بريد الوطن.. ختامهُ نور "رحمَ اللهُ والدى"

بريد الوطن.. ختامهُ نور "رحمَ اللهُ والدى"
لم يخطر فى بالى أبداً رحيل والدى، الذى كان يهمس بأذنى قائلاً: «إنما أسير يا بُنى بنور الله».
فى عام 1938 وُلد الشيخ عبدالمنعم خليف بأم دينار بالجيزة.. حفظ القرآن على يد الشيخ عبدالحافظ أبوحَمَد، ثم تلقى على الشيخ إبراهيم أبوحَمَد قراءات «حفص، وورش، وقالون»، كما استعان بالشيخ ثابت أبوشعبان.. وظل ينهل من علوم القرآن حتى نهاية عمره، ليلقَى الله عالماً ومتعلماً.
بدأ الشيخ رحمه الله القراءة من «مسجد البلد»، فأبهر الجميع بحُسن الصوت والإتقان، معبِّراً عن الآيات بخشوع.
كان لوالدى تاريخ حافل بمسجدَى «النصر وحواش»، في إمامة المصلين، وقراءة سورة الجمعة.. أما التراويح، فاشتهر بها، وكان الجميع يأتى مبكراً.. يصلى بجزء أو يزيد لنحو 60 عاماً.
التزم والدى وِرْداً من القرآن.. يصلى الفجر ويبدأ التلاوة حتى الشروق.. وفى «العصرية» يتغنَّى بالقرآن، وبالليل يردد الآيات ويسبِّح للرحمن.
كان لوالدى «كُتَّاب» قصده الصغار والكبار، بل والنساء.. يجلس مبكراً بانتظارهم.. وله كثير من التلاميذ، مِنهم قُراء، ومهندسون، وأطباء، وصحفيون.. كما ترك إرثاً من التسجيلات المجودة، ومصحفاً مرتلاً نُشِرَ على الإنترنت.
اهتم والدى بتربيتنا على حُبِّ القرآن، فحفظتُ القرآن على يديه، وأخى القارئ الإذاعى الشيخ فتحى، والمبتهل الإذاعى د. شريف خليف.
رحل النور فى 31 يناير 2022.. أسأل الله أن يقال له: «اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنتَ ترتل فى الدنيا».
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com