مشاهد لن تراها حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.. الخنادق والقنابل

مشاهد لن تراها حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.. الخنادق والقنابل
- حرب عالمية ثالثة
- الحرب العالمية الثالثة
- أوكرانيا
- روسيا
- الغزو الروسي الأوكراني
- حرب عالمية ثالثة
- الحرب العالمية الثالثة
- أوكرانيا
- روسيا
- الغزو الروسي الأوكراني
قنابل وأسلحة ضخمة كبيرة ينقلها عشرات الأشخاص بعربات مكشوفة، مجموعة من الجنود داخل عربة قطار واحدة، مواطنون يلتفون حول الراديو في المنازل وغيرهم أمام الملصقات الإعلانية بالشارع، مواجهات وحروب مباشرة بين القوات العسكرية، وفي الوقت ذاته أفرادا يهرولون للاختباء بالخنادق قبل وقوع الغارات... مشاهد محددة ارتبطت في الأذهان بشأن الحربين العالميتين الأولى والثانية، تبادر فور انتشار أخبار بشأن الصراعات بين الجيوش، لتقفز إلى مخيلة الكثير مع الحديث المتكرر عن اندلاع حرب عالمية ثالثة، بعدما بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية عقب وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتن عن ذلك.
الحرب العالمية الثالثة.. حديث الساعة
الحديث المتكرر عن الحرب العالمية الثالثة، أمرا لمحت إليه دولة أوكرانيا نتيجة الإجراءات الروسية المتخذة خلال الساعات الماضية، بإطلاق أول عملية عسكرية؛ ليخشى العالم تداعيات ذلك، وهو ما ارتبط في الأذهان بمشاهد الحربين السابقتين، ولكن مع الوقت والتطور، لن يتكرر العديد منها، حال وقوعها مقارنة بالأولى المنتهية منذ ما يقرب من 104 عاما، أو الثانية قبل 77 عاما «1 سبتمبر 1939 - 2 سبتمبر 1945».
اختفاء وسائل الاتصال الأولى
«آباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا لذلك قد تساعدون النازيين الجدد».. هكذا خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الجيش الأوكراني، عبر كلمة متلفزة تحدث خلالها عن بدء العملية العسكرية داخل أوكرانيا في وقت متأخر من الليل؛ ليتم تداولها عبر الصحف العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي مما يظهر تأثير الثورة التكنولوجية الهائلة التي تفوقت على وسائل الاتصال الأولى بالماضي، فبعضها لم يعد موجودا وأخرى لم تعد تستخدم بنفس كفاءتها.
بالعودة للحرب العالمية الأولى، كان الأفراد بجميع الدول يتمكنوا من معرفة الأخبار عن طريق الملصقات الإعلانية بالشوارع أو الطبعات الورقية، بجانب المنشورات الملقاة على بعض البلدان قبل اقتحماها حتى يستسلم أهلها.
تلك الصورة المرتبطة بمعرفة الأخبار، موثقة تاريخياً، وسبق وأكدها الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، خلال حديثه مع «الوطن»، مؤكدا أن الملصقات والمنشورات لم تعد موجودة في ظل الكتائب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي ينتشر عبرها كل الأحداث في اللحظة ذاتها.
ووفقا لـ«عفيفي»، كانت وسيلة الإعلام الكبرى خلال أحداث الحرب العالمية الثانية «الراديو» بالأخص إذاعتي هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» و برلين؛ إذ كان هتلر يتواصل مع الناس عبر الراديو، أما بوتن حاليا يطلق خطاباته عبر التلفزيون.
تغير شكل الأسلحة ونهاية عصر الخنادق
ومن بين المشاهد التي لن يمكن رؤيتها حال استمرت العملية العسكرية بين أوكرانيا وروسيا، هي نشر القنابل كبيرة الحجم التي يحملها عشرات الجنود؛ إذ يوجد حاليا الطائرات المسيرة بدون طيار، بخلاف الأسلحة القوية التي تمتلكها روسيا وهي الدبابات والمدافع ذاتية الحركة وراجمات الصواريخ.
وبخلاف شكل الأسلحة، شاع وقت الحروب قديما أثناء وقوع الغارات اختباء الأهالي داخل الخنادق والبيوت وإطفاء جميع الأنوار حتى لا ترصدهم الطائرات المقاتلة، بحسب ما أشار إليه أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب، إذ أن ذلك الأمر انتهى بعد أن أصبح العالم مكشوفا بأكمله، في ظل التطور التقني وتعدد استخدامات القمر الصناعي.
الكورونا مقابل الإنفلونزا
وبينما كان يتعافى العالم من آثار الحرب العالمية الأولى، ظهر وباء «الأنفلونزا الإسبانية»، الذي أصاب العالم عام 1918، وتسبب في وفاة ملايين الشبان بريعان شبابهم، ووقتها حاولت القوات الأمريكية في أوروبا التعامل مع ذلك المرض؛ إذ ظهرت آثار الإنفلونزا بشكل مخيف على متن السفن الحاملة للجنود الأمريكيين عبر المحيط الأطلسي، وفقا لكتاب «سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ، الحرب العالمية الأولى»، تأليف نيل هايمان.
معدل الوفيات الكبير بسبب «الإنفلونزا»، أمرا يشهده العالم من جديد، في ظل جائحة فيروس كورنا المستجد الذي تعاني منه جميع الدول، منذ نهاية عام 2019؛ إذ أصيب حتى الآن 430 مليون شخص وتوفي ما يقرب من 5.92 مليون شخص حتى الآن.