على الإنتاج الكمى للمُدرعة من طراز «ST500»، وجارٍ التفاوض على عقود للإنتاج الكمى للمُدرعة من طراز «سينا 200»، فضلاً عن العمل على تطوير «كبارى الاقتحام».

وأوضح أن «200 الحربى» يعمل على 4 محاور من أجل توطين المعدات الدفاعية الثقيلة، أولها توفير الخامات لتصنيع المنتجات، مشيراً إلى قدرة المصنع على تحليل وفحص الخامات، وتحديد المواصفات، بحيث توازى الخامة المصرية الخامة الأجنبية المستوردة أو تكون أفضل منها، مشيراً إلى قدرة المصنع على توفير قرابة 80% من الخامات المستخدَمة داخله محلياً.

وأشار إلى أن المحور الثانى الذى يعمل عليه المصنع هو التصميم، وهناك تعاون مع الكثير من الجهات فى البحوث والتطوير والتنفيذ، للوصول إلى «تصميمات عالمية»، تلبى الاحتياجات الوطنية، أما المحور الثالث فهو العمالة الماهرة والمدرّبة، مستطرداً: «المصنع يمتلك عمالاً من أكفأ ما يمكن أن يكون»، وأخيراً الآلات والمعدات، والدولة المصرية لم تبخل على المصنع، سواء بدعم مادى أو معنوى؛ فالمصنع يتوافر لديه أفضل الماكينات، وعمالة مدربة عليها.

واعتبر «رزق» أن نسبة التصنيع المحلى فى المصنع لا تقل عن 70% فى أغلب المنتجات، وهناك أمل لديه أن نصل إلى نسب تصنيع أكثر من 90%، مضيفاً: «مع العلم أنه لا يوجد مصنع فى العالم يعمل بمفرده».

وقال رئيس «200 الحربى»، إنه بالإضافة إلى استغلال فائض القدرات الإنتاجية للمصنع فى إنتاج الأوتوبيسات الكهربائية، وتحويل الأوتوبيسات للعمل بالغاز؛ فإنه يتم العمل على إنشاء بحيرتين صناعيتين فى جنوب سيناء، والعمل على تجديد محطات للمياه والصرف الصحى، وغير ذلك من المجالات.

من جانبه، قال المهندس أشرف النجار، مدير الإنتاج فى «مصنع 200 الحربى»، إن المصنع يمتلك إحدى أكبر الورش الإنتاجية فى الشرق الأوسط العاملة فى مجال الصناعات الدفاعية، إذ يوجد به أكثر من 100 ونش بطاقات مختلفة، لافتاً إلى عمل المصنع على إنتاج أكثر من 20 منتجاً متنوعاً، لافتاً إلى قيام المصنع بإنتاج الفصول المتنقلة، والسواتر الواقية ضد الرصاص، وخزانات الوقود وغيرها.

وأكد «النجار» لـ«الوطن» أن المصنع يمتلك نخبة من المهندسين والفنيين والعمال المدربين والقادرين على تشكيل المعادن، وتنفيذ أى مهام قد توكل إليهم، مشيراً إلى وجود مبنى متخصص فى التدريب داخل المصنع، بالإضافة إلى تدريب العمال خارج المصنع حال الحاجة إلى ذلك.


مواضيع متعلقة