هل سلب الإسلام حقوق المرأة؟.. الشعراوي يوضح في كتابه «فتاوى النساء»

هل سلب الإسلام حقوق المرأة؟.. الشعراوي يوضح في كتابه «فتاوى النساء»
يزعم البعض، أن دين الإسلام سلب المرأة حقوقها، وحرمها الحرية، ما نتج عنه التبعية للغرب والتأثر بهم، نتيجة إيمان البعض بأن الغرب وطن التمتع بالحقوق والحريات، عوضا عن حوارات التأثر والتحرر، التي لا تخلو منها أي نقاشات في الفكر العربي الإسلامي الحديث، والرغبة الدائمة في أن تقلد ما تتبعه الدول الغربية من عادات وطرق للحياة اليومية، وكثيرا ما نلاحظ، أن خطابات حقوق الإنسان والمرأة والطفل وغيرها، لا تخلو من المقارنة بين الدول الغربية، ويعتبرها البعض، المنبع الرئيسي لحقوق المرأة.
حق المرأة في الاحتفاظ باسمها
كان للشعراوي رأي آخر، فهو يرى أن العالم العربي الإسلامي يحرص حرصا كبيرا على حقوق المرأة، وهذا ما أكده إمام الدعاة الراحل، في موسوعته «فتاوى النساء»، حين لفت إلى أن المرأة في أوروبا، حين تتزوج تنسب إلى زوجها، فيتم تجريدها من اسمها واسم والدها، ولا يحق لها الاحتفاظ به، فتنادى باسم زوجها «مدام فلان».
أما في الإسلام، فعرفنا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمائهن الكاملة، وقال الشعراوي في كتابه: «لكن في الإسلام زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو أشرف الخلق وتتشرف بالنسبة إليه أية امرأة، لم يقولوا «مدام محمد بن عبد الله»، لم يقولوا «زوجة محمد»، لكنهم قالوا «عائشة بت أبي بكر، حفصة بنت عمر، زينب بنت جحش»، رضي الله تعالى عنهنَّ أجمعين، احتَفَظْنَ بأسمائهنَّ وأسماء آبائهنَّ.
لكل امرأة كافل شرعي
كما أوضح الشعراوي، أن حرية المرأة في الدول الأوروبية اكتسبتها بسبب الحروب، ففي هذه الحقبة، تم تجنيد الذكور، فاحتاجوا إلى المرأة تأخذ محلهم في العمل المدني، فمن هنا تم اعطاءها بعض الحقوق من أجل الاستفادة من انتاج عملها.
كما أشار الشيخ الشعراوي في كتابه، إلى أن الإسلام منح المرأة الحق في أن يلبى لها كل ما تحتاج إليه لتعيش أنثى مكرمة، فألزم أن يكون لكل امرأة كافل شرعي، يتكفل بها، مؤكدا أنه يوجد في أوروبا، ممن ينفقن على أنفسهم وعلى أولادهن عشرات الملايين، مما يوضح أن نساء الإسلام يتمتعن بحقوق لا تتمتع بها النساء الأخريات في العالم.
سبب عدم مطالبة الغربيات بالمساوة
وقال الشعراوي في كتابه: «وُجد في أوروبا عشراتُ الملايين من الأيامى المحرومات الحياة الزوجية، ومنهنَّ من يُنفِقنَ على أنفسهنَّ وعلى أولادٍ لهنَّ شرعيِّين وغير شرعيِّين، فمصائبُ النساء ورَزَاياهنَّ في تلك البلاد بالنسبة إلى مجموعهنَّ أعظمُ من رَزَاياهنَّ في البلاد التي فُتن نساؤها بتقليدهنَّ في الخلاعة والإباحة وطلب مساواة الرجال، وأولئك لم يَطلُبنَ هذه المساواةَ بالرجال في كل شيء إلا لأن الرجال قد حرَموهنَّ حقوقهنَّ الإنسانية التي قررها الإسلام».
وأضاف: «لو علم نساءُ الإفرنج في العالَمَين القديمَ والجديدَ أحكامَ الشريعة وآدابَها، ودُوِّنَت لهنَّ بصورة قانون تَظهَر به مزاياها لَأَلَّفْنَ الأحزابَ والجمعيات للمطالبة بها وإنقاذ الحضارة من فتنة في الأرض وفساد كبير بيَّنَّاه في هذه الرسالة».