قصة كفاح «عفاف» أشهر فلاحة بالشرقية.. مريضة وتعول أسرتها

قصة كفاح «عفاف» أشهر فلاحة بالشرقية.. مريضة وتعول أسرتها
مع انطلاق أذان الفجر تجدها تخرج من منزلها بعد أدائها الصلاة وتذهب إلى الأسواق تبيع كميه من الجبنة القريش والسمن البلدي والزبدة ثم تجمع الألبان من الفلاحين، لتبدأ تصنيع كميات جديدة تبيعها اليوم التالي دون كلل أو ملل، حيث اختارت «عفاف عاطف»، مقيمة بقرية «الشبراوين»، التابعة لمركز ههيا، أن تتحمل مسؤولية أسرتها وتنفق عليهم منذ أكثر من 30 عاماً حتى الآن.
حياة مليئة بالصعوبات والكفاح
حياة مليئة بالصعوبات والكفاح عاشتها «عفاف»، ابن قرية الشبراوين، في العقد السادس من عمرها، إذ افنت عمرها في رعاية بناتها الأربعة قبل أن تتوفى اثنتان منهن في سن الشباب، بالإضافة إلى زوجها وحفيدها.
تحدثت السيدة الخمسينية لـ«الوطن» قائلةً: «تزوجت في سن صغيرة، وكان زوجي يكبرني بـ20 عاماً ويعمل موظفاً في شركة، وراتبه بسيط، وخلال سنوات زواجي الأولى ساعدني والدي مادياً، وبعد وفاته انقطعت هذه المساعدة، فبدأت بالاعتماد على نفسي وتعلمت تصنيع الجبنة القريش والسمنة البلدي الفلاحي، وتوجهت إلى الأسواق لبيعها لأجد مبلغاً من المال يساعدنا على تحمل نفقات الحياة».
تصنيع وبيع الجبنة القريش والزبدة الفلاحي
وحول تفاصيل عملها تابعت «عفاف» بقولها: «أقوم بتصنيع الجبنة القريش باللبن الفلاحي 100% والزبدة الفلاحي بعضها باللبن الجاموسي والبعض باللبن البقري حسب طلبات الزبائن»، موضحةً أنها تقوم بجمع اللبن من فلاحين موثوق بهم، ثم تبدأ بإعداده بغليه على النار، وبعد الانتهاء يتم تصنيع الجبنة كما تقوم بعمل الزبدة والقشدة لبيعها إلى زبائنها وفي الأسواق.
وفاة ابنتين وعلاج أخرتين
وتابعت «عفاف» بقولها: «رزقني الله عز وجل 4 بنات، وعند بلوغ الكبرى 18 عاماً تقدم أحد الاشخاص لخطبتها، وبعد فترة فوجئت بإصابتها بمرض في الكبد، وعندما توجهت بها إلى الأطباء، أخبروني انها تعاني من مرض نادر وراثي»، لافتةً إلى أنها توفيت بعد فترة من مرضها.
رعاية حفيدها منذ 8 سنوات
واستطردت قائلةً: «تزوجت ابنتي الثانية، وبعد أن وضعت ابنها، شعرت بنفس أعراض المرض الذي أصاب شقيقتها، وتوفيت على أثره تاركةً لي طفلها، الذي توليت رعايته منذ كان رضيعاً، وحتى بلوغه حالياً نحو 8 سنوات».
مرض غامض ورحلة علاج مكلفة
وأكملت: «بعد وفاة ابنتي الاثنتين بنفس المرض، أخبرني الأطباء بضرورة إجراء فحوصات دورية لابنتي الأخرتين»، لافتةً إلى أنهما تجريان هذه الفحوصات باستمرار بتكلفة نحو 800 جنيه للابنة الواحدة، وأوضحت أن إجمالي دخلها من عملها ومعاش زوجها يكفيهم بالكاد حتى يعيشوا حياة مستورة، خاصةَ أنها تسدد قروض كانت أخذتها من أحد البنوك لتجهيز ابنتها.
الاستمرار في العمل
وأشارت السيدة التي تعاني من أمراض مزمنة إلى أنها ستظل تواصل عملها طالما منحها الله القدرة على ذلك، ومضت قائلةً: «طول ما فيا نفس وواقفة على رجلي هأفضل أشتغل، مقدرش أتخلى عن بناتي وحفيدي وزوجي»، الذي يبلغ أكثر من 70 عاماً، مضيفة أنها تعاني من مرض القلب منذ 3 سنوات، ومرض السكر والضغط منذ 10 سنوات، وتابعت: «ربنا بيقوي كل واحد على حاله، والشافي هو الله».
وناشدت السيدة الخمسينية محافظ الشرقية، الدكتور ممدوح غراب، مساعدتها لصرف معاش لها وحفيدها، ضمن «تكافل وكرامة».