«أم دنيا» أول سيدة تتحدى العادات في الوادي الجديد وتعمل بالجزارة

«أم دنيا» أول سيدة تتحدى العادات في الوادي الجديد وتعمل بالجزارة
في سوق اللحمة بمدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد، تقف سيدة تظهر على ملامحها علامات الشقاء والعناء التي رسمتها تجاعيد الزمن، ترتدي خمارا وعباءة وتمسك سكينا، أمامها منضدة عليها وعاء كبير مليء بأجزاء من اللحوم، تقف في وسط السوق ومن حولها الرجال، وهو شيء غير مألوف بالنسبة لمجتمع الواحات المغلق.
«أم دنيا» تتحدي العادات والتقاليد
بدأت «أم دنيا»، العمل في الجزارة منذ 33 عاما، حينها كان عمرها 7 أعوام، إذ نشأت في منزل يعمل أهله في مهنة الجزارة: «اتعلمت مسكة السكين من وأنا صغيرة، توقفت 17 عاما عن ممارسة المهنة حتى أصيب زوجي بمرض شديد، وهو عامل بأحد المصالح الحكومية، واستلف من البنك بسبب مرضه، ولم يتبقي من مرتبه شيء حتى نصرف على أولادنا، وقررت وقتها العودة لمهنتي ومهنة أجدادي».
اقرأ أيضا المعلمة سماح.. 30 سنة جزارة و«بريمو» ذبح الأضاحي بالفيوم «فيديو»
«أنا ست بـ 100 راجل»
لم تعرف «أم دنيا»، مهنة غير الجزارة، في البداية قررت تجميع ما يعرف شعبيا بـ «حلويات اللحوم»، وهي عبارة عن فشة وكرشة وممبار وكوارع: «بقيت أقف بيهم في سوق اللحمة وهو من أصعب الأماكن التي يمكن للسيدات أن تقف فيها خاصة أن جميع البائعين من الرجال».
تغيرت ملامح السيدة وهي تحكي عن المضايقات التي تعرضت لها، وعلى الرغم من ذلك فهي مستمرة في العمل لسنوات من أجل تربية أبنائها: «أي سيدة يمكنها الحصول على النقود بمنتهى السهولة، وسط الإغراءات والعروض التي تقدم لها، ولكني رفضت كل ذلك وبدأت في صد تلك الإغراءات من أجل لقمة العيش الحلال».
اقرأ أيضا "ملك" جزارة في مدرسة لغات.. ورثت المهنة وتساعد جدها: فخورة بنفسي
مهنة شاقة
مهنة «أم دنيا» شاقة للغاية وتحتاج إلى الاستيقاظ منذ الصباح الباكر للذهاب إلى المذبح وشراء «حلويات اللحوم»: «بقف في وسط سوق مدينة الخارجة، وكل بياعين اللحمة هنا بقوا إخواتي وأهلي اللي أجبرتهم علي احترامي».
وتكشفت «أم دنيا»، أن هناك من لا يراعي ضميره في بيع الممبار والكرشة الفاسد، مؤكدة أن أي تغير في لون الممبار عن اللون الأبيض مثل الأسود أو الأصفر يعني أنه فاسد، وبالنسبة للكرشة والفشة إذا ظهرت رائحة غير مقبولة فهي فاسدة.
«أولادي فخورين بي.. وأحلم بمنفذ للبيع»
أكدت «أم دنيا»، أن أبنائها دائما فخورين بها، معبرة عن أمنيتها في أن تحصل على فرصة توفر لها منفذ بيع صغير يوفر لها ولأولادها حياة كريمة: «أنا معايا شهادة محو أمية، وراضية بحياتي وبحمد الله على نعمة الصحة وأبنائي وبتمنى يحققوا أحلامهم».