هل يحب الصالحون ابتلاء الله؟.. الدكتور «علي جمعة» يجيب

هل يحب الصالحون ابتلاء الله؟.. الدكتور «علي جمعة» يجيب
يظن البعض أنّ الصحابة والعارفين كانوا يحبون البلاء، ويحزنون إذا مر عليهم الوقت دون أن يصابوا بابتلاء، وأصبح هذا الظن واسع التداول بين الناس، ومن هذا المنطلق، نشر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، فيديو على صفحته الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يحسم الجدل حول هذا الأمر.
حالة العبد الضارعة مع الله
وقال الدكتور علي جمعة، إنّ الأمر في هذه المسألة لا يمكن حسمه، حيث أنّ الموضوع مرهون بالنوايا بين العبد وربه، وبناءًا على حالة العبد الضارعة مع الله عز وجل، موضحا: «المرض على سبيل المثال، يعيق العبد عن القيام ببعض العبادات، والتي تكون من العبادات الهامة، كالصلاة على سبيل المثال، لذا الأمر مرهون على النية»، وأكمل: «قد تكون النية هي اغتنام ثواب الابتلاء نتيجة الصبر، وهذا من كثرة حب الله عز وجل وهذا هو الجانب الإيجابي، أما الجانب السلبي، فهو الرغبة في الابتلاء بالمرض أو غيره من أجل التهرب من القيام بالعبادات الأخرى والتي تعتبر من أهم العبادات الواجب على العبد القيام بها».
فضائل الابتلاء
وفي هذا السياق، أوضح «جمعة»، فضل الابتلاءات، وكونها مكفرة للذنوب، فأكد أن للابتلاء 4 فضائل على العبد، حيث أنّ الله عز وجل ينزل الذنوب رحمة على العبد التقي والنبي والفاسق والكافر، وكافة أنواع البشر، وسبب نزول البلاء يختلف من عبد لآخر باختلاف طريقتهم في الحياة، فالمبتلى من الطائعين يكون بهدف رفع الدرجات، أما إذا كان من الفاسقين فيكون بهدف منح العبد فرصة للعودة إلى الله عز وجل.
وأشار علي جمعة إلى أن من فضائل الابتلاء على العبد هي كتابة الثواب، حيث أن الإنسان يُثاب على قدر تعبه ومشقته، مشيرا إلى قوله تعالى: «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا». (سورة الكهف\ آية 30).