"خفير الدرك" يتفوق على "القوات الخاصة".. المكان واحد والزمان اختلف

كتب: محمد متولي

"خفير الدرك" يتفوق على "القوات الخاصة".. المكان واحد والزمان اختلف

"خفير الدرك" يتفوق على "القوات الخاصة".. المكان واحد والزمان اختلف

شوارع شبه فارغة، إشارات مرور لم تشهد تكدسا أبدًا، يقف أمامها جندي لا يجد سيارات لينظمها، كثافة سكانية لم تتجاوز الـ10 ملايين مصري، وخفير يتولى السهر على راحة المواطنين وعدم اقتراف أية حالات سرقة أو قتل. خفير الدرك، فرد برز في الستينات بشوارع مصر جميعها، ممسكًا بـ"صفارة"؛ مرتديًا زي الشرطة القديم؛ ممركزًا أعلى بطنه "آيش"، يعرف سكان المنطقة فردًا فردًا، يقدم المساعدة وقت ارتكاب السرقات ليمسك بالسارق ويقتاده إلى قسم الشرطة، ويمضي إلى طريقة سبيلًا. قديمًا كان خفير الدرك قادرًا على منع وقوع أي جريمة بصيحة واحدة يطلقها وهي "ها.. مين هناك"، والتي كان لها صدى قوي في ذلك العصر، والتي أغنت الحكومة عن إقامة المتاريس أو إغلاق أي شارع من شوارع الدولة، ليحقق وحده الأمان الذي لم يستطع القوات الخاصة تحقيقه بعد انتشار الإرهاب في مصر، وفتك ببراثن غادرة منشآت حيوية وشرطية هامة. سنوات فاصلة شهدت تفوق "خفير الدرك" على قوات الأمن الحديثة بمختلف ألقابها، جسدها تطور الجرائم، يرى اللواء إيهاب يوسف الخبير الأمني أن تطور مفهوم الجريمة ليس له علاقة بالثورات التي شهدتها مصر، ولكنها مشكلة عدم وجود قانون نافذ بقوة، مضيفا أن خفير الدرك لن يحقق أية نتائج في المرحلة الحالية بسبب تطور علم الجرائم واتساعه. "المواطن كان محترم، وعدد المواطنين كان قليل، ونوعية الجريمة كانت مختلفة" كلمات وصف بها الخبير الأمني مصر أثناء وجود خفير الدرك، والذي ساعد كثيرًا في حماية المنشآت الحيوية المصرية والوقوف أمام أي اعتداء من قبل المجرمين، مؤكدًا ضرورة وجود وحدات للرصد وكاميرات لالتقاط لحظة الجريمة، ووحدات للتدخل عليها عدد من أفراد مدربين تدريب عالي وصلاحيات قانونية لضبط الشخص المخالف للقانون.