يحل اليوم.. الغطاس عيد القصب والشموع وأصوله الفرعونية

يحل اليوم.. الغطاس عيد القصب والشموع وأصوله الفرعونية
يحتفل أقباط مصر اليوم بعيد الغطاس والذي يحتفى به يوم 11 من شهر طوبة، وهذا العيد هو تذكار معمودية السيد المسيح على يد «يوحنا المعمدان» في نهر الأردن، وتقيم الكنيسة احتفالاً بهذه المناسبة في ليلة العيد، وكعادة المصريين اكتسى عيد الغطاس بهوية مصرية تراثية، حيث يرتبط بصناعة الشموع ووضعها على البرتقال وأعواد قصب السكر وصناعة مجسمات للصليب من أعواد قصب السكر، كما ارتبط ببعض الأغاني التراثية فما سر تلك الطقوس؟
ارتباط العيد بنهر النيل
قال مجدي شاكر، الباحث في التراث وكبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، لـ«الوطن»: «ارتبطت طقوس عيد الغطاس أوعيد الأنوار كما ذكر المؤرخون، بنهر النيل، حيث كان الأقباط يحملون المشاعل ليلا وصولا إلى نهر النيل ثم يغطسون في النهر بعد إتمام الصلوات وإلقاء الصليب المقدس فيه كما ذكر الجبرتي، ثم يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال».
وتابع شاكر: «وكان لدى المصريين القدماء طقوس مشابهة في عيد أوزير، وكانوا يغطسون خلاله فى مياه النيل محتفلين بحرث الأرض ونثر البذور، وكان في ذات توقيت عيد الغطاس».
فوانيس عيد الغطاس
ومن العادات الشعبية التي درج عليها الشعب في عيد الغطاس صناعة «فانوس الغطاس» من الخشب على هيئة صليب وفي جوانبه الأربعة توضع شموع مضيئة، ويطوف الأطفال بالفوانيس في الحواري والمنازل، وذكر المؤرخ المسعودي في كتابه، أنه حضر سنة 930 م ليلة الغطاس بمصر، وقد أمر فأسرجت المشاعل على شاطئ الجزيرة ومصر، وفيه يخرج الناس إلى الشاطئ، وحضر هذا الاحتفال مائة ألف شخص من المسلمين والنصارى، بعضهم كان في النيل، وبعضهم في الدور أو على الشاطئ، وكلهم أتى بما يمكنه من المآكل والمشارب وآلات الذهب والفضة والجواهر.
ووصفها بأنها أحسن ليلة في مصر وأشملها سروراً ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم في النيل ويزعمون أن ذلك أمان من المرض والداء.
أصل القصب والقلقاس
أما ارتباط قصب السكر والقلقاس والبرتقال بعيد الغطاس كما يقول شاكر فيرجع إلى عصر الدولة الفاطمية فقد كان يوزع من قبل الدولة، مع غيره من المأكولات من للارينج والليمون وأطنان القصب والسمك البوري برسوم مقررة على المسيحيين، ويرمز القصب إلى المعمودية المقدسة، فسكر القصب يشير الى حلاوة التعميد، كما يشير القصب والبرتقال وغيرها من الفاكهة إلى الغطاس بما تحويه من مواد سائلة غنية وهو حال السمك الذي يعيش في المياه وهو جوهر التعميد بالغطس في نهر الأردن للتطهر من الخطايا والذنوب.