معاناة أسرة تجني رزقها من الخردة والبلاستيك بالجيزة: نفسنا باب يتقفل علينا

معاناة أسرة تجني رزقها من الخردة والبلاستيك بالجيزة: نفسنا باب يتقفل علينا
على جانب أحد الشوارع بمنطقة أبو قتادة بالجيزة، فوق كوم من القمامة، يقف الرجل الخمسيني «عبد الحميد» بملابسه المتواضعة وصحته الضعيفة، وبجانبه زوجته التي لم تكن أحسن منه حالًا، ينهمكان في تفتيش الأكوام لجمع بعض قطع الخردة أو كميات من البلاستيك والكرتون لبيعها آخر اليوم للإنفاق على أبنائهما الأربعة.
بدأ الزوج عبد الحميد شاكر، 50 سنة، يحكي في حديثه لـ«الوطن»، أنه تعود جذوره العائلية إلى صعيد مصر حيث مركز البلينا محافظة سوهاج، وقد ذهب صغيرًا مع أسرته للعيش بمحافظة الجيزة، مُضيفًا أنه يعيش الآن بأحد شوارع منطقة أبو قتادة رفقة زوجته وأبنائه الأربعة: «عندي أحمد 18 سنة، ومحمد 16، وآيات 8، وآخر حاجة آدم عنده سنة ونص»، وأنهم يعيشون في غرفتين بسيطتين يدفع لهما قرابة الـ 700 جنيه شهريًا كإيجار وفواتير مياه وكهرباء.
لجوء الزوجين للعمل في أكوام القمامة
مع ضيق الحال، ومعاناة الزوج من بعض المشاكل الصحية تمثلت في ضعف نظره وتهاون عام في صحته بسبب إصابته بمرضي الضغط والسكر، قرر أن يلجأ إلى أكوام القمامة ليرافقها طوال اليوم، حيث يبدأ رحلة عمله صباحًا بالتنقل رفقة زوجته على الشقق يجمعان منها أكياس القمامة، ومن ثم وبعد ساعات طويلة يستقران للتفتيش فيما جمعاه أملًا في العثور على قطع من الخردة والبلاستيك لبيعها بعض المال: «بنفضل طول اليوم ندَّور وبعد العشا بنروح أنا ومراتي نبيع في المترو»، وفقًا لـ«عبد الحميد»، الذي أوضح أن ابنه «أحمد» يعمل في محل لبيع الفراخ، و«محمد» يتولى رعاية أشقائه الصغار في المنزل لحين عودتهم.
«الزوجة»: نفسنا باب يتقفل علينا وننام متطمنين
التقطت أطراف الحديث الزوجة فاطمة عبدالعزيز، 40 سنة، التي أوضحت أن الله أكرمها بصحة جيدة تتمكن معها من تحمل مشاق العمل، وأنها تشعر بالرضا الشديد، مُضيفة أنهم يتمنون فقط لو حصلوا على شقة يعيشون فيها بشكل آدمي ويطمئنون على أبنائهم: «بنتي بكره وبعده هتكبر وأنا بدأت أخاف عليها، إحنا نفسنا في شقة لوحدنا وباب يتقفل علينا وننام متطمنين».