إيكونومست: الآن يستطيع «زيلينسكي» التحدث بصوت عالٍ يسمعه الجميع

إيكونومست: الآن يستطيع «زيلينسكي» التحدث بصوت عالٍ يسمعه الجميع
قالت مجلة إيكونومست البريطانية إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نشر مقطع فيديو لنفسه على موقع تويتر، بعد ليلة من أسوأ قتال شهدته كييف منذ الحرب العالمية الثانية، ودعاية موسكو التي زعمت أنه فر من العاصمة خوفًا، حيث خرج الرئيس الأوكراني وهو يحمل هاتفه في يده اليمنى بينما كان يصور نفسه وهو يمشي بالقرب من مقر الرئاسة، وابتسم للكاميرا وقال: «صباح الخير لجميع الأوكرانيين، هناك الكثير من الأخبار المزيفة لكن أنا هنا».
زيلينسكي رفض العرض الأمريكي بنقله خارج البلاد
وتابع تقرير المجلة أن زيلينسكي بدا مرهقًا، لكنه سعيد لكونه على قيد الحياة، ولأن كييف لم تسقط وسعيدًا للعب دور زعيم وطني، وحافظ على أعصابه وبلده معًا في أحلك ساعة من تاريخها الممتد على مدى 30 عامًا كبلد مستقل، ولم يكن هذا هو الدور الذي اختاره، بل هو الدور الذي فرض عليه عندما غزت روسيا أوكرانيا منذ أيام، وعندما عرضت أمريكا نقله جواً إلى بر الأمان، أجاب: «القتال هنا؛ القتال هنا.. أحتاج إلى ذخيرة مضادة للدبابات، وليس رحلة».
لم يتوقع الفوز بمنصب الرئيس
واوضحت المجلة أن زيلينسكي دخل الرئاسة الحقيقية بخطط قليلة، ولم يكن لديه سوى فكرة غامضة عن كيفية القيام بذلك، وقال بعض مساعديه السابقون إنه لم يكن يتوقع الفوز، ولكن الآن، أصبح هذا الممثل الذي تحوَّل إلى سياسي سريعًا بطلاً، إلى حد أن صحفيا أوكرانيا شهيرا، يدعى سيفجيل موسايفا، ورئيس تحرير صحيفة برافدا أوكرانيسكا، الموقع الإخباري الرئيسي في البلاد، وصفه بأنه يقاتل مثل الأسد وكل أوكرانيا معه، بعد أن كان مثارا للكوميديا بحكم عمله السابق.
مواطنوه نظروا إليه بتعالٍ وشفقة
وقبل أسابيع قليلة فقط، كان العديد من الأوكرانيين والأجانب يعاملون زيلينسكي بالتعالي والشفقة، ومع تصاعد الضغط الروسي وتهديد بوتين بالحرب، كانت شعبيته تتراجع، وكان المستثمرون والأقلية الحاكمة يفرون من أوكرانيا وكان القادة الأجانب يحثونه على التسوية مع الكرملين بشأن اتفاقات مينسك المهينة التي وقعها سلفه على فوهة البندقية في عام 2015، وشكك الكثيرون في أن الممثل الكوميدي السابق هو الرجل المناسب لبلد على وشك الغزو.
الحرب جعلت زيلينسكي بطلا حقيقيا
ومع ذلك، في المعركة، ظهر وكأنه زعيم وطني حقيقي في زمن الحرب، يمكنه عكس وإبراز مخاوف الناس ورغباتهم وأحلامهم، حيث توحدت أوكرانيا بعد الغزو، وسبب عدم قدرته على الاستجابة لمطالب روسيا بشأن اتفاقات مينسك لم يكن لأنه رجل حديدي، على العكس، كان ذلك لأنه كان مرنًا بما يكفي ليعرف أن بلاده كانت ستلفظه جانباً إذا كان قد فعل ذلك، حيث إنه يمثل أوكرانيا، ليس كخرافة مثالية ولكن كواقع، وهو بعيد عن الكمال وغالبا ما يكون محبطا، وعندما أعلن بوتين في خطابه عن العملية العسكرية الروسية كان رده: «ليس لدينا وقت لمحاضرات تاريخية مطولة، ولن أتحدث عن الماضي، دعني أخبرك عن الحاضر والمستقبل، ستبقى حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا كما هي، سنبقى هادئين وواثقين من أنفسنا».