بروفايل| عصام حجى انتصار العلم

كتب: سماح حسن

بروفايل| عصام حجى انتصار العلم

بروفايل| عصام حجى انتصار العلم

تكسرت موجات فرحته على صخور عدم الاكتراث، إحباط أبداه الباحث المصرى المهاجر عصام حجى إزاء عدم اهتمام الشارع المصرى بمشاركة علماء مصريين فى عملية هبوط متحكم لمركبة فضائية على مذنَّب، هى الأولى من نوعها، يكتب «حجى» على صفحته الشخصية بأحد مواقع التواصل الاجتماعى: «أسأل نفسى اليوم: هل أصبحت نجوم السماء أقرب لنا من تراب الوطن؟»، لم ينتظر الإجابة. الباحث المصرى الذى عمل لدى وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وشغل منصب «مستشار الرئيس العلمى» فى أعقاب «30 يونيو»، كان قد انتقد فى مطلع العام 2014 الجهاز الذى أعلنت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة عن إصداره، ما يسهم فى اكتشاف وعلاج فيروس الكبد الوبائى C، وجه «حجى» حينها انتقاده للواء عبدالعاطى، المسئول عن الجهاز الجديد، الأمر الذى أثار انتقادات المتحمسين لجهاز القوات المسلحة، ودفعهم للهجوم على «حجى»، خاصة بعد أن وصف الأخير الجهاز المعلن عنه بأنه «فضيحة علمية»، انهالت الاتهامات على «حجى»، ما اضطره للعزوف عن مزيد من التصريحات والانشغال مجدداً فى عمله بالوكالة الفضائية الأمريكية. ضمن مجموعة من الباحثين المصريين، شارك «حجى» فى العملية الفضائية الناجحة «روزيتا»، التى استهدفت إجراء هبوط متحكم للمركبة الفضائية «فيلة» على سطح مذنَّب فضائى بعد رحلة فضائية استغرقتها «فيلة» فى عشر سنوات، بغرض «دراسة العناصر الأساسية التى ساهمت فى نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض». نجاح علمى وتقنى فى مجال الفضاء شارك فى تحقيقه باحثون مصريون تابعته وكالات الإعلام العالمية لكنه لم يحظ باهتمام غالبية وسائل الإعلام المصرية بحسب تقديرات «حجى» التى وجهت أكبر اهتمامها إلى «أخبار العنتيل والفضائح والسباب». لم يتخل «حجى» يوماً عن هدفه وحبه للعلم والبحث العلمى، سافر إلى أمريكا للعمل فى وكالة ناسا الأمريكية، وعمل فى تطوير محركات الدفع الصاروخى بوكالة ناسا الأمريكية فى القسم المختص بالتصوير بالرادار، وأشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية. ويشرف الباحث المصرى فى الوقت الراهن على مشروع قمر صناعى يدرس المياه الجوفية وآثار التغير المناخى على المناطق الصحراوية. «حجى» من مواليد العاصمة الليبية طرابلس فى 1975، وهو ابن الفنان التشكيلى محمد حجى، تنقل فى فترة طفولته مع والده الذى شغل مناصب دبلوماسية لدى الخارجية المصرية. ودرس علم الفلك فى جامعة القاهرة، ثم الماجستير والدكتوراه فى باريس. وعمل معيداً بجامعة القاهرة، ثم باحثاً بالمعهد القومى الفرنسى للبحوث، ومركز الفضاء الفرنسى، ثم وكالة ناسا الأمريكية.