السوق الآسيوية تستحوذ على 60% من صادرات الدول الخليجية للنفط

كتب: مارينا رؤوف

السوق الآسيوية تستحوذ على 60% من صادرات الدول الخليجية للنفط

السوق الآسيوية تستحوذ على 60% من صادرات الدول الخليجية للنفط

تأثرت أسعار النفط بالتوترات السياسية بدلًا من العوامل الطبيعية المؤثرة فيها منذ بداية العام الحالي 2022، إذ أدت المخاوف من وجود مواجهة بين قوى الناتو بقيادة الولايات المتحدة وروسيا حول مستقبل أوكرانيا، وتسبب ذلك في دفع أسعار النفط الخام إلى ما يزيد على 90 دولارًا للبرميل.

دفع أسعار النفط الخام إلى ما يزيد على 90 دولارًا للبرميل

وتزدادا المخاوف في الأسواق العالمية خاصة مع انخفاض فائض الطاقة العالمية بعد أزمة روسيا ثاني أكبر منتج للنفط مع أوكرانيا، حيث يجد المنتجون الرئيسيون للنفط في منطقة الخليج أنفسهم مرة أخرى في موقع رئيسي لضمان تلبية الطلب العالمي من خلال العرض الوافر، خاصة وأن منتجي النفط الخليجيين يصدرون بالفعل حوالي 60٪ من خامهم الشرقي لتغذية الأسواق الآسيوية إلى جانب غالبية غازهم الطبيعي المسال.

وخلال المائدة المستديرة في منتدى الطاقة الإماراتي جلف إنتليجنس والتي جاءت تحت عنوان «الخليج في الجغرافيا السياسية العالمية: التنقل في منافسة القوى العظمى» تمت مناقشة كيفية استجابة منتجو الخليج للأزمة الحالية بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا.

وقال جوناثان فولتون، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة زايد  إنَّ العالم يعيش حاليا فترة انتقالية في العلاقات الدولية، حيث تتعرض فترة ما بعد الحرب الباردة للهيمنة الأمريكية لتحديات القوى العظمى الصاعدة.

وأضاف «فولتون»، أنَّه في عام 2008 قررت روسيا ممارسة دور أكثر نشاطًا، فبدلاً من التصرف في الغالب كمتابع ، فإنها ستضع جدول الأعمال لنفسها، وبصرف النظر عن التدخلات في سوريا وليبيا، والشرق الأوسط، شهدت روسيا الأكثر نشاطًا تحالفًا اقتصاديًا استراتيجيًا رئيسيًا مع منتجي النفط من خلال مجموعة منتجي «أوبك +»، والتي جعلت سياسة إنتاج النفط لديها متوافقة مع سياسات دول الخليج الرئيسية و حلفاء الولايات المتحدة التقليديون بقيادة المملكة العربية السعودية. 

10 ملايين برميل إنتاج روسيا من النفط يوميا

ولفت إلى أنَّه مع إنتاج النفط في روسيا الحالي البالغ 10 ملايين برميل في اليوم، يسيطر تجمع المنتجين حاليًا على 45٪ من الإمداد العالمي، مما يمنحه قوة هائلة للتأثير على الأسعار.

وسلط التعافي الاقتصادي السريع للصين من كوفيد 19 الضوء على أهمية أوبك+ بالنسبة لبكين لضمان استقرار أسعار الطاقة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومع ذلك كانت الحكومة الصينية مترددة حتى الآن في التعدي على مجال النفوذ الاستراتيجي الذي يحتفظ به الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

وأشار «فولتون» إلى أنَّ الصين أصبحت أكثر راحة في تحدي الولايات المتحدة بعدة طرق، مضيفًا أن مفهوم الحرب الباردة للغرب أصبح الآن «فكرة متعبة» بسبب الاختلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين بين الولايات المتحدة.

وقال فولتون إن سياسة التركيز على الصين وروسيا باعتبارهما من التهديدات الرئيسية، التي بدأت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استمرت في ظل إدارة بايدن، مضيفًا أن هذا التغيير أثار عددًا من التحديات الاستراتيجية لدول الخليج.

وأوضح أنَّ ذلك أدى إلى زيادة «الخوف من الهجر» بين دول الخليج التي بدأت الآن في التساؤل عن الضمانات الأمريكية للدفاع عن المنطقة ضد كل التهديدات المستقبلية، على الرغم من أهميتها لاستقرار إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والأسعار.


مواضيع متعلقة