أيام كوفيد الأخيرة!
- الخلايا النائمة
- الدول العربية
- القلعة الحمراء
- خالد عكاشة
- رفعت السعيد
- قطاع النقل
- محافظة دمياط
- من سوريا والعراق
- أدوية
- أزمات
- الخلايا النائمة
- الدول العربية
- القلعة الحمراء
- خالد عكاشة
- رفعت السعيد
- قطاع النقل
- محافظة دمياط
- من سوريا والعراق
- أدوية
- أزمات
أيام قليلة مرت على إعلان المستشفيات والمراكز الصحية فى أوروبا عن تسلم الدفعات الأولى من دواء «باكسلوفيد» الذى أنتجته شركة فايزر لعلاج حالات «كوفيد-19».. والذى أظهرت التجارب التى أُجريت عليه فاعلية عالية ضد الإصابات الخطرة بالفيروس!
الوكالة الأوروبية للأدوية أعلنت، بعد الموافقة على استخدامه بشكل طارئ، أنه «سلاح قوى» فى المعركة ضد الجائحة.
الدواء الجديد يتمتع بنسبة فاعلية تصل إلى 89 فى المائة فى خفض حالات الاستشفاء والإصابات الخطرة التى تقتضى العلاج فى وحدات العناية الفائقة أو تؤدى إلى الوفاة، بحسب ما أعلنت الشركة المنتجة.. الأمر الذى يجعله طوق النجاة المنتظر للبشرية كلها للتخلص من كابوس جثم على صدر الجميع لأكثر من عامين!
الخبر عن ظهور الدواء يأتى فى ظل موجة خامسة، أو ربما أكثر، تجتاح العالم من ذلك المتحور الجديد للفيروس الذى يُدعى «أوميكرون».. وبمعدل إصابات يومى غير مسبوق منذ بداية الجائحة فى عام ٢٠١٩.
دائماً ما كان الإعلان عن «علاج» فعال هو أول خطوة فى طريق الخلاص.. كل طبيب حديث التخرج يعرف جيداً قيمة أن يمتلك علاجاً لمرض.. لقد امتلك السلاح الذى يمكّنه من مواجهة عدوه.. المواجهة صارت متكافئة نوعاً ما بعد أن كانت تميل لصالح هذا الكائن الذى لا يُرى إلا تحت المجهر!
لقد ارتجف العالم من المتحور الجديد.. سرعة انتشاره وضعف قدرة اللقاحات المتاحة على منع الإصابة كانا سبباً منطقياً للفزع.
عدد كبير من الإصابات أصبح موجوداً حولنا.. متوسط الإصابات فى العالم فى أول أسبوعين من العام هو الأعلى على الإطلاق منذ بداية الوباء، لدرجة أنه وصل إلى حوالى ثلاثة أضعاف أعلى متوسط سابق للإصابات.
الخبر الجيد -وربما الأهم منذ بداية الجائحة- هو أن الأعراض صارت أقل بكثير.. لم يعد المرض قاسياً على المصابين كما كان فى بداية الأزمة.. صار أقرب إلى إصابة قاسية بعض الشىء بفيروس الإنفلونزا الذى نعرفه جميعاً.. أعرف الكثير من الأصدقاء الذين أصيبوا خلال الشهر الماضى ثم اختفت الأعراض وتحولت مسحتهم إلى سلبية بعد أيام خمسة فقط..!
لم نعد نشعر بالضغط على النظام الصحى كما كان الحال من قبل.. الاحتياج إلى المستشفى قد انخفض بشكل ملحوظ.. لا يبدو أن الفيروس قد تمكّن من تطوير نفسه للانتشار دون أن يخسر الكثير من قوته.. لقد صار لصاً مكشوف الوجه للجهاز المناعى.. الأمر الذى يجعل من مقاومته أمراً ممكناً.. خاصة مع وجود علاج فعال..!
المبهج فى الأمر أن العلاج الجديد لن يكون حكراً على شركة بعينها.. فتعليق حقوق الملكية بموجب قانون الجائحة سيسمح للعديد من الشركات والدول بإنتاجه.. الأمر الذى سيجعله متاحاً بأسعار مقبولة فى العالم كله..!
منذ أيام قليلة أعلن رئيس الوزراء البريطانى أن الخميس القادم هو آخر أيام كوفيد على الأراضى البريطانية.. وأن الحياة ستعود لسابق عهدها دون كمامات إلزامية أو عمل عن بُعد.. لقد أدرك «جونسون» الحقيقة دون شك.. حقيقة أننا نعاصر احتضار كوفيد..!
نعم.. ففى رأيى أن أيام الفيروس الأخيرة على ظهر هذا الكوكب قد اقتربت بشدة.. لا أعنى أنه سيختفى نهائياً.. فالفيروسات تأتى لتبقى.. ولكنه سيصبح مرضاً تقليدياً.. سينضم إلى أقرانه من الفيروسات التى تصيب البشر طوال الوقت.. سيصبح مرضاً مستأنساً يمكن السيطرة عليه بسهولة.
لقد سيطر هذا الفيروس على العالم لفترة ليست بالقصيرة.. ولكننى أعتقد أننا نشهد لحظات نهاية هذا الكابوس.. أو لحظات عودة الحياة التى نعرفها مرة أخرى.. والتى اشتقنا لها بشدة.. أو هكذا أعتقد!