«عم سيد» عاشق النول يعمل 14 ساعة متواصلة ليحافظ على المهنة: مليش غيرها

كتب: سمر عبد الرحمن

«عم سيد» عاشق النول يعمل 14 ساعة متواصلة ليحافظ على المهنة: مليش غيرها

«عم سيد» عاشق النول يعمل 14 ساعة متواصلة ليحافظ على المهنة: مليش غيرها

بظهر منحني من كثرة التعب والإرهاق، يقف سيد عمر، البالغ من العمر 59 عاماً، داخل ورشة لصناعة الكليم والسجاد اليدوي بمدينة فوه، لتنسج أنامله قطعاً من الكليم والسجاد لبيعها والتربح منها، وعلى الرغم من اندثار المهنة، لكنه لازال محتفظاً بها بعد أن اشتغل فيها لنحو 52 عاماً منذ أن كان طفلاً في السابعة من عمره.

«عم سيد» عاشق النول

الرجل العجوز يعشق المهنة لكنه يخشى من اندثارها بعد أن غزت التكنولوجيا على كافة الصناعات: «بقالي 52 سنة شغال في مهنة تصنيع السجاد والكليم اليدوي، كنت طفل عندي 7 سنين وكان أبويا بيشغلني معاه، وكبرت ملقتش حرفة غيرها، وكانت الأول ليها شنة ورنة لكن دلوقتي خلاص في طريقها للاندثار، على الرغم من إننا بنصدره لأوروبا والغرب بيحتفي بصناعتنا».

العمل 14 ساعة يوميا بأجر بسيط

«مجموعة ألواح خشبية متراصة بشكل متوازي ومتوازن، ومتر ومقص ومجموعة خيوط من الصوف ونول يدوي»، هي الأدوات التي يستخدمها الرجل الخمسيني في صناعة السجاد والكليم اليدوي، الذي يجرى تصديره للدول الأوروبية: «كل خامتنا طبيعية، بنشتغل بالقطن الذي جرى غزله في مصانع الغزل، وبالصوف الطبيعي اللي بنصنعه بإيدينا، والكتان، وبنقدر ننفذ أي رسومات بتصل لينا سواء من أفراد أو شركات بتطلبه، يعني الزبون بيجيب رسمة على ورق وإحنا بننفذه بالضبط، أو لو عاوز حاجة على ذوقنا بنطرح عليه خيارات وننفذ».

نحو 14 ساعة يومياً يقضيها «عم سيد»، داخل ورشة تصنيع السجاد والكليم بمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، يعود بعدها منهكاً لا يستطيع فعل شئ: «بشتغل حوالي 14 ساعة وأوقات أكتر علشان أقدر أوفر مصروفات أسرتي، عندي بنت مدرسة وولد طالب في كلية الهندسة، ومصروفاته كتير، وكل يوم على الحال ده برجع البيت، مش قادر أعمل أي حاجة من كسرة الضهر طول اليوم، بس ربنا بيقويني لأجل عيالي».

عم سيد: القطعة تصنع في مدة من أسبوع حتى سنة 

أسبوع حتى عام كامل، هي مدة تصنيع قطعة واحدة من الكليم او الجوبلان أو السجاد اليدوي وفقا لـ «عم سيد»: «فيه قطعة ممكن تاخد أسبوع شغل، وأخرى تاخد سنة، على حسب الجودة ودرجة الشغل وحجم القطعة، وبنحدد الوقت للزبون على حسب طلبه، وفيه أسعار بتبدأ من 50 جنيه حتى 5 آلاف جنيه».

لا يتمنى الرجل الخمسيني سوى الاهتمام بصناعة ورثها عن أجداده: «نفسنا الصناعة تتطور، القطع دي ليها قيمة في دول أوروبا، لكن إحنا هنا في طريقها للاندثار على الرغم من أن الكليم اليدوي أحسن بمراحل من العادي، نفسي يتم إحياء الحرفة مرة أخرى».


مواضيع متعلقة