جدل حول فيلم «من أجل زيكو».. تمصير أم سرقة؟

كتب: إنجي الطوخي

جدل حول فيلم «من أجل زيكو».. تمصير أم سرقة؟

جدل حول فيلم «من أجل زيكو».. تمصير أم سرقة؟

 حالة من الجدل أثارها فيلم من أجل زيكو مؤخرًا، بسبب اتهامات طالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأنَّه مأخوذ عن الفيلم الأمريكي «little miss sunshine»، والذي صدَر عام 2006.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت المجموعات والصفحات المتخصصة في فن السينما والأفلام، مناقشات حول مفهوم «التمصير» في الأفلام المصرية، إذ تحدث رواد السوشيال ميديا عن أهميته خلال الآونة الأخيرة خصوصًا مع إتاحة الإنترنت لكل المعلومات الفنية بسهولة عن أي منتج فني سواء مسلسل أو فيلم وبالتالي يخلق وعيا سينمائيا عند الجمهور العادي يجعله قادرا على معرفة الأعمال المسروقة من الأعمال الأصلية. 

المقارنة بين «بوستر» الفيلمين هو ما فعلته دينا محمد التي عرّفت نفسها بأنَّها من محبي فيلم «little miss shine»، وهو بالنسبة لها من الأفلام الأيقونية ولا تشعر بأي ضيق لو جرى تحويله لفيلم مصري كما حدث في فيلم من أجل زيكو، لكنها كانت تتمنى فقط لو تمّ الإشارة إلى ذلك في بداية الفيلم، كما يحدث في أي مكان بالعالم.

فيلم «little miss shine» يحكي قصة أسرة تقرر الاشتراك فى مسابقة جمال الأطفال من أجل ابنتهم الصغيرة، ومن أجل ذلك تسافر العائلة من ولاية نيومكسيكو إلى كاليفورنيا لحضور المسابقة وخلال الرحلة تحدث الكثير من المفارقات التى تكشف عن طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة ومدى هشاشة تلك العلاقة.

من جهتها، اعترضت الناقدة ماجدة خيرالله على الإشارة إلى أنَّ فيلم من أجل زيكو مسروق من فيلم «little miss shine»، معتبرة أنَّه ناتج عن عدم فهم، وثرثرة جوفاء تكشف عن عدم فهم لمفهوم التمصير الذي يدّعى البعض معرفة أصوله.

وفندت الادعاءات التي تعتبر أنَ الفيلم مسروق بقولها: «شاهدت الفيلمين الأمريكي والمصري ولا يوجد تشابه سواء في التكوين الإنساني للشخصيات أو المستوى الاجتماعي للأسرة، أو رسم الشخصيات وتفاعلها، ففي الفيلم المصري توجد أسرة فقيرة يتاح لها صدفة فرصة للمشاركة في مسابقة لطفلها، وتقرر استقلال عربة للموتى، بينما في الفيلم الأمريكي تتخذ الأسرة نفسها قرارا بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال الأطفال من أجل دعم طفلتهم الصغيرة، فهل نحن نقارن فيلما بآخر فقط ونقول عنه إنّه مسروق أو مأخوذ عن فيلم أمريكي بسبب وجود فكرة مسابقة للأطفال هذا ظلم كبير لأن الفيلم ناجح في التعبير عن طبيعة المجتمع المصري ومستوحى بشكل كبير من شخصيات تبدو فيه بهذا الشكل».

ماجدة خيرالله: السينما الأمريكية تعيد إنتاج أفلام أمريكا اللاتينية بلا أي إشارة

وأشارت إلى أنَّ السينما الأمريكية كثيرًا ما تأخذ أفلامًا أجنبية وتعيد إنتاجها من دول أمريكا اللاتينية أو دول مثل كوريا والصين، ولا يتمّ الإشارة فى أول الفيلم إلى أنه مستوحى من فيلم آخر ما دام تم تغيير تفاصيله ليناسب طبيعة المجتمع الذى يُعرض فيه.

ماجدة خيرالله: تصنيع فيلم مستوحى من عمل آخر ليس سرقة

وتابعت أنَّ تصنيع فيلم مستوحى من فيلم آخر مع إجراء تغييرات تناسب المجتمع الذى سيعرض فيه الفيلم هنا ليست سرقة، لأن أي تغيير بسيط يجعل العمل منسوبا لبيئته، مشيرة إلى أنَّ هناك الكثير من الأفلام المصرية القديمة مثل أفلام نجيب الريحاني والمسرحيات كمسرحية «سيدتي الجميلة» كلها مأخوذة عن مسرحيات وأعمال فنية فرنسية «ولم نسمع اتهاما أنها مسروقة أو يجب أن يتم إعلان أنها مأخوذة عن العمل الفلاني بالاسم، لأن تلك الأعمال يتمّ تمصيرها بما يناسب طبيعة المجتمع، فصارت جزءا منه وتعبر عنه». 

واعتبرت ماجدة خيرالله الاتهامات التي تواجه الفيلم بأنَّه مسروق هي في النهاية «مجرد كلام لا جدوى من الانتباه إليه، لأن أي اتهام يجب أن يكون خلفه علم وفهم».

علياء طلعت: عدم كتابة المصدر المقتبس منه اعتداء على حقوق أصحاب الفيلم الأصليين

أما الناقدة علياء طلعت فقد عبّرت عن دهشتها من عدم إشارة صناع الفيلم إلى أنَّه مستوحى من الفيلم الأمريكي الذي فاز بالكثير من الجوائز منها جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، وجائزة الأوسكار لأفضل كتابة سيناريو أصلي، «أمر خاطئ للغاية، خاصة أننا في عصر يسهل فيه الوصول لأصحاب حقوق الأفلام الأصليين، مثلما حدث مع المسلسلات المصرية المأخوذة من مسلسلات أجنبية مؤخرًا ونشاهدها على  منصات خاصة مثل مسلسل الآنسة فرح، وستات بيت المعادي على منصة شاهد، وأيضا مثلما حدث مع فيلم عز الصحاب، الذي جرى الإشارة إلى أنه مأخوذ من Perfect Strangers».

وأضافت الناقدة أنَّ عدم كتابة المصدر المقتبس منه الفيلم هو اعتداء على الحقوق الأدبية والمادية لأصحاب الفيلم الأصلي، «لو كان ده بيحصل في السابق ده لا يعني إنه يستمر، لأن الخطأ لا يتحول إلى أمر صحيح بالتقادم».


مواضيع متعلقة