مسنة تسكن الشارع منذ 12 عامًا و«نفسها في معاش»: زوجي سابني ومعرفش عنه حاجة

مسنة تسكن الشارع منذ 12 عامًا و«نفسها في معاش»: زوجي سابني ومعرفش عنه حاجة
أسفل أحد الكباري بحي الدقي، وخلف قفص خشبي تعتليه مجموعة من الكمامات وعلب المناديل، تجلس «ليلى»، سيدة في العقد التاسع من عمرها، وهي تحاول الالتفاف ببطانية مهترئة تحتمي بها من قسوة الشتاء، التي لجأت إلى الشارع منذ نحو 12 عامًا، إذ لا زوج لها ولا ابن، كما حُرمت أيضًا من الحصول على أي معاش.
بصوت حزين فاقد للأمل ويغلبه الضعف، بدأت ليلى إبراهيم، 81 سنة، تروي في حديثها لـ«الوطن»، أنها من أبناء محافظة القاهرة تحديدًا حي الخليفة، إلا أنه لم يزد عن كونه عنوانًا مدونًا على البطاقة الشخصية؛ إذ أنها منذ أكثر من 25 عامًا وهي تتنقل للعيش من مكان لآخر ومن أسرة رحيمة تتصدق عليها إلى أخرى، بعدما تركها زوجها دون أن تعلم وجهته: «معرفش هو حي ولا ميت ومعنديش أولاد».
لجوء السيدة المُسنة إلى الشارع منذ 12 عاما
بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها السيدة المُسنة، إلا أنها لم ترد أن تعيش عالة على غيرها، ما جعلها منذ 12 عامًا، تلجأ للخروج إلى الشارع لتبيع المناديل والكمامات؛ أملًا أن يشتري منها أحدٌ أو يعطف عليها ببعض الجنيهات تجد من خلالها ما تأكله آخر اليوم: «مينفعش أتقل على الناس في بيوتها، واللي مش هيتكلم في وشك هيتكلم في ضهرك»، هكذا قالت «ليلى»، مُضيفة أنها تظل في الشارع حتى المساء وتذهب بعد ذلك للبحث عن أي مكان يأويها خلال ساعات الليل.
«ليلى»: الموظفة قالت لي ملكيش معاش لأنك كبرتي
لم تتوقف معاناة «ليلى» عند حد العمل في الشارع وهي في مثل تلك السن والظروف الصحية، وإنما حُرِمت أيضًا من الحصول على معاش: «لما رجت اطلع كارنيه بائع متجول حاولت أعمل ورق المعاش بس الموظفة مرضيتش وقالت لي أنتي كبرتي»، مُضيفة وهي تتساءل بحزنٍ عّمَّن يحتاج أكثر إلى المعاش.. صغير السن القادر على العمل أم المُسن المريض ولا يجد مكانًا يأويه؟، وتستكمل كلامها وهو تتمنى فقط أن تجد غرفة تصون سنها وتحميها من الشارع وأن تجد معاشًا تعول به نفسها.