فوضى العلاج بالأعشاب

كتب: د. أسماء عايـد

فوضى العلاج بالأعشاب

فوضى العلاج بالأعشاب

منذ فجر التاريخ والأعشاب تستخدم كمصدر أساسى لعلاج الأمراض وللوقاية منها، فمن الإنسان الأول ومروراً بالقدماء المصريين وأطباء الصين فى العصور القديمة إلى الطفرة العلمية فى القرن الثامن عشر الميلادى، لم يتوقف الإنسان عن اكتشاف عالم النباتات وأسرارها. فقط فى السنوات الأخيرة اختلفت الآراء حول العلاج بالنباتات؛ حيث يعرض البعض الفوائد «السحرية!» للأعشاب فى حين يُعارض بعض الأطباء التوجّه للعلاج بالأعشاب خاصة فى ظل غياب أى ضوابط لتناوله. غياب الاعتقادات السليمة لدى العامة لا يقل خطورة عن الضوابط المنوطة بها الدولة، فالاعتقاد العام لدى الأغلبية بأن المُستحضرات العُشبية هى مُركبات غير ضارة اعتقاد خاطئ. ذلك أن بعضها قد يؤدى إلى مخاطر، وقد يؤدى إلى تشوّهات جنينية، فمثلاً نبات الونكا Catharanthus roseus وكذلك نبات الداتورة Datura stramonium وهناك الزَرْنَب المُلقبة بشجرة الموت Taxus baccata التى على الرغم من سُميّتها الشديدة فإنه من المُمكن لمادة تاكسول المُستخلصة منها أن تفيد السيدات المُصابات بسرطان الثدى كما أثبت الباحثون سنة 1991 فى مركز أندرسون للسرطان فى هيوستن. هناك أيضاً عبارة يتناقلها الكثير من العطَّارين وبعض من يَدّعون دراستهم لطب الأعشاب يقولون إن الأعشاب إن لم تُفِد فلن تضر، وهذا عين الجهل.. وأخيراً، أنا لست ضد الأعشاب فهو تخصّصى الذى درسته فى الخارج، ولكنى ضد العشوائية فى استخدامها! الأعشاب الطبية هى مُركبات «كيميائية» طبيعية، لذا ينبغى أن نتعامل معها كما نتعامل مع أى دواء آخر من حيث توقع الآثار الجانبية وحدوث تداخلات مع الأدوية التقليدية أو الأغذية، علينا ألاّ ننخدع بالإعلانات المُوهمة بسلامة هذه الأعشاب.