«سامية» شقيانة 20 سنة على علاج ولادها من ذوي الإعاقة: التعب كسر ظهري

كتب: فادية إيهاب

«سامية» شقيانة 20 سنة على علاج ولادها من ذوي الإعاقة: التعب كسر ظهري

«سامية» شقيانة 20 سنة على علاج ولادها من ذوي الإعاقة: التعب كسر ظهري

داخل منزل بسيط مكون من غرفتين ودورة مياه ومطبخ لا يكسوه سقف آمن، بل عبارة عن خوص وخشب، تعيش أسرة صغيرة تحاول العيش بكرم ربها، لأم مكافحة عرفت الشقا منذ طفولتها لمنزل أسرتها وحتى زواجها من رجل ظنت أنها ستنعم معه بالراحة، لكنه ضاعف حمولها قبل 20 عامًا بتركه لها، بينما يتعلق برقبتها 3 أبناء بينهم اثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فلم تجد مُعينا لها على صعوبات الحياة، سوى طفلها الصغير الذي ترك أحلامه ودراسته لمساعدتها.

«سامية»: شقيت على ولادي من ذوي الإعاقات الذهنية

بصوت مبحوح ودموع تنهمر من عينيها، روت السيدة سامية عبدالسلام، لـ«الوطن»، تفاصيل معاناتها طوال حياتها، فمنذ صغرها عملت بـ الفلاحة ثم البيع بالأسواق من أجل توفير الطعام والعلاج لأبنائها الذين أصبحوا بسن الشباب لكن عقولهم وتفكيرهم ما زالوا بعمر الأطفال الصغار، نتيجة تأخرهم العقلي وكونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة: «جمال عنده 27 سنة، وشيماء 31 سنة، بس كأنهم أطفال صغار، هما من ذوي الإعاقة وتعبت عليهم بعد ما أبوهم اللي سابني وطلقني من 20 سنة».

كان لـ«جمال» و«شيماء»، المقيمين بقرية الزهور التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، معاش مقدر بـ320 جنيها، الذي يتم منحه لكل شخص يعيل أسرة بسيطة لاستكمال الحياة لكن دون سابق إنذار تم إيقافه؛ لتحاول الأم معرفة السبب: «بعت وسألت كتير، بس بقالي سنة ونصف مش بقبض ليهم جنيه واحد، وأنا مش عايزة حاجة من حد ولا فلوس، بس كل اللي عايزاه أن المعاش يرجع».

ابن «سامية» الأصغر يترك التعليم لأجل أشقائه  

على مدار 20 عاما، حرصت «سامية» على أن تكون الأب والأم والممرض لأبنائها، فلم تتوان على خدمتهم بكل الطرق، وتقديم كل وقتها وطاقتها إليهم، حتى خذلتها صحتها، بإصابتها بالغضروف، الذي منعها عن العمل مرة أخرة؛ لينتقل عبء الأسرة بأكمله لأصغر أفرادها، «محمد»، البالغ من العمر 22 عاما، الذي استكمل دور والدته: «ابني بيخرج من الصبح لبالليل عشان يجيب 70 جنيه، في الوقت اللي أخته محتاجة علاج لوحدها 1000 جنيه لأن عندها جرثومة بالمعدة».

إقرأ أيضا: «شحتة» طفل مصاب بمرض يسبب تضخم في وجهه: «مبعرفش أحط رأسي على المخدة» 

واستكملت الأم حديثها، بصعوبة وحزن: «ابني ساب دراسته عشان أخواته، واتحرم من كل حاجة في حياته، وربنا أعلم بدعيله إزاي ونفسي هو كمان أعمله أي حاجة، لأنه شال الهم بدري ومحسش بطفولته ولا بتعليمه ولا أي حاجة»، لذا تتمنى تخفيف الثقل من عاتقه، بالحصول مجددا على معاش لنجليها المريضين، الذي يعين الأسرة البسيطة على تحمل مستلزمات العلاج.


مواضيع متعلقة