«محمد» طفل أزهري تحدى الإعاقة بحفظ القرآن: «متتنمروش عليا أمي بتزعل»

كتب: إسراء سليمان و إسلام لطفي

«محمد» طفل أزهري تحدى الإعاقة بحفظ القرآن: «متتنمروش عليا أمي بتزعل»

«محمد» طفل أزهري تحدى الإعاقة بحفظ القرآن: «متتنمروش عليا أمي بتزعل»

طفل موهوب من ذوي الهمم، يتمتع بصوت عذب جميل، يتلو به القرآن الذي يحفظ منه الكثير وينشد به الأناشيد والابتهالات، جذب زوار جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فما أن بدأ بتلاوة القرآن وينشد الابتهالات حتى احتفى به الزوار؛ لاعتزازهم بهذا الطفل النابغة العبقري. 

قصة حياة الطفل

تحكي والدة الطفل الأزهري محمد أحمد سيد، البالغ من العمر 8 سنوات، أن العائلة مرت طوال تلك السنوات بإحباط كبير من قبل الأطباء، الذين أجمعوا على صعوبة أن يعيش نجلها ولو لأسبوع واحد؛ إذ ولد الصغير بدون عينين أو أنف، وأيضًا كان لديه ثقب في القلب.

«قالوا لي ريحي نفسك مش هيعيش وخلفي غيره»، كلمات وجهها الأطباء للأم، ولكنها ظلت بجانب نجلها هي ووالده حتى كبر ولم يغفلوا يومًا عن علاجه، صابرين وراضيين بما أراد الله، ليتغير حال الطفل ويصبح بحق نعمة كبيرة من الله.

وأضافت الأم، أنه مع الوقت أصبح محمد يعطينا كل يوم درسًا وعبرة، وخصوصا مع مواجهته الكثير من التنمر، كاشفة عن أصعب المواقف التي واجهتها: «عدم قبول أي مدرسة له ورفضهم رفضا قاطعا لنجلها، متعللين بعلل كلها تحمل تنمر أو شفقة»، وكثير ما ناشدت الجميع وكل المسؤولين، بأن يساعدها أحدهم في إقناع أي مدرسة لإلحاق ابنها، ولكنها محاولات باءت بالفشل، لتفقد الأمل تماما خاصة وأن الصغير تجاوز سن المدرسة بعامين.

وتابعت الأم: «ولكن يشاء الله أن يثلج قلبي ويملأ الفرح أسرةً صابرةً وراضية، فيجمعني لقاء بمعلمة من الأزهر الشريف فأخبرتها بمأساتي بعدم استطاعتي أن ألحق نجلي بالدراسة لتقول لها: الأزهر بابه مفتوح ولم ولن يغلقه أبدا في وجه أحد، وفوجئت في المساء باتصال هاتفي من أحد المعلمين بالأزهر، يطلب مني إحضار ورق نجلي لإلحاقه بالأزهر الشريف، فكانت المفاجأة الأجمل والهدية الأرقى، موجهة الشكر للأزهر الذي حقق حلم حياتها بقبول نجلها».

مساعدة الأم لطفلها

أما الطفل الأزهري محمد فيقول: والدتي كانت تعطيني الهاتف وبعض أجهزة الصوت موجود عليها القرآن، فتعلمت تشغيل هذه الأجهزة وبدأت أحفظ من خلالها القرآن وبعض الابتهالات والأناشيد الدينية والوطنية.

 وعن أمنياته، قال: «أحلم بأن أكون منشدًا وقارئًا للقرآن الكريم، وأرجو من الجميع ألا يتنمروا عليَّ، لأن ذلك يحزنني ويحزن والدتي.. أنا إنسان مثلكم».


مواضيع متعلقة