أستاذ بجامعة الأزهر: نحتاج تفسيرا جامعا مختصرا للقرآن الكريم

أستاذ بجامعة الأزهر: نحتاج تفسيرا جامعا مختصرا للقرآن الكريم
- تفسير القرآن
- مقاصد الشريعة
- جامعة الأزهر
- تفسير جامع للقرآن
- الأزهر الشريف
- تفسير القرآن
- مقاصد الشريعة
- جامعة الأزهر
- تفسير جامع للقرآن
- الأزهر الشريف
قال الدكتور تامر خضر، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الله أنزل القرآن الكريم معجزا وموافقا لكل زمان ومكان، ومن وجوه إعجازه أنه لا تنتهي عجائبه، ولا تنقضي معانيه ولطائفه، فهو كتاب جامع خاتم، ولقد حفلت كتب التفسير قديمًا بأساليب شتى وأغراض متنوعة وغايات متعددة، بين تفاسير بالمأثور وتفاسير اهتمت باللغة ووجوه إعجازها وأخرى بالفقه وأحكامه، وأخرى بالمعاني البلاغية وغير ذلك من الأغراض، وذلك كان لعصورٍ متعددة بداية من التفسير الجامع للإمام الطبري في القرن الثالث والرابع الهجري، وانتهاء بالتفاسير الحديثة كالتفسير الوسيط للإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي.
تفسير جامع مختصر للقرآن الكريم
وأضاف خضر، لـ«الوطن»، أنَّ الحاجة ماسة في عصر العلوم والتكنولوجيا أن يوضع تفسير جامع مختصر بما لا يخل بمعنى، ولا يتسع لمعاني تذهب بالقارئ إلى غير المراد، خاصة بما يحتويه العصر من سرعة في طلب المعلومة، ودقة في معناها بما لا يجعل الذهن شاردًا، مع الإبقاء على كتب التراث وكنوزها، ودقائقها ومعادنها للمتخصصين، والمتسلحين بأدوات الفهم والإدراك، أمّا العامة فهم في حاجة ماسة، يسهل الوصول إليها، لا تشتت ذهنهم بما لا يحسنون فهمه من دقائق اللغة، وبدائع الأسلوب، ونفائس التعبيرات القرآنية.
وأكد أننا نتعامل مع التفاسير السابقة بقراءة واعية، لا نضفي عليها جانب التقديس، ولا نتهمها بالجمود والتدنيس، بل هي أقوال أئمة توضيع في ميزان المنهج العلمي المستنبط من قواعد اللغة ومقاصد الشريعة، وغايات الشريعة الإسلامية، فكتب التراث لا يمكن بحال أن نتجافاها، ونغوص في المعاني دون قراءتها وتدبر معانيها، بل يجب علينا الأخذ في الاعتبار مراعاة المذهب العقدي، والمنهج الفكري، والعصر الذي كتب فيه المفسر كتابه، وهذا لا يقلل من قيمة كتب التراث بل يضعها في موضعا الصحيح.
تفسير يجمع المعاني ويبسطها
وتابع بأننا في حاجة إلى تفسير يجمع المعاني ويبسطها ويرفع الغامض ويوضحه، ويزيل المبهم ويبينه، ويرفع المشكل ويجليه للعامة؛ لأن كتب التفسير متفرعة ومتشعبة ويصعب على العامة إدراك المعاني وفهمها، بل ربما يقع الفهم الخاطئ على خلاف المراد.
وأشار إلى أن كتب التفسير القديمة بها بعض الآراء والأقوال التي تحتاج إلى تنقية، وهذا الآراء من الأمور الدخيلة على التفسير، فمنها من وضع الوضّاعين، وقصص المغرضين، وأخبار الكارهين للدين، لذا وجب تنقية كتب التراث من مثل هذه الآراء والأقوال.
ولفت إلى أن من يتولى القيام بهذا الأمر هم أهل التخصص في الأزهر الشريف، باعتباره المنوط به هذا الأمر من خلال كلياته المتخصصة، والأقسام العلمية المتعمقة بباحثيها المدركين لتراثها ومكانتها، ومسايرة العصر ومتطلباته، مشيرًا إلى أن دعاوى الاجتهاد -العام للتفسير- هي دعاوي مغرضة، قام بها جهلة بالدين، لأنه لو كان الأمر للعامة، فلا حاجة للتفسير أصلًا.
وأوضح أن هذا العلم من أدق العلوم وأجلها، ولا يتكلم فيه إلا من ملك زمام الأمر من فهم للغة، ومقاصد الشريعة، ومعرفة المطلق والمقيد، والخاص والعام، وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك، ما يوجب ألا يلج أحد إلى التفسير إلا من خلال فهم هذه العلوم.
وشدد على أنه يجب تجنب تفسير الأهواء من خلال التجرد التام للعلم والدين -فقط-، أما العمل تحت راية تحركها المطامع الشخصية، والشهرة الزائفة، والأطماع الدنيوية، وبسط سلطة النفس على الغير، فهذا لا يفضي إلا إلى ظلام دامس، وليل طامس، لا نور بعده، ولا خير فيه.