«فورين بوليسي»: الرئيس الصيني غيّر سياسات بلاده تجاه الشرق الأوسط

كتب: محمد البلاسي

«فورين بوليسي»: الرئيس الصيني غيّر سياسات بلاده تجاه الشرق الأوسط

«فورين بوليسي»: الرئيس الصيني غيّر سياسات بلاده تجاه الشرق الأوسط

ذكرت مجلة «فورين بوليسي»، الأمريكية، أنّ الرئيس الصيني «شي جين بينج»، نجح في تغيير سياسة بلاده تجاه منطقة الشرق الأوسط، وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أنّ الشهر الماضي، شهد استضافة الصين وزراء خارجية عدد من دول الخليج لاكتشاف سبل الارتقاء بالعلاقات وتعميق التعاون الأمني، وبعد أيام قليلة، وصل وزير الخارجية الإيراني إلى بكين لمناقشة اتفاقية خاصة بالاستثمار والأمن بقيمة 400 مليار دولار للتخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني.

بكين تتخلى عن حذرها في سياستها تجاه الشرق الأوسط

وتابع التقرير أنّ الصين استقبلت الزيارات للتدليل على سياستها للمسافات المتساوية تجاه اللاعبين الإقليميين المعنيين، لكنها أيضًا تعبير عن كيفية تغيّر السياسة الصينية تجاه الشرق الأوسط بشكل كبير في عهد الرئيس الصيني «شي جين بينج».

تقليديا، كانت بكين حذرة من التورط في منطقة وصفها باحث صيني ذات مرة بأنّها «مقبرة فوضوية وخطيرة تدفن الإمبراطوريات»، ولكن في عام 2014 ، تعهد «شي جين بينج»، بمضاعفة التجارة مع منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2023، وأصبحت الصين أكبر مستورد للنفط الخام ، حيث يأتي نصفه تقريبًا من الشرق الأوسط ، وبرزت كأكبر شريك تجاري للمنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية .

الصين تتحرك في مجال التنمية

وأوضح التقرير أنّ بكين وسعت بصمتها ببطء ولكن بثبات مع إصرارها على الظهور كشريك إنمائي في المنطقة التي تعاني من الأزمات، ففي منتصف يناير، أطلقت بكين العنان لقوتها الناعمة عندما أعلنت عن بناء آلاف المدارس ومراكز الرعاية الصحية والمنازل التي دُمرت في صراعات العراق.

ووفقًا لمسؤولين عراقيين، يحتاج العراق إلى ما مجموعه 8 آلاف مدرسة لسد الفجوة في قطاع التعليم، وقررت الصين بناء الجزء الأكبر من تلك المدارس بنحو 7 آلاف مدرسة، للمساعدة في تعليم ملايين الأطفال، كما ستبني ما يقرب من 90 ألف منزل في مدينة الصدر، مع تحسين الصرف الصحي في بغداد، وبناء مطار في الناصرية، و1000 عيادة رعاية صحية في جميع أنحاء البلاد.

الصين تقدم السلام التنموي على المفاهيم الغربية

ونقل التقرير عن سون ديجانج، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة فودان، أنّ الصين قدمت السلام التنموي على المفهوم الغربي للسلام في الشرق الأوسط، وأضاف أنّ بكين تعتقد أنّ المجتمع الدولي يجب أن يركز على تقديم المساعدة الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها للمنطقة بدلا من تصدير أفكار غير ملائمة، وفي قلب هذه السياسة يكمن اعتقاد «شي جين بينج»، بأنّ الصين، وليس الولايات المتحدة ، يجب أن تكون القوة العظمى في العالم، فالتحدي الصيني الدؤوب لموقف الولايات المتحدة استراتيجي لكسب قلوب وعقول الصينيين أولا.


مواضيع متعلقة