رحلة الطفل ريان بين ظلمتي البئر والقبر.. أيام الأنفاس المحبوسة (تايم لاين)

كتب: إيمان الكلاف

رحلة الطفل ريان بين ظلمتي البئر والقبر.. أيام الأنفاس المحبوسة (تايم لاين)

رحلة الطفل ريان بين ظلمتي البئر والقبر.. أيام الأنفاس المحبوسة (تايم لاين)

يوم الثلاثاء الماضي، كانت الأجواء هادئة في إجران، إحدى قرى إقليم شفشاون شمالي المغرب، قبل أن تصاب أسرة الطفل ريان، بحالة من الحيرة والقلق، بعد اختفاء مفاجئ لصغيرهم الذي لم يتخط من العمر 5 أعوام، لكن محاولات البحث لم تشفع لتهدئة روعهم، إذ أصبحوا أمام السيناريو الأسوأ: سقوط الطفل في البئر المجاورة لمنزلهم.

الطفل ريان في البئر.. السيناريو الأسوأ يتحقق

على الفور استغاثت الأسرة، بالسلطات المحلية والجهات المختصة، لنجدتهم وإنقاذ الطفل ريان، بعدما ضاقت الاحتمالات بهم على فرضية سقوطة في البئر، وبالفعل تأكدت تلك الفرضية، بالتأكد من أن الصغير انفلت إلى داخل النفق الضيق، وعلق عند مسافة 32 مترا من البئر البالغة عمقها نحو 60 مترا.

مأزق الوصول إلى الصغير.. الحل «تحريك الجبل»

ضيق قطر البئر، جعل الإنقاذ عبر فتحتها مباشرة مستحيلة، وبالتالي تعقدت العملية، وبدأ البحث عن حلول خارج الصندوق، فلم يكن أمام مسؤولي الإنقاذ حلا سوى سباق الزمن، في الوصول إليه عبر طريق موازيا، من خلال حفر رأسي للبئر بآلات ميكانيكية، ثم حفر فجوة رأسية عند أقرب نقطة من موقع ريان داخل النفق، في عملية شبهت إعلاميا وجماهيريا بـ«تحريك الجبل».

ترقب عالمي وصلوات.. آمال مصحوبة بالجدل

حظيت واقعة الطفل ريان، بتفاعل عربي وعالمي غير مسبوق، بعدما تجاوزت قصته حدود المغرب، وسط آمال ودعوات وصلوات في شتى بقاع الأرض بإخراج الصغير، وإعادته إلى أحضان والديه، وزاد الترقب بعد تأكد فرق الإنقاذ بأنه ما زال على قيد الحياة، وسط جدل حول الوسائل المستخدمة من قبل رجال الوقاية المدنية، في محاولات إنقاذه، بعد مرور نحو 48 ساعة دون نتيجة.

تصوير ريان.. ما زال يتنفس ومحاولة تسلل فاشلة

صباح الخميس الماضي، ربطت فرق الإنقاذ هاتفا مع حبل، وأنزلته إلى قعر البئر، حيث أظهر الفيديو الملتقط، أن الطفل ريان، ما زال حيا يقاوم، ويجلس في وضعية سليمة رغم ضيق الحفرة، وسرعان ما زودت قوات الحماية المدنية، الصغير بالأكسجين والماء، لكنها لم تتأكد من أنه استعملها، بحسب ما نقلته العربية عن وسائل إعلام مغربية.

وفى نفس اليوم، تطوع أحد شباب المنطقة بالنزول إلى البئر، لكنه وصل إلى مسافة 20 مترا فقط، لضيق المكان وصعوبة التنفس، خاصة أنه القطر يزاداد ضيقا مع مزيد من التعمق، لهذا طلب الخروج سريعا.

مخاوف انهيار التربة.. الأمل بيد رجال الحفر اليدوي 

تداولت وسائل الإعلام المحلية والعربية، مساء الخميس، معلومات تفيد بأنه لم يتبق للسلطات سوى حوالي 10 أمتار، للوصول إلى الطفل ريان، على عمق 32 مترا في حفرة البئر ، وساد اعتقاد بأن العملية اقتربت من نهايتها، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث استعانت السلطات المغربية، بالجرافات الكبيرة لحفر المنطقة المحيطة بالبئر.

تباطؤ عملية الحفر، أرجعته السلطات، إلى طبيعة الأرض الصخرية، التي كان يحفر فيها عمال الإنقاذ، حيث تعمل الجرافات الكبيرة للحفر الأفقي، بدلا من العمودي للحفاظ على حياة الطفل، لكن طبيعة التربة والأرض صعبت المهمة، لذا لجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طيلة يومين، بسبب مخاوف من انهيار للتربة.

وتجمع المئات من المواطنين، لدعم رجال الإنقاذ في مهمتهم التي واصلوها ليل نهار، وترقبا لعملية إخراج الطفل ريان، فيما تطوع آخرون للمشاركة في عملية الحفر، على رأسهم «عم علي»، الذي قاد جهود حفر النفق الأفقي الموازي للبئر، الذي نال بسبب جهوده الكبيرة، شعبية واسعة في العالم العربي.

الساعات الأخيرة لرحلة الوصول.. تحركات تربك الحسابات

ظلت محاولات الإنقاذ مستمرة حتى مساء يوم السبت الماضي، الأنفاس محبوسة حول العالم، الجميع يترقب في الأرض وعبر الشاشات، لا صوت يعلو فوق الدعاء، تحركات فرق الإنقاذ والسلطات الأمنية في محيط موقع الحفر، تبشر بقرب انتهاء العملية، وخروج الصغير من النفق، بعد 5 أيام وحيدا في ظلمته، وصلت أنباء متباينة عن حالته الصحية، والحديث عن سيناريوهات ما بعد الخروج.

بالفعل بدأ الإعلان عن وصول فرق الإنقاذ إلى الصغير، وقيام فرق الإنعاش بتجهيزه داخل النفق، قبل إخراجع عبر نقالة،  حتى نجحت فرق الإنقاذ أخيرا، وبعد ساعات من القلق الشديد، في إخراج الطفل المغربى ريان، من داخل النفق عبر نقالة، إلى سيارة إسعاف كانت تنتظره قرب موقع الخروج، ثم نقل إلى طائرة مجهزة للإنعاش، لسرعة نقله إلى المستشفى، مع أخبار نقلتها وسائل الإعلام المحلية والعربية، بينها هسبريس المغربي، وسكاي نيوز، والحدث، عن أن المعلومات تشير إلى أن ريان أصيب بكسور إثر سقوطه داخل البئر من ارتفاع شهيق.

فرحة انتهت بصدمة بعد دقائق.. ريان مات

بعد 5 أيام قضاها الطفل ريان، حبسيا في البئر العميقة، ووسط فرحة الملايين حول العالم بخروجه، قطع بيان عاجل من السلطات المغربية، حالة السعادة العارمة، بإعلان صادم، في بيان مقتضب، أكد وفاة الطفل، وأن وملك المغرب محمد السادس، أجرى اتصالا هاتفيا لوالدي الطفل، وقدم لهما العزاء.

وما زالت المتابعات والتعاطف حول قضية الطفل ريان مستمرة، وسط انتظار لتشييع جثمانه الأخير بمسقط رأسه، إذ أفادت وسائل الإعلام المغربية، بأن جنازة الصغير، ستكون شعبية مهيبة، نظرا لحالة التعاطف الشديدة التي صاحبت أيامه الأخيرة منذ إعلان خبر سقوطه في البئر، حتى إخراجه، وإعلان وفاته، وسط ترقب لموعد ومكان دفنه.


مواضيع متعلقة