وزير الشؤون الإسلامية السعودي: الرئيس السيسي قائد مجاهد خاض معارك صعبة

كتب: إسراء سليمان

وزير الشؤون الإسلامية السعودي: الرئيس السيسي قائد مجاهد خاض معارك صعبة

وزير الشؤون الإسلامية السعودي: الرئيس السيسي قائد مجاهد خاض معارك صعبة

وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي واصفا إياه بالقائد المجاهد الذي تشهد مصر بقيادته الحكيمة تطوراً وازدهاراً ونماءً، والذي خاض المعارك الصعبة لبناء الوعي المجتمعي، وبناء الجمهورية الجديدة، ووضع مصر على خارطة العالم في الأمن والأمان والاستقرار.

وقال «إنه من دواعي سروري أن أكون بينكم في أعمال المؤتمر العام الثاني والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنعقد بمدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية جئت مشاركاً وأنا أحمل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحيات الشعب السعودي الذي يعتبر مصر بلده وداره ويكنّ لها الاحترام والتقدير».

ثوابت الدين والتعايش السلمي

وأكد الوزير آل الشيخ، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العام الثاني والثلاثون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنعقد بمدينة القاهرة، أن هذا المؤتمر، يؤكد على ثوابت الدين والتعايش السلمي وقيام الدول والمجتمعات على ركائز ثابتة في وجوب ترسيخ الألفة والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف تحت محاور مهمة في مشروعية الدولة الوطنية وعقد المواطنة والتسامح الديني ومكانة المرأة في الدولة المدنية وعقد المواطنة وأثره في الحماية الاجتماعية وتحقيق الأمن المجتمعي والسلام العالمي.

وأضاف: «يزداد المؤتمر أهمية في ظل الظروف الراهنة التي تهدد عقد المواطنة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية وبروز قوى ظلامية تحاول هدم الكيان وزعزعة الاستقرار وتغوير الهوية الوطنية القائمة على وحدة الانتماء للدين والوطن وهناك شاهد حي فيما يحصل في بعض البلدان العربية مثل اليمن السعيد الذي يعاني بسبب اختطاف الهوية الوطنية الإسلامية من مليشيات إرهابية تمولها وتدعمها إيران لتصدير الثورة الخمينية لجزيرة العرب والتوسع في البلدان العربية، مضيفا أننا اليوم كمسؤولين في الشأن الإسلامي يجب أن نقوم بدورنا الفاعل والمؤثر للتصدي والوقوف أمام الروافد والتدخلات في بلداننا العربية والإسلامية من قبل دول تصدر الإرهاب وتحاول تغيير معالم الهوية الوطنية في بلداننا لتصدير ايدلوجياتها القائمة على ثقافة القمع والعنف وتغيير الخارطة التاريخية لبلداننا العربية التي تعتز بعروبتها وإسلامها ومنهجها الشرعي الأصيل الذي يستمد قوته من التمسك بالثوابت الإسلامية التي تنمّي ثقافة الاعتزاز بالوطن وصدق الانتماء إليه».

وأكد على أن الواجب الشرعي الذي يجب القيام به أمام التارخ هو التصدي بالخطاب الدعوي والتوعوي والإرشادي لكل المنظمات والجماعات المتطرفة التي تتخذ من السياسة وسيلة للوصول لأهدافها التخريبية، مذكرا معاليه أن دين الإسلام هو دين رعاية العهود والمواثيق وحفظ الحقوق ولم تشهد البشرية نظاماً راسخاً يراعي هذه الحقوق ويفي بالعهود مثل دين الإسلام.

وأشاد آل الشيخ بإبراز المؤتمر لعقد المواطنة التي تعتبر من جملة العقود التي رعاها الإسلام ، واعتبر إبرازه في هذا المؤتمر عملا مباركا، خاصة لما لحقه من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وعدوان المعتدين ما سبب خللا في مفهومه عند بعض الناس واختطف من قبل جماعات حزبية حرفت مساره وغرست في الناشئة بعداً بينهم وبين أوطانهم وولاة أمرهم ليكونوا أدوات تخريب لا إصلاح ومشاريع إفساد وفرقة وقتل وتخريب لأوطانهم في مخالفة صريحة للنصوص الواضحة التي توجب رعاية العهد وحفظ حق المواطنة، مستشهدا بكلام الله سبحانه وتعالى «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود».

الوفاء بالعهد

وأضاف: دين الإسلام أوجب على المسلم أن يفي بالعهد وأن يحترم العقد وأن لا يغش ولا يغل ولا يغدر ولا يخون عهده وعقده مع كل من يتعامل معه وبنى الإسلام المجتمع على عهد وميثاق غليظ رعاية للمجتمع فأمرهم بلزوم الجماعة والتمسك بها كما قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)، ورتب على التمسك بالجماعة لزوم السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف إذا لا يمكن للناس أن يتدبروا أحوالهم وتستقيم شؤون دينهم ودنياهم بدون رأس يجتمع الناس عليه، ويسمعون ويطيعون له.

واستشهد آل الشيخ، بقول الله سبحانه وتعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، مضيفا أن الإسلام عظّم الإخلال بهذه البيعة أو نقض العهد فيها ففي الحديث (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).

وطالب بتأمل سيرة سيد البشر ــ عليه الصلاة والسلام ــ التي وجدت شديد العناية بهذا الأصل، والحث على رعاية العقود وتعظيم شأنها ومنها عقد المواطنة ، فقد أمر بلزوم الجماعة، حيث قال : (من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يفي لذي عهد فليس مني ولست منه).

ولفت: «نحن اليوم أمام جماعات لبست لباس الدين ، واستخدمت مصطلحات شرعية لتزّين للناس الباطل وتسعى لزعزعة اللحمة المجتمعية ونشر الفساد في الأرض بدعوة الناس لعدم احترام الوطن وهتك حقوق المواطنين والمقيمين وعدم احترام مشاعرهم الإنسانية تحت شعارات براقة، فنتج عن ذلك الدعوة للعنف والثورات والمظاهرات والقتل والخروج على الحكام وضياع حقوق المواطنة في كثير من البلدان التي استجابت لتلك الدعوات الخطيرة، كما هو الحال في بعض البلدان العربية».

وأكد على أن المملكة العربية السعودية تقدم نموذجاً فريداً في القيام بحق المواطنة واجتماع الكلمة على ولي الأمر والسمع والطاعة له بالمعروف وبناء مجتمع حيوي مزدهر يحافظ على الثوابت ويوازن بين المتغيرات حتى أصبحت المملكة العربية السعودية بفضل الله مضرب المثل في التقدم والأمن واجتماع الكلمة ووقفت صامدة في وجه الفتن التي حاولت زعزعة أمنها وتفريق وحدتها واجتماع كلمتها وشرخ كيانها والتي باءت بالفشل وردها الله مغلوبة كسيرة بفضله سبحانه ثم بفضل تمسكها بثوابت دينها واجتماع كلمتها على ولي أمرها في تجربة فريدة بحمد الله تعالى.

وفي ختام كلمته شكر الوزير الدكتور الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي واصفا إياه بالقائد المجاهد الذي تشهد مصر بقيادته الحكيمة تطوراً وازدهاراً ونماءً، والذي خاض المعارك الصعبة لبناء الوعي المجتمعي، وبناء الجمهورية الجديدة، ووضع مصر على خارطة العالم في الأمن والأمان والاستقرار، وكذلك شكر كل من رئيس الوزراء ووزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. الاستاذ الدكتور محمد مختار جمعة على دعوته الكريمة، شاكرا جميع المشاركين على إثراء هذا المؤتمر ومعولا على أن تكون مخرجاته نافعة للأمة جميعا.


مواضيع متعلقة