التطور الطبيعى لـ«الجمعة»: من «النقشبندى» و«عبدالصمد» لمولوتوف وقنابل

كتب: رحاب لؤى

التطور الطبيعى لـ«الجمعة»: من «النقشبندى» و«عبدالصمد» لمولوتوف وقنابل

التطور الطبيعى لـ«الجمعة»: من «النقشبندى» و«عبدالصمد» لمولوتوف وقنابل

سنوات طويلة اعتادت خلالها أسرة بتول منتصر طقوساً خاصة ليوم الجمعة، حيث الإفطار الجماعى، شرب الشاى بالنعناع، إذاعة القرآن الكريم، وابتهالات سيد النقشبندى وصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد يتلو آيات سورة الكهف، تفاصيل ألفتها الآذان والأنوف والقلوب، لم يعد لها مكان لدى العائلة التى لم تعد تهنأ أبداً بيوم الجمعة منذ ساعاته الأولى وحتى آخر لحظاته. «إيه الصوت ده يا بتول؟»، تهتف بها الوالدة، فترد الابنة الكبرى: «مفيش ده انفجار تحت البيت يا ماما»، هكذا ببساطة أصبحت العائلة تتجاذب أطراف الحديث حول انفجارات ومولوتوف وقنابل وحرائق، يرونها رأى العين أسفل شرفتهم: «أصل إحنا ساكنين فى محطة المطبعة، قلب الحدث، مابقيناش نستغرب أى حاجة». مع أصوات الانفجارات المتكررة فى كل جمعة، تبدأ العائلة فى وضع السيناريوهات قبل حتى أن ينظروا من الشرفة: «يا انفجار فى الكمين، يا الداخلية مشتبكة مع الإخوان، يا ضرب نار عادى مش عارفين مصدره إيه»، فى الجمعة الأخيرة هذا الأسبوع كان الحدث من نصيب سيارة جمع القمامة التى عاجلتها دراجة نارية بمولوتوف، جعلها تتحول إلى شعلة نار. «ما بقناش نستغرب، مدخل عمارتنا عادة كل يوم جمعة بيبقى مقفول، بقيت أروح الشغل فى اليوم ده وبقى معاد الخناقة الأسبوعية، ماتنزليش يا بتول حرام عليكِ وأنا أرد إنى لازم أنزل عشان شغلى ما يستحملش تأخير»، أصبحت الشابة العشرينية خبيرة فى الطرق البديلة التى يمكنها أن تسلكها كى تصل إلى عملها بسلاسة. إجراءات احترازية أصبحت الأسرة تتقنها: «رغم إننا فى الدور الرابع لكن مش بعيد عن الخطر، الرصاص قبل كده دخل البلكونة اللى تحتنا، والقنابل وصلت البلكونة اللى فوقينا».