الشيخ مشعل الأحمد رؤية استراتيجية شاملة يسخّرها فى الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة مكتسبات أبنائها

الشيخ مشعل الأحمد رؤية استراتيجية شاملة يسخّرها فى الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة مكتسبات أبنائها
- الشيخ نواف الأحمد
- الكويت
- كورونا
- أمير دولة الكويت
- الشيخ مشعل الأحمد
- ولى العهد
- الشيخ نواف الأحمد
- الكويت
- كورونا
- أمير دولة الكويت
- الشيخ مشعل الأحمد
- ولى العهد
فى إطار احتفالات الكويت الشقيقة بأعيادها الوطنية التى تصادف الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير فى كل عام التى انطلقت هذا الأسبوع بعد تخفيف إجراءات الوقاية المطبقة بسبب جائحة كورونا، لعل من المناسب أن نلقى الضوء على أحد كبار رجالات الكويت والذى كان له دور كبير فى نهضتها واستقرارها، ففى السابع من أكتوبر عام 2020 زكّى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد وفقاً لقانون توارث الإمارة ونصوص الدستور الكويتى لا سيما المادة الرابعة التى تنص على أن: «الكويت إمارة وراثية فى ذرية مبارك الصباح ويعين ولى العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير».
وفى صبيحة اليوم التالى، أدى الشيخ مشعل اليمين الدستورية أمام الشيخ نواف الأحمد، أعقب ذلك جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة بهذه المناسبة بايعه خلالها أعضاء المجلس بإجماع الحضور البالغ عددهم 59 عضواً ولياً للعهد، وأدى اليمين الدستورية أمام المجلس، وألقى كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
«أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتى من خلالكم ممثلين له أن أكون لحضرة صاحب السمو العضد المتين والناصح الأمين، وأن أكون المواطن المخلص الذى يعمل لازدهار وطنه الراعى لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية الساعى إلى رفعته وتقدمه المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة».
وأكد أنه سيكون حريصاً على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين رافعاً شعار المشاركة الشعبية عاملاً على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة، ساعياً معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا فى إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم.
ولم يكن الشيخ مشعل الأحمد خلال العقود الستة الماضية بعيداً عن العمل الرسمى أو عن مرافقة أمراء الكويت، إذ تولى عدداً من المناصب الرسمية لا سيما فى وزارة الداخلية والحرس الوطنى، كما رافق قادة الكويت فى مهماتهم الرسمية وزياراتهم الخاصة لا سيما الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
تهيئة مبكرة
ولد الشيخ مشعل فى الكويت عام 1940، وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر - طيب الله ثراه - الذى تولى الحكم فى البلاد ما بين عامى 1921 و1950، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده، وتلقى تعليمه فى المدرسة المباركية التى أنُشئت فى عام 1911، وسط مدينة الكويت العاصمة، وكانت تعد من أوائل المدارس النظامية فى الكويت، ثم تابع دراسته فى المملكة المتحدة، حيث تخرج فى كلية هندن للشرطة فى عام 1960.
وبعد عودته من الدراسة فى المملكة المتحدة، التحق بوزارة الداخلية التى كانت حديثة النشأة حينذاك، فتدرج فى عدد من المناصب الإدارية فيها، واستمر فيها نحو 20 عاماً عمل خلالها فى قطاعات وإدارات مختلفة، وواصل تدرجه فى مناصب وزارة الداخلية حتى أصبح فى عام 1967 رئيساً للمباحث العامة برتبة عقيد، واستمر فى ذلك المنصب حتى عام 1980، حيث عمل على تطوير أدائها وأجهزتها، وتحولت فى عهده إلى إدارة أمن الدولة، وهكذا فقد قضى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عقوداً من حياته للعمل فى الجهات الأمنية والعسكرية بالكويت، الأمر الذى جعله أحد أهم رجال الأمن بالكويت، ومنحه خبرات أمنية كبيرة سخّرها فى الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة أمنها واستقرارها، وفى 13 أبريل عام 2004 عُين بموجب مرسوم أميرى نائباً لرئيس الحرس الوطنى بدرجة وزير، حيث ساهم فى تطوير الحرس الوطنى وتعزيز دوره ومكانته، واستمر فى شغل ذلك المنصب حتى تزكيته ولياً للعهد.
يد بيد لحماية الكويت
يحظى الحرس الوطنى بمكانة مهمة ضمن مؤسسات الدولة فى الكويت، ويعد هيئة مستقلة عن الجيش والشرطة، ويحرص الشيخ مشعل الأحمد دائماً على تأكيد دور الحرس الوطنى فى مساندة الجيش فى الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدى على ترابه، أو يحاول اختراق حدوده ومعاونة قوات الشرطة فى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التى تهدده وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية فى الكويت والاستعداد الدائم لتلبية أية مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى. وساهم الشيخ مشعل فى الإشراف على الوثيقة الاستراتيجية للحرس الوطنى التى تهدف إلى حماية سيادة البلاد وشرعيتها ودستورها وشعبها وقيمها من خلال المشاركة فى حفظ الأمن والاستقرار، فضلاً عن إسناد الدعم لخطط وأهداف الدفاع والأمن الوطنى، وتنص رؤية تلك الاستراتيجية على السعى نحو تحقيق التميز فى العمليات الأمنية والعسكرية والإدارة المؤسسية من خلال القيادة النوعية، والكفاءة واليقظة التامة لقوة عالية الاحتراف، وتؤكد الوثيقة على ثلاث قيم أولاها الانتماء والولاء والروح الوطنية، والثانية هى التفوق العسكرى فى مجال الاختصاص والجاهزية، والثالثة هى العدالة. وخلال جائحة كورونا التى شهدتها العديد من دول العالم، ومنها الكويت، على مدار الشهور الماضية، ظهر الدور القوى للحرس الوطنى الكويتى فى مساندة قوات الجيش والشرطة فى حفظ الأمن، وتطبيق حظر التجول والتغلب على الجوانب المختلفة من الأزمة.
مهارات متعددة
وإضافة إلى مناصبه الرسمية التى شغلها طوال العقود الستة الماضية، تولى الشيخ مشعل الأحمد عدداً من المناصب الفخرية التى تُظهر تنوع اهتماماته وخبراته، منها تزكيته رئيساً فخرياً لجمعية الطيارين الكويتية منذ عام 1973، كما كان أحد مؤسسى الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكى والرئيس الفخرى لها، وفى عام 1977 عُيّن من قبل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رئيساً لديوانية شعراء النبط التى أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطى، وإبقائه خالداً فى نفوس الأجيال. وأكد الشيخ مشعل فى عدة مناسبات أهمية ديوانية شعراء النبط فى الحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وتراث وأخلاق الآباء والأجداد التى تضمنتها قصائد الشعر النبطى، وضرورة تطوير ذلك كله وتعليمه للأجيال الحالية والقادمة وغرسه فى نفوسهم.
إشادة دولية
ولطالما رافق الشيخ مشعل أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله فى زياراته الرسمية والخاصة، وكان معه طوال رحلة العلاج الأخيرة إلى الولايات المتحدة التى بدأت فى 22 يوليو عام 2020، واستمرت حتى وفاته فى 29 سبتمبر من ذلك العام.
وفى الرابع من ديسمبر عام 2018 قلّدت الحكومة الفرنسية الشيخ مشعل وسام قائد جوقة الشرف باعتباره أحد الرجال الذين بنوا الكويت، وساعدوا على بناء الصداقة بين فرنسا والكويت على أسس متينة، وقال الشيخ
مشعل فى حفل التكريم إن منحه ذلك الوسام هو «تكريم رفيع المستوى لكافة مؤسسات الكويت العسكرية واستكمال لمسيرة العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين».
وجه عروبى
وخلال الأسابيع الماضية، أدار نائب أمير الكويت وولى العهد الشيخ مشعل الأحمد عدداً من الملفات إثر تكليفه بعدد من صلاحيات أمير البلاد، فقد التقى بالسفير أحمد أبوالغيط، أمين جامعة الدول العربية، بصحبة وزراء خارجية الدول العربية المشاركين فى الاجتماع التشاورى لوزراء الخارجية العرب المنعقد بدورته الـ 156، برئاسة الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح لبحث آخر التطورات على الساحة العربية،
يرى أن العمل العربى المشترك ضرورة مُلحة فى ظل التحديات والظروف الدقيقة على الصعيدين الإقليمى والدولى
منها الأزمات اللبنانية والسورية والليبية. وشدد الشيخ مشعل فى كلمة ألقاها أمام وزراء الخارجية العرب على ضرورة تحسين العلاقات بين دول الجوار، وأكد أن العمل العربى المشترك ضرورة مُلحة فى ظل التحديات والظروف الدقيقة على الصعيدين الإقليمى والدولى، وأن الكويت تدرك أهمية العمل العربى المشترك، وضرورة وحدة الصف العربى، لذا سعت فى سياستها الخارجية جاهدة لتنقية الأجواء بين الأشقاء، وتقريب وجهات النظر والتوسط لحل النزاعات.
وخاطب الشيخ مشعل الأحمد وزراء الخارجية قائلاً: إن التحديات جسام وحسن التخطيط والتنسيق سبيلنا لمواجهتها، وأنتم المعنيون بتنفيذ السياسات الخارجية لدولنا العربية، وتقع على عاتقكم مسئولية تحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أى تباعد أو قطيعة، وتهيئة الأجواء لتحقيق ذلك، والانطلاق برؤى مشتركة نحو مستقبل العمل العربى المشترك وآفاق تعزيزه، وتطوير آلياته وإيجاد السبل لتعزيز فاعلية جامعة الدول العربية ومؤسساتها، بما يواكب التطورات السريعة التى تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية.
مواصلة الدور التاريخى للكويت
ويأتى ذلك تجسيداً لرؤية الشيخ مشعل الأحمد التى أشار إليها فى كلمته أمام مجلس الأمة فى أعقاب تزكيته بالإجماع ولياً للعهد، والتى شددت على استمرار الدور التاريخى للكويت كواحة للديمقراطية، وداعية للسلام، وملتقى لكل عمل يسعى للتضامن والتساند بين دول العالم إذ قال: نحن على یقین بأن الكویت بقیادة سمو الأمير نواف الأحمد ستواصل مسیرتها الریادیة، كدولة دستور ذات نهج دیمقراطى، ومشاركة شعبیة، ومصداقیة فى الأفعال قبل الأقوال، وداعیة إلى الخیر والسلام، ومنبر للخیر والعمل الإنسانى.
اختاره أمير الكويت ليكون عضده الأمين فى إدارة شئون البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها وازدهارها
وهكذا تمضى مسيرة البناء والنماء والإعمار التى يقودها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ويعضده ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح فى اتخاذ القرارات التى تسهم فى إعلاء رايتها وتحقيق نهضتها وتعزيز سيادتها وحريتها، ودفع عجلة التنمية فيها، جنباً إلى جنب مع دورها كمنارة للتساند والتضامن والإخاء الإقليمى والدولى.