إخلاء مسجد «أبو غنام» الأثري بكفر الشيخ لترميمه استجابة لـ«الوطن»

إخلاء مسجد «أبو غنام» الأثري بكفر الشيخ لترميمه استجابة لـ«الوطن»
بدأت مديرية الأوقاف في محافظة كفر الشيخ، اليوم، في إخلاء مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، الشهير بمسجد «أبو غنام» الأثري، في مدينة بيلا، تمهيداً لبدء أعمال ترميم وصيانة ورفع كفاءة المسجد الأثري، وذلك بالتعاون بين وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار، وتنفيذ الهيئة العربية للتصنيع، بتوجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ.
وتسلمت لجنة من إدارة أوقاف بيلا كافة المُتعلقات الخاصة بالأوقاف الموجودة داخل المسجد، من «سجاد، وكنب، ونجف، ولمبات كهربائية، وكراسي، ومراوح»، وغيرها من المُتعلقات الأخرى.
الهيئة العربية للتصنيع تتسلم مسجد «أبو غنام»
ومن المُقرر أن تتسلم الهيئة العربية للتصنيع موقع مسجد «أبو غنام»، استعداداً لبدء أعمال ترميم المسجد الأثري، وذلك لإنقاذ هذا الأثر الفريد من نوعه.
يرجع تاريخ إنشاء مسجد أبو غنام إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد في العصر المملوكي الشركسي، ليصبح تُحفة معمارية لتخليد اسم «العارف بالله أبو غنام»، الذي توفى في سنة 632 هجرية، عن عُمر يُناهز 67 عاماً، ودُفن بمقامه المشهور في مسجد «أبو غنام»، بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.
مسجد أبو غنام أكبر مساجد بيلا وأشهرها
عند بداية إنشاء المسجد كان على شكل «خلوة» بجوار الضريح، ثم تحولت إلى «زاوية» للمُريدين ومُحبي القطب الصوفي «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، ثم بُني المسجد والقُبة والمئذنة والمقصورة النحاسية حول الضريح، وذلك في عهد الخديوي إسماعيل، وذلك بعدما أمرت «خوشيار هانم»، والدة «إسماعيل»، بتجديد المسجد، ضمن عدد من مساجد الأولياء على مُستوى الجمهورية، حتى أصبح أكبر مساجد مدينة بيلا وأشهرها، نظراً لجماله المعماري، واتساع مساحة المسجد والمنطقة المُحيطة به.
تسجيل مسجد أبو غنام كأثر إسلامي عام 2001
المسجد الذي تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001، تبلغ مساحته الكُلية ما يُقارب الـ2000 متر مربع، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فمصنوعة من الرُخام المُندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملي، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مُغطاة بالبلاط، وله قبة مُزخرفة من الداخل بزخارف زيتية.
ويضم المسجد عدداً من التحف النادرة، منها «المنبر الكبير» الذى صُنع عام 1321 هجرية، ومرّ على تاريخ صُنعه أكثر من 123 عاماً، بالإضافة إلى «دكة المُبلغ»، التي صُنعت أيضاً مُنذ ما يقرب من 111 عاماً، فضلاً عن «دكة المُقرئ»، التي تخطت 100 عام، بجانب لوحتين رُخاميتين تخطتا الـ100 عام.
ومرّ على تاريخ إنشاء مسجد «أبو غنام»، أكثر من 743 عاماً، وكان يُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة فى تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالته يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبح في طي النسيان، وبات مُهدداً بالانهيار في أي وقت، وسبق لـ«الوطن» أن نشرت عدة موضوعات عن مسجد «العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام»، لإنقاذ المسجد الأثري من الإهمال.