أم كلثوم الفيوم تحلم بلقب كوكب الشرق الجديدة: «نفسي هاني شاكر يكتشفني»

04:20 م | السبت 08 يناير 2022

بينما ترتدي «مريلة العمل» وتقف بين الوجبات وعلى جهاز «الباريستا» لتحضير مختلف المشروبات، تُطرب «آمنة رمضان عبدالحميد»، صاحبة الـ22 عامًا، والطالبة بمعهد تمريض الفيوم، من حولها بصوتها الذي شبهه الكثيرون بكوكب الشرق أم كلثوم.

تحدت «آمنة» العادات والتقاليد الصعبة التي تفرض نفسها في قريتها الريفية التي تقع بنطاق مركز الفيوم، ليس ذلك فحسب، بل إنّها امتهنت حرفة الرجال وتفوّقت عليهم فيها، حيث أصبحت أشهر «باريستا» في محافظة الفيوم بالكامل، كما أنّها تقوم بتدريب الشباب على العمل.

رحلة «آمنة» في الإنشاد والغناء

وقالت «آمنة» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّها تقيم بقرية أبوالسعود التابعة لمركز الفيوم، وإنّها اكتشفت موهبتها في الغناء وصوتها العذب وهي في المرحلة الإعدادية، ثم بدأت تغني مع بداية مرحلة الثانوية وانضمت لفريق الإنشاد الديني بقصر الثقافة، مع المايسترو علي زكي، والموسيقار رامي عبد الباقي، ولكنها أرادت أن تنمي موهبتها وتتجه للغناء، فأنشأت حساباً على «تيك توك»، وبدأت تنشر فيديوهات لها خلال الغناء أثناء العمل.

تفاعل كبير شجعها على الاستمرار

وأضافت آمنة، أنّ فيديوهات الغناء الخاصة بها لاقت تفاعلًا كبيرًا وحصدت مئات التعليقات والإعجابات حيث شبّهها الكثيرون بكوكب الشرق أم كلثوم، ما شجعها على الاستمرار في الغناء، موضحةً أنّها تستقبل أيضاً الكثير من التعليقات السلبية لكنها لا تلقي لها بالاً خصوصاً أنّها لا شيء مقارنةً بالتعليقات الإيجابية، مؤكدة أنّ صاحب التعليق السلبي سيأتي يوم ويتخلى عن رأيه ويدعمها.

الاعتماد على النفس ومنافسة الرجال

وأوضحت «آمنة» أنّه مع دخولها معهد التمريض، قررت الانفصال مادياً عن أسرتها، والاعتماد على نفسها، فقررت العمل في مهنة الرجال وتعلّمت شغل «الباريستا» حتى أتقنته تماماً وتفوقت فيه، وأصبحت أشهر باريستا بالفيوم، ثم أصبحت كابتن صالة ومسؤولة عن كل شيء، ومبدعة في عمل عشرات الأنواع من المشروبات.

دعم قوي من جميع الأطراف

وأشارت إلى أنّ أصحاب الكافيه تجمعها بهم صلة قرابة، كما أنّهم متعاونون معها بشدة حيث يتحملون أوقات الامتحانات ويعملون مكانها حتى تعود، كما أنهم يسافرون معها إذا اتجهت للقاهرة سعياً وراء تحقيق حلمها بأن تُصبح مطربة مشهورة تُعيد الفن الأصيل، وتسير على خُطى أم كلثوم التي تعشقها كثيراً وتستمع إلى أغانيها ليلاً نهاراً.

تتمنى اكتشاف هاني شاكر لها

وعبرّت «آمنة» عن حلمها بأن يكتشفها الفنان الكبير هاني شاكر نقيب الموسيقيين ويدعمها لتتقن الغناء وتواصل مسيرتها فيه، بالإضافة إلى نصر محروس، والدكتور حلمي بكر اللذين تحبهما وتحترمهما كثيراً.

«آمنة» قصة كفاح تحترم

والتقط وليد السوالمي، خال «آمنة»، طرف الحديث قائلاً إنّها صاحبة قصة كفاح تحترم، فهي تدرس التمريض وفي نفس الوقت تعمل لتنفق على دراستها، وتسعى لتحقيق حلمها، على الرغم من كونها تسكن في قرية نائية وتستقل مواصلات كثيرة حتى تأتي للمدينة للعمل أو الدراسة، موضحاً أنّه يقوم بتصويرها خلال غنائها أثناء عملها في الكافيه، ما جعل الكثيرين يأتون لسماعها داخل الكافيه، كما أنّ رواد الكافيه يطلبون منها الغناء باستمرار.

تدريب عشرات الشباب

ووصف «السوالمي» آمنة، بأنّها درّبت عشرات الشباب على تلك الحرفة، على الرغم من أنّها مهنة الرجال، بالإضافة إلى مواجهتها الكثير من المشاكل مع أسرتها بسبب رفضهم القاطع لعملها، أو لاتجاهها للغناء، مُعبراً عن أمنيته بأن يراها تُحيي حفلة كبيرة في التليفزيون يحضرها الكثيرون، مؤكداً أنّها تستحق لأنّها صاحبة هدف وتسعى لتحقيقه بإصرار.