في الذكري السادسة لترشيح «بوتين» لنوبل للسلام.. كواليس جائزة «صفقة القرم»

كتب: سيد المليجي

في الذكري السادسة لترشيح «بوتين» لنوبل للسلام.. كواليس جائزة «صفقة القرم»

في الذكري السادسة لترشيح «بوتين» لنوبل للسلام.. كواليس جائزة «صفقة القرم»

في 5 مارس من عام 2014 قرر معهد نوبل التخلي عن السرية التي فرضها طوال 50 عاما حول اسماء المرشحين لجوائزه، ليعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرشح لجائزة نوبل للسلام، وبالتزامن مع هذا الإعلان كان الجيش الأمريكي ينتظر التقرير الثالث لسلسلة تقارير عن تأثير الأزمة الأوكرانية على الأمن، وبعد وصول التقرير، وإيداعه في مكتبة الكونجرس، تم استبعاد «بوتين» من الجائزة، لتفوز بها فتاة باكستانية عمرها 17 عاما.

كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخطط لإعادة ضبط طموح الدب الروسي، لكن المارد الذي يحكمه كان خارج دائرة التوقع، لذا سعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من الدول الأوربية، لطرق كل الأبواب في محاولة لدفع «بوتين» للتحرك وفق سيناريو سابق التجهيز دون أن يدري، خاصة في ملف الأزمة الأوكرانية.

أخطر تقرير عن انتشار القوات الروسية في أوكرانيا

في فبراير 2014 تمكنت القوات المسلحة الروسية من السيطرة على شبه جزيرة القرم، بعملية عسكرية خاطفة لم يتوقعها أحد، وهذا ما دفع الجيش الأمريكي للاستعانة بمؤسسة تحمل مسمى شركة بحثية غير هادفة للربح، وكلفها بإعداد وكتابة سلسلة تقارير كان عنوانها «تأثير الأزمة الأوكرانية على الأمن»، وبالفعل قدمت تقريرين، خلال أيام قليلة تلت العملية العسكرية الروسية، والأهم هو التقرير الثالث المكون من 129 صفحة، تحت عنوان «استنتاجات نوايا روسيا تجاه أوكرانيا»، وكان معنيا بالبحث في العمليات الخفيـة والتقليدية في شـبه جزيرة القرم خلال الفترة ما بين فبراير ومارس 2014، وأصول الصراع في شرق أوكرانيا، وامكانية اندلاع حرب تقليدية ومراحل التصعيد، والأغراض الروسية في الصراع، وجري تنفيذ التقرير تحت رعاية مكتب نائب رئيس الأركان، وساهم فيه 6 شخصيات بصفة باحثين، إضافة إلى مساهمات عدة جهات أمريكية وأوربية، وتم ايداع التقرير في مكتبة الكونجرس.

 التقرير رصد بدقة تحركات القوات الروسية، وأماكن إنزالها، وتصرفات أفرادها، ورد فعل السكان المحليين تجاههم، وكل التفاصيل كانت تؤكد أن روسيا لم تكن تخطط للسيطرة على شبه الجزيرة، وأن قرار دخول قواتها كان مفاجئا، لكنها نفذت عملية عسكرية دقيقة وناجحة، وعززت من احتمالات تكرار التجربة في وقت لاحق، ثم اوقفت الكثير من التحركات التي نفذها عسكريين سابقين في عدة أقاليم أوكرانية، وعاقبة أحدهم، وانتهي التقرير إلي أن روسيا لديها مصالح ومطالب ترغب في تحقيقها بأقل خسائر، وتتجنب المواجهات المباشرة إلا في حالات الضرورة.

السيناريو البديل للسيطرة على بوتين

التقرير رسم سيناريو معلوماتي لما جري على الأرض، لمحاولة الوصول لما يمكن أن يحدث في المستقبل على مستوى الأشخاص والمؤسسات والأقاليم الأوكرانية، ليعين صناع القرار والجيش الأمريكي للتعامل مع الأزمة الأوكرانية بأفضل السيناريوهات الممكنة، لكن التقرير دخل الكونجرس وظل حبيس جدرانه، لأنه تضمن بندا لا يسمح بنشره دون موافقة مسبقة، وفي المقابل ظهر للعلن سيناريو بديل يوم 5 مارس 2014، عبر تصريحات مدير معهد نوبل النرويجي جير لوندستاد عن اسماء المرشحين للجائزة، واجتماعه بأعضاء اللجنة لمناقشة مقترحاتهم دون اغفال الاضطرابات الجارية في الآونة الأخيرة بأنحاء العالم، وهي التصريحات التي انفرد بنشرها موقع «فرنسا 24».

«لوندستاد» قال إن الاجتماع الأول للجنة الغرض منه وضع الأحداث الجارية في الحسبان، ومحاولة أعضاء اللجنة توقع التطورات المحتملة في المناطق السياسية الساخنة، وسيطرت روسيا على منطقة القرم في أوكرانيا، معلنا عن مفاجأة مدوية بأن من بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى بابا الفاتيكان فرنسيس، وإدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، وألمح إلى أن دائرة الترشيحات.. ربما تضم الفتاة الباكستانية ملالا يوسف التي أطلقت حركة طالبان النار على رأسها لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم، مؤكدا أن المؤسسة لا تزال تتلقى المزيد من الترشيحات من أشخاص ودول عديدة.

من الذي رشح بوتين لجائزة نوبل للسلام

جملة مدير معهد نوبل عن مصادر الترشيحات كانت محاولة لتفسير سبب وجود اسم الرئيس الروسي، لكنه لم يصرح بأن الاشخاص المخول لهم الترشيح أهمهم أعضاء المجالس التشريعية، وكلامه عن متابعة الأزمة الأوكرانية يعني أن بقاء «بوتين» ضمن الترشيحات مرهون بقرار أخر من أشخاص آخرين، لكنه لم يجب عن السؤال الأهم.. لماذا اعلن عن اسماء المرشحين للجائزة رغم أن معهد نوبل ظل يحافظ على سرية الأسماء المرشحة طيلة 50 عاما؟.

وبالعودة إلى اجتماع أعضاء لجنة جائزة نوبل، تبين أن قائمة المرشحين تقلصت في هذا الاجتماع لـ 25 مرشحا بدلا من 450، على أن يصل العدد في نهاية إبريل لـ 12 مرشحا، ونتيجة لما جري في الأزمة الأوكرانية، تم الاطاحة باسم الرئيس الروسي من قائمة المترشحين للجائزة، والاعلان في 2 أكتوبر عن فوز الطالبة الباكستانية مالالا يوسف زاي (17 عاما)، والناشط الهندي في حقوق الأطفال كايلاش ساتوارثي ( 60 عاما)، بجائزة نوبل للسلام لعام 2014.


مواضيع متعلقة