بروفايل| "الفاروق عمر".. ألد أعداء الإسلام وحامي حمى المسلمين

كتب: أحمد ناجي

بروفايل| "الفاروق عمر".. ألد أعداء الإسلام وحامي حمى المسلمين

بروفايل| "الفاروق عمر".. ألد أعداء الإسلام وحامي حمى المسلمين

ثاني الخلفاء الراشدين، ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي، وأكثرهم تأثيرًا ونفوذًا، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. عمر بن الخطاب العدوي القرشي، ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة، وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر "العاقر" سابقًا. نشأ في قريش، وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة، عمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته، وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر، وكان يحضر أسواق العرب "سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز"، فتعلم بها التجارة، التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة، فرحل صيفًا إلى بلاد الشام، وإلى اليمن في الشتاء. كان عمر بن الخطاب من ألد أعداء الإسلام وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين، وكان غليظ القلب تجاههم، حيث كان يعذِّب جارية له علم بإسلامها من أول النهار حتى آخره، ثم يتركها نهاية الأمر، ويقول: "والله ما تركتك إلا ملالًة"، ومن شدة قسوته جنّد نفسه يتبع محمد أينما ذهب، فكلما دعا أحدًا إلى الإسلام، أخافه عمر، وجعله يفر من تلك الدعوة. عاش أمير المؤمنين صراعًا نفسيًا حادًا، وحدثه قلبه بأن المسلمين قد يكونون على صواب، حيث ثباتهم وتمسكهم بما يؤمنون به رغم التعذيب، غير أن محمدًا ليس عليه من الشبهات شيء، فهو الصادق الأمين باعتراف أعدائه من القرشيين، ووضع أيضًا بعين الاعتبار أن هذا الدين قسم مكة إلى نصفين، فأراد أن يخلص قريش من هذا الدين بقتل محمد، ولكنه رجع عندما علم أن أخته دخلت الإسلام، فذهب لينتقم منها، ولكنه قرأ صحيفة مكتوب فيها أول 6 آيات من سورة "طه"، فاهتز عمر وقال: "ما هذا بكلام البشر"، وأسلم، ولإسلامه روايات أخرى. تولى الفاروق الخلافة، بعد موت أبو بكر، وذلك عندما تعفف الصحابة عن الخلافة، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤوليتها، فسأل أبو بكر أصحابه عن عمر، وبعدها استعدى عثمان بن عفان للمرة الثانية، فقال له "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..."، ولكنه أغمى عليه في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيرًا"، وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله". كان لابن الخطاب مسيرة طويلة في فتح الشام، الذي بدأ في عهد أبي بكر، وفتح كامل العراق وفارس، ومصر وبرقة وطرابلس، وفي عهده ازدهرت أقاليم الدولة الإسلامية، ونظم الجيش، وهو أول من أنشأ حبسًا خاصًا بالمتهمين، وكان قاضيًا عادلًا بين الناس. ويوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هجرية، و7 نوفمبر عام 644 ميلادية، اُغتيل الخليفة بعد أداء حجته الأخيرة، عندما عاد إلى المدينة المنورة، طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وحُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه، وذلك قبل طلوع الشمس. حاول المسلمون القبض على القاتل، فطعن ثلاثة عشر رجلًا مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك، ألقى رداءً كان معه على أبي لؤلؤة، فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة، فطعن نفسه منتحرًا.