أستاذ اجتماع: الفتاة المتحولة تحتاج لـ«التدريب» على الحياة الاجتماعية

أستاذ اجتماع: الفتاة المتحولة تحتاج لـ«التدريب» على الحياة الاجتماعية
أكد الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع، أن حالة «فتاة النصف رجل» هى حالة مرضية يمكن أن تعود لطبيعتها عبر العلاج، مؤكداً أن انطواءها وانعزالها عن أقرانها فى الفترات الماضية من عمرها هو نوع من الإهمال يمكن علاجه عبر الاهتمام بحالاتها وتدريبها على الحياة الاجتماعية، مشيراً إلى أن عودتها للحياة الطبيعية ستستغرق وقتاً. أضاف «سيد»، أن الإنسان بطبعه هو كائن اجتماعى، ومن ثم فإن الفتاة بحاجة ليسير العلاج الجسدى مع تأهيل اجتماعى ونفسى نظراً لأن الحالة التى عانت منها الفتاة خلفت بالتأكيد مرضاً نفسياً بداخلها، كما أنها نشأت على الانزواء والانكفاء على ذاتها، فكانت انطوائية، إلا أن إمكانية التحسن متاحة بشكل جدى إذا تم تأهيلها نفسياً واجتماعياً.
فيما طالبت رانيا بدوى، مقدمة برنامج «القاهرة اليوم» على فضائية «اليوم»، بضرورة فتح تحقيق مع الأطباء الذين حولوا الفتاة للجهات الأمنية، ومن ثم قررت النيابة حبسها لمدة 4 أيام، واصفة حالتها بأنها مأساة كاشفة للمجتمع وعدم تقديرنا للعلم وسنتكفل بعلاجها.
وأعلنت مقدمة البرنامج، بعد مداخلة لرئيس قسم الحوادث بجريدة «الوطن» الزميل سامى عبدالراضى، عن تبنى الحالة الإنسانية التى نشرتها الجريدة فى عددها الصادر أمس الأول حول الفتاة، وأن البرنامج سيتكفل بكامل علاجها على نفقته من باب المسئولية المجتمعية له. وقالت «بدوى»، خلال حلقة أمس الأول: «البرنامج على كامل الاستعداد لأن يتكفل بكل مصاريف علاجها.. كل المصاريف اللى هيحتاجها المستشفى، (القاهرة اليوم) هيدفعها.. وده جزء مفهوش حالة من المزايدة على الآخرين، لكنه جزء من المسئولية المجتمعية للبرنامج اللى دايماً بنتكلم عنها، هذه الفتاة مسئوليتنا وأى علاج هتحتاجه إحنا نتكفل بيه»، جاء قرار البرنامج بعد مداخلة لـ«عبدالراضى» روى فيها تفاصيل الحالة الإنسانية، والتى عرضها الزميل محمد زغلول بالجريدة.
وقال رئيس قسم الحوادث بـ«الوطن»، خلال مداخلته بالبرنامج، إن الأطباء قاموا بضغط معنوى على الفتاة للكشف الطبى عليها، وكشفوا على الجزء السفلى منها، وتبين وجود أعضاء ذكورية كان من المقرر إزالتها، لكن الظروف الصعبة للفتاة منعت ذلك، فهى نشأت فى مكان فقير، وانفصلت عن أهلها لتقيم بحجرة بجوار المصنع الذى تعمل به ولا يتجاوز راتبها منه أكثر من 500 جنيه. واستطرد: «البنت مكتوب فى بطاقتها أثنى وفى شهادة ميلادها، ومالهاش ذنب فى حالتها سواء مولودة بعيب خلقى أو حدث ذلك نتيجة تطور ما؛ فهى أنثى وجهها وجه أثنى وشعرها شعر أنثى.. إزاى الشرطة والنيابة تعاملت معها هكذا؛ فكان من المفترض أن تشكل لجنة طبية لمساعدتها لا أن تحبس وتوضع مع فتيات مسجلات خطر وسرقات». من جانبه، قال طارق يونس، رئيس تحرير البرنامج، إن تبنى حالة «فتاة النصف رجل» جاء بعد تأثر أسرة تحرير البرنامج بالحالة بعد عرضها بـ«الوطن» ليتم الاتصال بـ«عبدالراضى» لمعرفة تفاصيل الحالة وطلب التواصل مع الفتاة لعلاجها، مؤكداً أن تلك الحالة ليست الأولى أو الأخيرة التى يتبناها البرنامج، مؤكداً أنها حالة متواصلة من المسئولية المجتمعية للإعلام منذ نحو 15 عاماً، تم علاج أكثر من ألف حالة لزراعة الكبد، وأكثر من ألفى حالة لزراعة الكبد، وعمليات زرع قوقعة، ومعالجة الفقراء، ورعايتهم.
أضاف «يونس»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن وسائل الإعلام هى فى الأساس للقارئ، وأننا لا بد من تحمل مسئوليتنا الاجتماعية تجاههم، مضيفاً: «نقوم بحملة فى 26 رمضان من كل عام ونجمع من 7 إلى 8 ملايين جنيه حسب ماربنا بيكرمنا لصالح الفقراء، وحالة تلك الفتاة لا تختلف كثيراً عن المحتاجين لدعمنا».


التذكرة الطبية الخاصة بالفتاه