المصالحة الفلسطينية والأزمة الليبية تتصدران مباحثات السيسي و«تبون»

كتب: محمد أبو عمرة

المصالحة الفلسطينية والأزمة الليبية تتصدران مباحثات السيسي و«تبون»

المصالحة الفلسطينية والأزمة الليبية تتصدران مباحثات السيسي و«تبون»

قالت رئاسة الجمهورية، إنه انطلاقا من الروابط التاريخية التي تجمع بين مصر والجزائر، أجرى الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، زيارة أخوة وعمل للقاهرة يومي 24 و25 يناير 2022؛ تلبية لدعوة من أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وتم استقباله بقصر الاتحادية في مصر الجديدة، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي التي تلاها عقد لقاء منفرد بين الرئيسين، كما تم عقد جلسة مشاورات موسعة ضمت أعضاء وفدي البلدين.

وأضافت الرئاسة في بيان لها، أنه تم خلال اللقاء، بحث مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، وسبل الارتقاء بها؛ بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين ويعظم مصالحهما المشتركة في ظل ما يربطهما من وحدة مصير وأهداف مشتركة.

وأكد الرئيسان على الطابع الاستراتيجي والمتميز للعلاقات الثنائية، واتفقا على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين؛ من خلال تفعيل آليات التشاور والتنسيق بينهما على كافة المستويات، ووجها بعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر برئاسة رئيسي وزراء البلدين وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، خلال النصف الأول من هذا العام.

زيادة الاستثمارات بين مصر والجزائر 

وأعرب الرئيسان عن حرصهما على مواصلة العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المتبادلة، وتعظيم الاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار في البلدين، فضلاً عن زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في مختلف المجالات؛ بما يدعم جهود الدولتين في تحقيق التنمية والرخاء، وزيادة معدلات التبادل التجاري، وتحسين أداء الاقتصاد.

وانطلاقاً من اقتناعهما الراسخ بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، بما يقتضي التضافر والتضامن العربي لصونه، وتفعيل آليات العمل العربي المشترك، وجّه الرئيسان بتكثيف التنسيق خلال الفترة المقبلة لتفعيل آليات العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستضافة الجزائر للقمة العربية القادمة، معربا عن ثقته في نجاحها في استضافة أعمال القمة بالشكل الأمثل؛ باعتبار القمة محطة مهمة لتوحيد الرؤى العربية إزاء مختلف القضايا وتعزيز أطر التعاون والتنسيق بين الدول العربية.

وعلى صعيد الأوضاع الدولية والإقليمية، شدد الرئيسان على أهمية التنسيق بين البلدين الشقيقين على المستويات العربية والإفريقية والمتوسطية والدولية، مؤكدين ضرورة ترسيخ سنة التشاور والتنسيق؛ بما يعظم مصالح الشعبين الشقيقين.

وفي هذا السياق، استعرض الرئيسان القضايا المطروحة على الساحة العربية، وأكدا أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، وشددا على ضرورة تعزيز مفهوم الدولة الوطنية، ودعم دور مؤسساتها لتلبية طموحات الشعوب العربية، ورفض محاولات التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية.

واتفقا على أهمية دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك، وجهود جامعة الدول العربية ذات الصلة؛ بما يصون المصالح العربية.

حفظ حقوق الشعب الفلسطيني 

وبحث الرئيسان آخر تطورات القضية الفلسطينية؛ باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وتناولا الجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته وآماله المشروعة في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحشد الجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وأشاد الرئيس عبد المجيد تبون، بالجهود المخلصة التي تضطلع بها مصر في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، كما رحب الرئيس السيسي بالجهد الجزائري في هذا الصدد، وكذلك أشاد «تبون» بجهود مصر في مجال إعادة إعمار قطاع غزة.

وتطرق الرئيسان إلى مستجدات الأزمة الليبية، وأكد أن حل الأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق يجب أن يكون ليبيا من خلال التوافق بين أبنائه بما يضمن وحدة وسيادة ليبيا، كما طالبا بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وأكدا على أهمية عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية بما يتيح المجال للشعب الليبي الشقيق للتعبير عن إرادته الحرة وتحقيق آماله المشروعة.

ومن جانب آخر، اتفق الرئيسان على ضرورة دعم استقرار الأوضاع في السودان واحترام سيادة ووحدة أراضيه لما يمثله ذلك من أهمية بالغة لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية.

كما أكدا على أهمية دعم جهود تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة التي تشهدها، وبما يحول دون تمدد أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة في هذه المنطقة، ويضمن مساعدة دول الساحل والصحراء على اجتياز التحديات التي تواجهها بما في ذلك تكثيف الدورات التدريبية المقدمة لكوادرها في مجال مكافحة الإرهاب.

وأشار الرئيسان إلى أهمية التعاون المشترك بين البلدين؛ للارتقاء بمنظومة الاتحاد الأفريقي لتحقيق الاندماج القاري والاقتصادي من خلال التنسيق بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية؛ الأمر الذي من شأنه تحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063، كما شددا على ضرورة العمل المشترك لتعزيز دور منظمة الاتحاد الأفريقي ليتسنى لها الاضطلاع بواجباتها لتحقيق طموحات أبناء القارة الأفريقية.

كما تناول الرئيسان قضية سد النهضة، وما تمثله مياه النيل من أهمية بالغة للشعب المصري، وتوافقا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة وبما يحقق مصالح الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا بشكل عادل ومنصف.

وعلى الصعيد الدولي، أكد الرئيسان على ضرورة إرساء علاقات دولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة في هذا الإطار، وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء للأمم المتحدة.

ومن جانبه، أشاد الرئيس عبد المجيد تبون، باستضافة مصر لقمة تغير المناخ هذا العام، مشيراً إلى أهمية هذا الحدث وضرورة اغتنام هذه الفرصة المتجددة لتحقيق تقدم في تلبية الاحتياجات الخاصة لدول العالم العربي والأفريقي التي تظل أكثر عرضة وتأثراً من هذه الظاهرة.

وتناول الرئيسان أزمة جائحة كورونا ومختلف الآثار التي خلفتها على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، وشجعا التوجه نحو امتلاك الدول العربية لمقومات الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي.

تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب 

كما وجّه الرئيسان بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، ومطالبة المجتمع الدولي بتبني مقاربة شاملة للتصدي لتلك الظاهرة بمختلف أبعادها الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتنموية، والفكرية والأيديولوجية، وكذلك من خلال مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية، وتقويض قدراتها على استقطاب وتجنيد عناصر جديدة، وتجفيف منابع تمويلها.

وأخيراً أعرب الرئيس عبد المجيد تبون، مجددا، عن سعادته بحسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق له في القاهرة، ودعا أخاه الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة الجزائر، ورحب الرئيس بهذه الدعوة على أن يحدد موعدها لاحقاً عبر الطرق الدبلوماسية.


مواضيع متعلقة