منسق المنظمة المصرية الألمانية: مصر تعيش عصر التنمية.. و«منتدى الشباب» يتمتع بـ«سمعة مشرفة»

منسق المنظمة المصرية الألمانية: مصر تعيش عصر التنمية.. و«منتدى الشباب» يتمتع بـ«سمعة مشرفة»
مارك مجدى: المخابرات الألمانية حذرت من خطر «الإخوان»
قال مارك مجدى سويحة، الباحث فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، المنسق الإعلامى للمنظمة المصرية الألمانية فى برلين، إن منتدى شباب العالم يتمتع بسمعة مشرفة فى أوروبا، وأصبح حدثاً عالمياً هاماً، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن المخابرات الألمانية الداخلية حذرت من خطر جماعة الإخوان الإرهابية على الديمقراطية فى أوروبا، مؤكداً أن الاقتصاد هو المتضرر الأول فى القارة العجوز بسبب جائحة «كورونا».
قال مارك مجدى سويحة، الباحث فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، المنسق الإعلامى للمنظمة المصرية الألمانية فى برلين، إن منتدى شباب العالم يتمتع بسمعة مشرفة فى أوروبا، وأصبح حدثاً عالمياً هاماً، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن المخابرات الألمانية الداخلية حذرت من خطر جماعة الإخوان الإرهابية على الديمقراطية فى أوروبا، مؤكداً أن الاقتصاد هو المتضرر الأول فى القارة العجوز بسبب جائحة «كورونا».
ما تقييمك للعلاقات المصرية الألمانية خلال السنوات الماضية؟
- حدث تحسن وتقارب كبيران فى العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية، ووضع رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا، وتطور هذه العلاقات جاء جزءاً من السياسة الخارجية التى تبنتها مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والطفرة الكبيرة خارجياً على مستوى العلاقات المشتركة مع مختلف بلدان العالم والقوى الرئيسية.
كيف تقيم تعامل أوروبا وألمانيا على وجه التحديد مع قضية اللاجئين خلال السنوات العشر الماضية؟
- خلال الفترة فى 2015 و2016 تحديداً فتحت العديد من الدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين، تحديداً من سوريا والعراق، وكانت ألمانيا من أبرز الدول التى استقبلت لاجئين، وتم دمج العديد منهم فى سوق العمل والاقتصاد، سارت الأمور بشكل طبيعى، لكن مع مرور الوقت ظهرت بعض المشكلات التى عانت منها أوروبا، منها التصادم الثقافى، إضافة إلى بعض الحوادث الإرهابية، بعض التيارات السياسية فى أوروبا رأت أن عملية الدمج نجحت، لكن تيارات أخرى ترى أن قضية اللاجئين سببت مشكلات كبيرة لأوروبا، وربما تكون هناك عواقب أكبر فى المستقبل.
هل الإرهاب يمثل تحدياً أمام أوروبا؟
- بالطبع، أحد التحديات الكبرى التى انتبهت لها أوروبا هو تحدى الإرهاب، وألمانيا والنمسا وفرنسا من الدول التى انتبهت لخطورة هذا الأمر، وألمانيا تحديداً حظرت نشاطات حزب الله العام الماضى، وما زالت تلاحق العديد من العناصر المنتمية لمنظمات مصنفة بأنها تمارس العنف أو الإرهاب، وتحاول أن توقف التمويل لهذه المنظمات، خاصة خلال عمل الحكومة الماضية برئاسة أنجيلا ميركل. وهناك اهتمام كبير فى الأجندة السياسية للحكومات الأوروبية بقضية الإرهاب والتمويل الخارجى لعدد من المنظمات الموجودة فى الشرق الأوسط والتى تصدر الإرهاب للعالم كله.
البعض يستخدم حقوق الإنسان كورقة ضغط أو لتنفيذ توجهات سياسية
هل هناك تغير فى موقف الحكومة الحالية فى ألمانيا عن حكومة ميركل؟
-بالطبع هناك تغير كبير، إذ إن حكومة ميركل كانت أكثر محافظة وتعاملت مع السياسات الخارجية بنوع من الانفتاح أكثر من الحكومة الحالية، التى لها توجهات مختلفة تجاه روسيا والصين. وميركل كانت تتجنب الدخول فى أى صراعات أو مواجهات خارجية، لكن الخطاب الحالى للحكومة الحالية تغير كثيراً، لأنها مكونة من الحزب اليسارى الاجتماعى وحزب الخضر والحزب الليبرالى، ووزيرة الخارجية تنتمى لحزب الخضر، وتمثل قضيتا البيئة وتقوية الاتحاد الأوروبى رأس أولوياتها.
بخصوص الحديث عن الاتحاد الأوروبى، إلى أى مدى تأثر بخروج بريطانيا؟
- تأثر بشكل كبير وبعض الدول بدأت تعيد حساباتها وتسير على نفس خطى بريطانيا، وظهرت النزاعات الاستقلالية واليمينية فى أوروبا بصورة أكبر، إلا أن الحكومة الحالية فى ألمانيا التى تعتبر أحد قيادات الاتحاد الأوروبى وتلعب دوراً فى تشكيل سياساته، لن تتغاضى عن مواجهة هذه النزاعات بهدف الحفاظ على قوة الاتحاد الأوروبى.
لماذا تتحفظ بعض دول أوروبا فى اتخاذ خطوات بحظر «الإخوان» المصنفة قضائياً بأنها جماعة إرهابية؟
الجماعة الإرهابية تتخفي تحت غطاء جمعيات دينية وحقوقية
- النمسا اتخذت إجراءات لمواجهة الإخوان، وأجرت عدة مداهمات لمقرات تابعة للجماعة، وأوقفت تمويلاتهم وبعض النشاطات الاقتصادية، وفى ألمانيا حذرت المخابرات الداخلية من الإخوان وخرج أكثر من تقرير مخابراتى يقول إن الإخوان يمثلون خطراً كبيراً على الديمقراطية فى المستقبل، وظهرت تخوفات عديدة فى دول أوروبية أخرى من وجود «الإخوان» وغيرها من الجماعات والمنظمات، لكن الإشكالية أن الإخوان يتحركون تحت غطاء جمعيات ومنظمات غير مباشرة، مثلاً جمعيات دينية أو حقوقية، لكن العناصر فى الداخل والقيادات من الإخوان.
كيف ترى مستقبل «الإخوان» فى أوروبا خاصة بعد الانشقاقات التى تعرضت لها الجماعة؟
- جماعة الإخوان الإرهابية تعرضت لانشقاقات وخلافات داخلية كبيرة بين قيادات التنظيم، لكن لا يزال وجودهم الرئيسى فى لندن، لكن تراجع وجودهم فى عدد من الدول الأوروبية الأخرى، خاصة بعض التقارير الأمنية والمخابراتية التى حذرت من مستقبل الإخوان فى أوروبا، والنمسا مثلاً وضعت خريطة ترصد نقاط وجود الإخوان فى المجتمع النمساوى، سواء فى شكل مساجد أو جمعيات، وتم اتخاذ إجراءات للحد من هذا الوجود، وأيضاً فرنسا وألمانيا أثناء حكومة ميركل، لكن بالنسبة للحكومة الحالية فما زلنا نتطلع لمعرفة موقفها تجاه هذا الملف.
كيف ترى منتدى شباب العالم الذى ينطلق بعد أيام؟
- حدث عالمى كبير ينطلق على أرض مصر، ويعكس اهتمام القيادة المصرية بالشباب، والمنتدى أصبح منصة حوار عالمية، وهو أمر يحقق مكاسب عديدة، سواء على مستوى تسليط الضوء على القضايا الدولية الهامة، أو تقارب الثقافات وتبادل المعلومات بين الجنسيات المختلفة، والمنتدى أصبح يتمتع بسمعة طيبة فى أوروبا وأعطى صورة مشرفة لمصر.
«الأمم المتحدة» أشادت بـ«حياة كريمة» التى حسنت معيشة 60 مليون مصري
هل تتابع المشروعات التنموية فى مصر؟
- بالتأكيد، مصر تعيش حالياً عصراً مزدهراً فى التنمية فى مختلف المجالات، وما يحدث فى مصر يصل إلى العالم، مثلاً مبادرة حياة كريمة غير المسبوقة التى تحسن من مستوى معيشة 60 مليون مصرى وأشادت بها الأمم المتحدة، تحسين البنية التحتية، افتتاح مشروعات عملاقة وإنشاء مدن جديدة وحل أزمة العشوائيات.
لكن بالرغم من ذلك.. هناك أصوات حقوقية من الخارج تهاجم حالة حقوق الإنسان فى مصر، ما تفسيرك؟
- هناك اختلاف فى مفهوم حقوق الإنسان من ثقافة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، بالطبع هناك قواعد ومعايير عامة، ولكن اختلاف الثقافات قد يؤدى إلى اختلاف النظرة والأولوية. مثلاً أولويات مصر هى تحسين مستوى المعيشة وإحداث قفزات اجتماعية ومواجهة الأزمات التى تمتد لسنوات طويلة. قد تكون الأولوية لدى حكومة أو دولة أخرى فى أوروبا مختلفة. أيضاً لا يخفى على أحد أن حقوق الإنسان تستخدم أحياناً كورقة ضغط أو تكون مدفوعة بتوجهات سياسية.
اقتصاد أوروبا والجائحة
الاقتصاد هو المتضرر الأكبر من الجائحة فى أوروبا، خاصة بعد اتخاذ إجراءات الغلق والحظر، حدثت مشكلات اقتصادية كبيرة، لكن كان الاهتمام الأول هو الحفاظ على الأرواح. واتخذت أوروبا إجراءات أسهمت فى الحد من انتشار الجائحة، لكن الأعراض الجانبية لهذه الإجراءات أثرت بشدة على الاقتصاد.